Wednesday, February 27, 2008

ED tv


نشرت جريدة "الاتّحاد" الإماراتيه خبرا حول ضبط كاميرا صغيره بأحد حمّامات النساء فى "دبى" للتلصص عليهن !! أسعدنى أن وقعت الحادثه فى "دبى" حيث لا مجال للحديث عن الكبت الذى يولّد الانفجار لو كان الحادث وقع فى "السعوديه" مثلا ..خلال نقاشى مع بعض الأصدقاء حول هذا الخبر و ارتباطه بالكبت وقمع الحريّات تذكّرت فيما شاهدته من سنين طويله وكان اسمه "إد تى فى" و لازلت أتذكّره جيّدا جدّا ..


الفيلم كان يدور حول تصوير الحياه اليوميه لمواطن أمريكى بسيط !! تصويرها بكل تفاصيلها حتى لحظات وجوده بالحمّام !! يلقى العرض بعد فتره حماس الجماهير و متابعتهم الشغوفه بصوره يبدأ "إد" معها الشعور بأنّه لم يعد له حياه فكل تفاصيل حياته منقوله على شاشات التليفزيون ليل نهار .. ثمّ تبدأ علاقة "إد" بصديقته فى التوتّر .. لماذا؟ لأن الجرائد لم تكتف بما ينشر عن الجدع لكنّها بدأت استطلاعا للرأى حول آراء الشعب فى صديقة "إد" و هل هى جميله بما يكفى وجاءت الآراء سلبيه !!


من ضمن المواقف الذى أذكرها جيّدا بالفيلم ذلك الذى أدّى للقطيعه بين "إد" و صديقته إذ فى لحظه ما تخيّلا أنّهما بمأمن من تلصّص الكاميرا و أنّهما قد نجحا فى تضليلها و الهرب منها ومن ثمّ باتت الفرصه سانحه للقاء حميمى .. وحين بدأت الفتاه فى خلع ملابسها انتقل الفيلم لينقل رد فعل أحد متابعى الفيلم صائحا أن الفتاه صدرها عارى وهو ينادى زميلا له بالغرفه !! الموقف ده وقتها أذهلنى بسبب أن مشهد كهذا و غيره متاحين بسهوله شديده لأى شاب فى "أمريكا" وهو بغير حاجه لأن يقضى الساعات الطوال فى متابعة حياة شخص آخر انتظارا لمشهد من هذا النوع !! لكن يبدو أن الناس -كما أشار
من قبل- بالفعل تعشق التلصّص و مشاهدة مواقف يظن أبطالها أنّهم بمأمن من المشاهده !!


المهم انفصل "إد" عن صديقته التى اختارت الانزواء بعيدا و بدأت وسائل الإعلام البحث ل "إد" عن صديقه جديده أكثر إثاره و جاذبيه من صديقته الأولى .. و بالفعل يعثر "إد" عليها و تبدأ الترتيبات لعرض اللقاء الجنسى الأوّل بينها و بين "إد" على الهواء مباشرة !! نقل الفيلم كيف استعدّ الملايين لمشاهدة الموقف -تانى رغم أنّهم يمكنهم مشاهدته ببساطه على أى فيلم إباحى- و اشترى البعض الفيشار و الكولا استعدادا لقضاء سهره ممتعه بل و بكى بعض الحرّاس الشخصيين الملازمين ل "إد" لعدم قدرتهم على متابعة الحدث لارتباطهم بحراسة الشقّه من الخارج .. و مع وصول العرض الجنسى للماستر سين يحدث شئ ما يفسد العرض تماما ويفسد معه متعة الجماهير المترقبه .. و بالتدريج يكتشف "إد" أن صديقته الجديده المثيره لم تكن سوى فتاه باحثه عن الشهره ترغب فى العمل فى بطولة أفلام البورنو و أنّه كان مجرّد سلّمه فى طريق صعودها لهذا المجد .. و يبدأ البحث عن صديقته القديمه و يبدأ محاولته للتملّص من رقابة القناه عليه لكن القناه تتمسّك بحقّها فى العرض المستمر ..


لا يعود امام "إد" سوى حل واحد وهو قلب السحر على الساحر .. و ذات يوم يخاطب "أمريكا" قائلا ما دمتم تحبّون الفضائح فلنبحث معا عنها .. و يعرض عليهم جائزه قيّمه لمن يدلى بسرّ يفضح مسئولى القناه و يمنحهم بعض الوقت للاستعداد لليله مثيره أخرى يكشف فيها عن هذه الفضيحه طالما ظلّت القناه مصرّه على عرض حياته .. وفى الليله الموعوده يتلقّى "إد" اتّصالا تخبره فيه إحدى العاملات بالقناه بسرّ يخص صاحب القناه شخصيا .. وهو سرّ -كما يجب أن نتوقّع- له صبغه جنسيه خالصه .. وقبل أن ينطق "إد" بما لديه من معلومات يقرّر صاحب القناه إنهاء العرض و ينتصر "إد" ويستعيد خصوصية حياته


تذكّرت كل هذا وانا أقرأ الخبر المنقول من "دبى" بعد شعورى بالاختناق من الاتّهام الدائم لبعض المنتمين للدول العربيه بالكبت الذى أوصلهم للشذوذ أحيانا و للتلصص أحيان أخرى .. فها هى بلد لا تعانى من أى كبت تعشق التلصص بكل صوره .. فتنتج برامج الواقع التى تحوّل بعضها لبرامج مصنّفه بسبب ما تحويه من مشاهد مخلّه .. و صحفيوها و مصوّروها لا يرون أى غضاضه فى انتهاك حرمات المشاهير بحثا عن صوره ساخنه تباع بالملايين .. و "بريتنى سبيرز" تنقل عملية ولادتها لأطفالها على الهواء .. و المواقع الجنسيه تخصّص قسما خاصا بالكاميرات المتلصّصه !! و غيرها من نماذج لا يناسبها قالب الكبت الذى يؤدّى للانفجار الذى أصبح اسطوانه مشروخه تبعث على الملل ..

Tuesday, February 26, 2008

فى المسأله الحضريه

تنويه : هذه تدوينه طويله بالنسبه لما اعتدت أن أكتبه ؛ و هى لم تكتب بروح حياديه غالبا ؛ إذ كما يقول "جلال أمين" أنّه حتى العالم الذى يدخل معمله لإثبات فكره ما لا يستطيع أن يدّعى أنّه لم يكن لديه شئ ما يبحث عن دليل له حتى لو أوصله البحث لما لم يتوقّعه من البدايه









أحاول -بكل شغف- متابعة ما تقع عليه عيناى من أخبار و تعليقات على مسألة -سفر/هروب- "عصام الحضرى" حارس مرمى النادى "الأهلى" للعب لنادى سويسرى
بادئ ذى بدء أنا لست من عشّاق كرة القدم ولا أتابعها !! وحتى البطولات التى تلعب فيها "مصر" لا تحرّك فىّ إحساس الوطنيه ولا أهتف -ولو بداخلى- بحياة "مصر" من بعد أى انتصار فيها !! ربّما تحرّكنى فقط مشاعر المحتفلين و أراها جديره بكثير من النظر و التفكير ..

نرجع لموضوع "الحضرى" .. لماذا أتابع الموضوع إذن؟ أتابعه لارتباطه بكثير من الظواهر الغير كرويه فى "مصر" أحب أن أراها من خلال تعليقات الناس فى الشارع على الموضوع .. من خلال تناول وسائل الإعلام لها و من خلال ما يطرح فى بعض المنتديات الحواريه كذلك. الموضوع كذلك له علاقه بالمؤسّسات الضخمه التى ظهرت فى "مصر" مؤخّرا و النادى "الأهلى" أكيد مؤسّسه شديدة الضخامه لكن ظهورها سابق بكثير على كثير ممّا عداه من مؤسّسات .. فى مسألة "عصام الحضرى" كذلك يتجلّى هذا الخلط البديع فى المفاهيم الذى يحدث فى "مصر" فى قطاعات لا علاقة لها بالكره .. فمن يدافع -مثلا- عن حريّة السوق و الاقتصاد الحرّ و يتّهم الغاضبين من أجل الفقراء بالحقد الطبقى يتناسى مثلا أن ما يحدث فى "مصر" تحت مسمى الاقتصاد الحر لا علاقه له بهذا التعريف إذ أى حريّه فى حماية الحكومه للاحتكار و وقوفها ضد مبدأ أساسى من مبادئ حريّة التجاره وهو سريان قانون العرض و الطلب الذى يحتّم تعدّد مقدّمى الخدمات و السلع !! ما علاقة هذا الكلام المجعلص بموضوع "الحضرى"؟ علاقته أنّى شخصيا أضع كلمة "الاحتراف" فى كرة القدم مساويه لكلمة "اقتصاد حر / سوق مفتوح" فى الاقتصاد .. أمر لا مجال للعواطف و المشاعر فيه .. فوجئت كذلك خلال متابعة تعليقات الجماهير على موضوع "الحضرى" بروح عنصريه بغيضه تتجلّى بوضوح لا لبس فيه وهو أمر لم أكن أتوقّعه حقيقة لكن اللىّ يقرا ياما يشوف !!

التغطيه الإعلاميه

فى تغطية "العاشره مساء" لخبر "هروب" عصام الحضرى حارس مرمى النادى الأهلى إلى سويسرا لم يكن هناك مؤيّد واحد لما اختاره الحضرى أو حتى مواطن متعاطف !! شئ غريب جدّا أليس كذلك !! إذ على الأقل أليس هناك "زملكاوى" واحد سيؤيد القرار ولو شماتة فى "الأهلى" !! أنا شخصيا سمعت من عدد لا بأس به من المحيطين بى تأييدا لموقف الحضرى لهذا أذهلنى أن تكون التغطيه الاعلاميه للحدث فى "العاشره مساء" بوجه واحد فقط !! الحقيقه الموضوع لم يكن داعيا للذهول بهذا القدر إذ أن تعامل وسائل الإعلام بشكل عام مع القضايا التى تخص الأهلى عادة ما يكون تعامل خاص .. لم أتابع كثيرا التغطيه الصحفيه حول الموضوع لتوقّعى أنّها ستأخذ أحد الطرفين المتناقضين علاوه على اهتمامى بشكل أكبر بردود أفعال المواطنين العاديين ..

القانون لا يعرف "حضرى" و "حضرى" كمان لا يعرفه

الحديث عن "قانونية" ما فعله الحضرى و عدم احترامه للعقد المبرم بينه و بين "الأهلى" كان من الأمور اللافته حقّا .. و هى نقطه تستدعى تعليقا بذيئا لا يطاوعنى عقلى على البحث عنه !! إذ أن الحكومه المصريه شخصيا لا تحترم عقودها !! ولا اشك ان فى النادى الاهلى اجراءات تمت مخالفة لعقود كان الحل الاسهل فى التعامل معها دفع شرط جزائى بسبب الاخلال بالعقد !! الاخلال بالعقد -بكل صراحه و شفافيه- لم يعد سبّه يستعرّ منها احد لكنّها عادتنا فى مطالبة الفرد بالالتزام بالعقد و الصهينه حين لا تحترم المؤسسه بجلالة قدرها العقود بنفس القدر !! بل إن كثيرا من العقود التى تبرم بين الفرد و المؤسّسه تكون فى شكل عقد إذعان يحفظ للمؤسسه حقوقها بشكل أكبر ممّا يفعل بالنسبة للفرد بالرغم من أن المؤسسه كيان أكبر و أقوى يستطيع أن يتحمّل بشكل أكبر ممّا يستطيعه الفرد

مصر هى أمّى

استغربت كذلك الحديث عن الوطنيه الذى يربط هروب "الحضرى"بالانتماء و يرى فيه سببا للتشكيك فى ولائه و وطنيته لدرجة مناداة البعض بإسقاط جنسيته !!

المفروض الحضري يتعدم في ميدان عام بتهمه الخيانه تعليق من أحد المنتديات

ألوف من المصريين خرجوا للعمل خارج مصر بعضهم خرج منها بطرق غير شرعيه ثمّ قنّن أوضاعه و البعض الآخر هرب بأموال البنوك و المودعين و البعض الثالث هرب بعد غرق عبّارته بمن عليها من عائدين للوطن و "الحضرى" فقط هو المطلوب منه انه مايقولش إيه اديتنا مصر و يقول هندّى ايه لمصر !! استغربت الموقف جدّا من شعب يبحث كثيرون منه عن فرصه -ولو مميته- للخروج من البلد ثم ارتدائهم أقنعة الوعّاظ خلال الحديث عن "الحضرى"!! أستغرب حتى لماذا لم يصدر المفتى حتى الآن اى فتوى بخصوص شرعية هروب "حضرى" و هل لو فطس فى طريقه الى "سويسرا" يكون شهيد ام يكون طمّاع !! و أسأل نفسى عن مشاعر علماء و باحثين خرجوا من مصر التى كسرت وراءهم قلّه بصمتها و مباركتها لخروجهم حين يجدوا أن خروجهم لم يثر كل هذا الجدل حول الوطنيه و الانتماء ومصلحة البلد إلى آخر هذا البطّيخ !!

ما يغيظ فى الأمر كذلك أنّك لا تعرف هل الجماهير غاضبه من أجل الأهلى أم من أجل مصر أم أن الاثنين شئ واحد !! يعنى هل من يمس مصالح الأهلى كأنّما مسّ مصالح مصر !! من يبدئون حديثهم بالكلام عن الوطنيه و الانتماء ل "مصر" سرعان ما يخونهم القول فيتّجهوا بالحوار إلى الأهلى و دوره فى "صنع" الحضرى

بعيد بقا عن حال الفريق اللي ربنا يستر عليه
والظروف بتاعت ابطال افريقيا
ماكنش عارف انه هيكون مكروه من كل واحد فى بلده
ومحدش عايز يشوفه تاني فى مصر
دة الواحد هيبقا خايف عليه لما ينزل يلعب مع المنتخب هنا فى التصفيات
ماكنش يعرف انه هيكون اكتر شخصية مكروهة من جمهور الاهلي
ماكنش يعرف انه هيخسر نادي القرن الافريقي تعليق من أحد المنتديات

ناهيكم عن تهديدات أخرى قرأتها حول الاستيلاء على ممتلكات "الحضرى" بمصر !! ثمّ يجد البعض فى أنفسهم الجرأه للحديث عن القانون و احترامه !!

تعريف الحب !!

كثيرون ممّن علّقوا على الموضوع فى مختلف وسائل الإعلام تحدّثوا عن الاهلى و اهمية اللاعب له و مصلحة النادى -دهشت انى لم اسمع السلوجان الشهير "الاهلى فوق الجميع"- بصرف النظر عن مصلحة اللاعب .. لكن أليس من قواعد الاحتراف فى النادى أو المؤسسه ألاّ تعتمد على رجل واحد مهما كانت مهارات هذا الرجل !! لماذا وقع النادى فى حيص بيص وماذا كان ليفعل لو طب "الحضرى" -لا قدّر الله- ساكت كما حدث مع "محمد عبد الوهاب" الله يرحمه

ذكّرنى هذا بنقاش طريف دار حول مفهوم "الحب" الذى تؤمن به المؤسسات و ترغب فى أن تتبادله مع العاملين فيها !! فالشركات لا تعترف سوى بتعريف واحد للحب و هو أن تعلو مصلحتها فوق مصلحة من يعملون بها وأن يترجم الموظّف هذا فى صورة جهد و عرق و عمل .. على أنّها لا تلتزم بنفس الشئ حين تريد أن تترجم حبّها للعاملين بها إذ يمكن أن تكتفى بخطاب شكر أو برفع اسم العامل على لوحه مكتوب فيها "موظّف الشهر" لكنّها لا تقبل مثلا أن يعبّر الموظّف عن حبّه لها بنفس الصوره الرمزيه التى تنتهجها إذ هل يكون مقبولا من الموظّف أن يعبّر عن حبّه بغناء الأناشيد التى تعبر عن حبّه فى المقابل و يستمر كل طرف فى البحث عن مصلحته الشخصيه حتى لو تعارض ما يقال مع ما يفعل؟

الحضرى اختار مصلحته الشخصية بعيداً عن الكلام الذي صرح به من حبه للنادي الأهلي وإدارته وجماهيره كما قال في الاتصال التليفوني معه تعليق من أحد المنتديات

و أنا أسأل نفسى : ما الغريب فى هذا !! ولماذا يكون مقبولا أن يبحث النادى عن مصالحه ولا يبحث اللاعب عن مصالحه و التعارض بين مصالح الطرفين وارد !! بالمناسبه هناك شئ لابد أن أوضحه و ربّما كان يجب توضيحه من البدايه .. من وجهة النظر الأخلاقيه و القانونيه وفى ضوء المتوفّر من معلومات "الحضرى" مخطئ لا جدال .. لكنّى مندهشه من روح المثاليه التى يتوقّعها الكثيرون منه رغم أنّها لا تتّسق إطلاقا مع الحياه التى نعيشها .. يعنى حين تفكّر -مثلا- فى التعبير عن غضبك من حرمان بعض المتميزين علميا من أماكنهم فى الجامعه لصالح أصحاب الواسطه يقال لك هذه مثاليه فى التفكير ونحن لسنا فى عصر المثاليات ويجب أن نتحلّى بالواقعيه حتى لا نصدم !! فلماذا اختلفت المواقف إذن و بتنا نتوقّع المثاليه من مواطن سار على نفس المنهج و تخلّى عن مثاليته المفترضه !!

حارس مش كويس جدااااااااا خائن العيش والملح تعليق من أحد المنتديات

الاهلي فوق الجميع زى ما عمل عصام الحضري ان شاء الله هيعمل واحنا عندنا واحد تاني اسمة اميرا عبد الحميد ان شاء الله دة هيبقا امير احسن حارس مرمي في افرقيا الله يرحمك ياثابت عشت اهلاوي ومت اهلاوي تعليق من أحد المنتديات

اللي مالوش خير في اهله مالوش خير في أحد تعليق من أحد المنتديات

حرام عليك يا حضرى اللى انت عملته فى نفسك ده وفينا خلاص السد العالى اتهد واحنا المصريين اللى يبعنا نبيعه وان شاء الله النادى الاهلى زى ما عملك حيعمل غيرك واحسن منك بس الحضرى ضعف لما شاف الفلوس تعليق من أحد المنتديات

مرّه أخرى الموضوع إذن ليس موضوع احتراف !! فالاحتراف لا علاقة له بالعيش و الملح ولا يعترف بأن ناديا صنع لاعبا من الصفر !! ولا الموضوع له علاقه بالوطنيه او مصلحة مصر فالحديث فى أغلبه لا يدور سوى عن الأهلى و مصلحة الأهلى و صناعة الأهلى للاعب كأنّه لم يكن لديه من المهاره و الكفاءه ما يسمح له بالبقاء كل هذه المواسم مع نادى المبادئ !! بالمناسبه نادى المبادئ قرّر التمسّك باللاعب حتى نهاية عقده فى 2010 !! و السؤال الذى يطرحه هذا الموقف على من يتحدّثون على عدم حرفية ما فعله "الحضرى" هل من قواعد الاحتراف أن يتمسّك النادى بلاعب ضد رغبته إلاّ إذا كان الهدف من وراء هذا هو إذلاله و كسر أنفه و جعله عبره وكى يظل "الأهلى فوق الجميع" و يظل البعض يصدّعنا بأنّه نادى المبادئ !!

العنصريين أهمّه

يا فرحة ماتمت خدها الحضري وطار إلى سويسرا0000 بس سيبكم الدمياطي طول عمره مصلحته مقدمه عاى اي اعتبار0000 عاش الحضري المتمسك بأصله 00000 وربنا يبارك في الخشب تعليق من أحد المنتديات
أسوأ ما كشف عنه هذا الموضوع هو هذه العنصريه الفظيعه التى تعامل بها البعض مع انتماء "الحضرى" لمحافظة "دمياط" !! التعليق السابق واحد من تعليقات عديده تناولت هذا الانتماء بالسخريه و الاستهزاء كأنّما اكتشف أصحابها فجأه أن "الحضرى" دمياطى. الرحيل إذن كشف عن عنصريه بغيضه قد تكون من أسباب رحيل "الحضرى" الذى قد يكون البعض أشعره بالنقص بسبب تواضع خلفيته الاجتماعيه و التعليميه فغادر لمكان لن يفرق معه انتماء "الحضرى" ل "دمياط" أو "قاهرة المعزّ"!! خاصة حين يتجلى هذا فى الحديث العنصرى عن أن "الحضرى" دمياطى و أنّه لم ينس أصله !!

الجنازة حارة والميت كلب تعليق من أحد المنتديات

المدهش كذلك فى حكاية هروب الحضرى هو ما كشفته عن ميلنا للنظر للأمور بطريقه متطرّفه للغايه !! فبعد أن كان الحضرى أحد أبناء الأهلى المدللين و بعد ما حظى به من تقدير لأدائه خلال البطوله الأخيره تحوّل إلى كلب !! بل إن صاحب أحد التعليقات السابقه يتندّر على ضعف الحضرى أمّا شاف الفلوس دون أن يتساءل عن موقف الفريق بالكامل حين ذهب للإمارات للحصول على التكريم و "الفلوس" قبل حضورهم إلى مصر !! و اشتغالهم بالإعلان طمعا فى مزيد من الفلوس .. قبولهم مكافآت وملايين رجال الأعمال اللىّ هى بردو فى الآخر فلوس !!

لبعض الوقت كان لدىّ تصوّر خائب أن من ذاق الظلم سيكون متعاطفا مع المظلومين و أكثر تقديرا لمشاعرهم .. لكنّى اكتشفت زيف هذه التصوّرات !! فالأم التى ظلمت فى طفولتها يمكن أن تظلم ابنتها وهى تربّيها وتذيقها من نفس الكأس !! و أستاذ الجامعه الذى ظلم خلال دراسته قد يظلم طلبته و يقول "زى ما اتظلمت و استحملت همّا كمان يتظلموا" .. و برغم أنّى لا أستطيع أن أصنّف "الحضرى" ضمن المظلومين تماما لا أدرى لماذا توقّعت تعاطفا أكبر معه من الناس .. ربّما لأنّه لم يعطنى -فى المرّات القليله التى تفرّجت فيها عليه- انطباعا بالانفصال عن المظلومين الذين لم يحظوا بما حظى به من شهره .. لهذا لم يكن حديث الجرائد أو وسائل الإعلام وكتّابها المحفلطين هو ما أزعجنى قدر ما أزعجتنى آراء و تعليقات الكثيرين جدّا من المظلومين وما حملته من قسوه فى التعامل مع موضوع لا يستحق كل هذا الغضب و الحماسه وكان أحرى توجيه هذا الغضب و تلك الحماسه لما يعود عليهم هم بالنفع لا ما يعود على غيرهم بالضرر و الإيذاء
ملحوظه : لا أشعر بأى قدر من الشماته و الله يعلم .. لكنّى أعرف أن هذا الاتّهام صار واردا جدّا كما تابعت فى كثير من النقاشات حوله !! مثلما صارت اتّهامات الحقد الطبقى توجّه لمن يرفضون محاباة الحكومه لرجال الأعمال على حساب الفقراء ولم أعد أتأثّر بها كثيرا

Tuesday, February 19, 2008

كائنات أسطوريه

لا أدرى ما سرّ إعجاب صنّاع الدراما فى عالمنا بالشخصيات المثاليه التى تظهر فى أعمالهم !! مهما وجّه إليهم من نقد بسبب مثالية الدور الذى يبدو تفصيل مخصوص للبطل أو البطله ليس هناك أى استجابه أو تأثّر بهذا النقد لدرجة أنّى قرأت من فتره حديث مع الممثله "سميره أحمد" حول المثاليه المفرطه للشخصيات التى تقدّمها مؤخّرا و اعترافها بهذا مبرّره إيّاه بأنّها حين جرّبت تقديم عمل تظهر به بصوره شرّيره الناس ماحبتهاش !! و كأنّها تظهر فى العمل كى تجنى مشاعر و عواطف وليس لتقدّم دورا مهمّا أو غير مهم !! تذكّرت "سميره أحمد" بالذات بسبب مشاهدتى أمس للقطات من بداية فيلم قامت ببطولته وكان اسمه "بنت بديعه" و واضح جدّا من لقطات البدايه به أنّها تظهر فى الفيلم فى دور عاهره !! هى إذن قامت بأدوار تقدّم شخصيات سلبيه و الأمر مرتبط فى النهايه بقدرة الممثل على الأداء و قوّة السيناريو الذى يقدّم مبررات و حيثيات هذا الشر مش هيبقى شر و للشر فقط ..

غنىّ عن الذكر أدوار "يسرا" التى تخلّد نظرية "كامل كمال الكامل" التى ظهرت فى فيلم "الزواج على الطريقه الحديثه" .. كلّما أشاهد أدوارا من هذه النوعيه المثاليه أتذكّر هذه الشخصيه المثاليه التى ظهرت -وياللعجب- من خلال فيلم و أحيّى هذا المؤلّف الذى يبدو قارئا للغيب من خلال هذه الشخصيه الطريفه!! دارت الأعوام و أصبح صنّاع الأفلام و المسلسلات هم المسئولون عن إظهار "كامل كمال الكامل" فى كل أعمالهم !! فالبطل أو البطله لا يخطئوا ولو بنظره .. كلمه عابره .. أو حتى هفوه غير مقصوده !! أفعالهم منزّهه عن كل خطأ ومن حولهم يدورون فى فلكهم علّهم يقتبسون من أنوارهم !!

لكن الحقيقه أنا لم أكتب هذه السطور للحديث عن أدوار "الكبار" فى أفلامهم و مسلسلاتهم .. لكن لأنّى و منذ أذيعت أغنية الأطفال الشهيره "شخبط شخابيط" تراودنى هذه الأفكار .. إذ أن إحدى الأغنيات -شاطر- تقول كلماتها

اللىّ بيسمع كلمة أهله شو بنقول له
شاطر شاطر
واللىّ بيقعد عاقل وحده شو بنقول له
شاطر شاطر

الجمله الثانيه تحديدا كلّما أستمع لها أحسست أنّها تتحدّث عن طفل أسطورى !! إذ ما الذى يجعل طفلا صغيرا يجلس بمفرده "عاقلا" !! وما هو مفهوم العقل أصلا إلاّ أن يجلس متجمّدا فى مكانه فلا ينكش مفرشا ولا يمزّق جريده !! ولماذا انتقل مفهوم المثاليه المتجمّده هذا من دراما الكبار لدراما الأطفال !! الكلمات تمضى بعد هذا قائله

اللى بينجح فى مدرسته
وما بيزعل معلمته
بنحبه و نظل نقول له
شاطر شاطر

كأنّه ليس هناك من يفشل فى مدرسته أو ليس هناك من يغضب معلّمته عن حق !! الأغنيه دى تحديدا بتحسّسنى إنّها تكرّس لكائن خرافى لا يوجد سوى فى مخيّلة كاتب الكلمات .. ولا أدرى لماذا يفترض أن يكون الطفل كائن معلّب يعكس فكرة الكبار عن المثاليه التى لا توجد أصلا فى العالم و لماذا يكون مطلوبا منه دونا عن هذا العالم الملئ بالخائبين أن يكون "شاطر شاطر" على طريقة كلمات الأغنيه !! لماذا تكون الشطاره هى تجنّب إغضاب الغير حتى لو كان هذا الغير يستحق فعلا إغضابه !!

يمكن من ضمن الأسباب التى دفعتنى للإعجاب بإعلان "تايد" الذى تحدّثت عنه "شغف" أنّه يقول للأمّهات يمكن أن يظل أبناؤكم أطفالا طبيعيين يعودون للمنزل بملابس متّسخه من أثر اللعب ولن يكون هناك مشكله فى تنظيف هذه الملابس بسهوله ومن ثمّ لا داعى لحرمان أطفالكم من طفولتهم و تحويلهم إلى أفّاقين صغار -الطفل الثانى الذى يتحدّث عن التحفه الفنّيه و يثير ابتسامى كل مرّه أشاهد فيها الإعلان- ينكروا رغبتهم فى اللعب خوفا من العقاب بسبب اتّساخ الملابس !! إذ أن هذا الطفل الذى يعود من المدرسه للبيت بنفس الهيئه و الصوره التى خرج بها صباحا قد يستدعى بعض التساؤل حول قدرته على الاندماج و اللعب مع أقرانه كما أنّه لا يفترض أن يوجد سوى فى الكتب المدرسيه القديمه التى كانت تصوّر كل القطط بيضاء نظيفه ب "فيونكات" حمراء و كل الأطفال فارقين على جنب وشعرهم ليس !!

Monday, February 18, 2008

ممّا جرى فى بر مصر

هذا كتاب سعدت بقراءته .. ليس لأنّ كل فصوله ممتعه بنفس القدر إذ أنّى قرّرت المرور على بعض هذه المواضيع دون قراءه أو ندم كتلك المعنونه "المرأه التى أرضعت الزعيم الخالد" أو "كاتم أسرار عبد الناصر" .. لكن لأنّه يحدّثك فى بعض فصوله عن أشياء قد تود القيام بها حين تتوفّر الفرصه كما فى فصله المعنون "الصليب الأسود يهرب من الدير" التى تتحدّث عن راهب حبشى أتى سيرا على قدميه من بلاده إلى مصر للاعتكاف فى دير "البراموس" بوادى النطرون بعد حياه لاهيه حافله بالبعد عن مجرّد التفكير فى الله ثم خلافه مع رهبان الدير حول طريقة الرهبنه و خروجه ليحيا فى أحد الكهوف بالمنطقه المجاوره للدير .. ربّما تشعر بعد قراءة هذا الفصل بالرغبه فى ممارسة الرهبنه بعض الوقت لتستعيد شيئا ما تفتقده فى طريقة حياتك العاديه ..

وقد يكون ممتعا لأنّه يحدّثك عن شخصيات تراها جديره بمزيد من القراءه عنها مثل "فاطمه اليوسف" و حياتها الحافله أو ابنها "إحسان عبد القدّوس" و شخصيته التى تبدو شديدة الرقّه و التهذيب من خلال ما كتب عنه .. كنت قد قرأت من فتره مقوله تشير إلى أن رواية "إحسان" الشهيره "أنا حرّه" تعبّر عن حياته الشخصيه لكن من خلال شخصيه نسائيه و بعد قراءة هذا الكتاب و رؤية بعض اللقطات من حياة والدته أستطيع أن أكذّب هذه المقوله -التى نسبت ل "نجيب محفوظ"- بنسبة 90 بالمئه على الأقل ..

قد تشعر كذلك حين تقرأ الفصل المعنون "الأسوانى على حافّة الإعدام" الذى يتناول بعض من حياة الكاتب و المحامى "عبّاس الأسوانى" -والد الأديب "علاء الأسوانى"- أنّك بحاجه لتأمّل اللفظ العربى لكلمة "محامى" و تقارنه باللفظ الأجنبى "لوير : رجل قانون" إذ ستراه من خلال شخصية هذا الرجل متحقّقا و مفهوما بصورته الصحيحه إذ أنّه اتّخذ هذه المهنه وسيله للدفاع عمّن يقتنع بعدالة قضيّتهم و ليس مجرّد سبّوبه لكسب المال ..

وربّما لا يعجبك الكتاب لكل ما سبق ذكره و يعجبك لحديثه عن شخصيات مغموره تماما من أصدقاء الكاتب و هوايات بعضهم الغريبه مثل هواية أحدهم تربية القطط و الاعتناء بها لحد القدره على الوصول لدرجة تفاهم غير مسبوقه معها فى فصله "القططيون العرب" .. و ربّما تحاول تخمين شخصية "ماجد" الذى تحدّث عنه فى فصل "إضراب البغبغان" .. "ماجد" طفل تربّى فى الملجأ ثم خرج للعمل فى وزارة الأوقاف و صارت هوايته زيارة حديقة الحيوان و تقليد حيواناتها بمهاره فائقه .. ثمّ تصادق "ماجد" مع البغبغان وصار يشترى له زجاجة "كوكاكولا" مع كل زياره حتى مرض "ماجد" فجأه و انقطع عن زيارة الحديقه و أضرب الطائر عن الموت حتى ظهر "ماجد" مرّه أخرى و "أقنعه" بالعوده لتناول الطعام و الإقبال على الحياه و انتهت به الحياه فى العمل فى مجال إعلام الطفل و تزوّج و أنجب أطفال سعداء

ربّما يكون الجميل جدّا فى الحديث عن هذه الشخصيات الغير معروفه هو هذا القدر من الحراره الإنسانيه التى اتّسمت بها ..
بالنسبة لى ليس من الضرورى أن تكون كل فصول الكتاب بنفس المستوى من الجمال و الإمتاع .. يكفى أن يكون بعضها كذلك .. و يكفى أن يفتح بعضها لى آفاق جديده للقراءه عنها كما فى الحديث عن شخصيات عامّه مثل "فاطمه اليوسف" أو ممارسات إنسانيه كالرهبنه و الاعتكاف .. يمكن أعجبنى الكتاب لهذه الأسباب لأنّه ذكّرنى نوعا ما بمدوّنتى .. لا أراها متقنه بدرجه كبيره لكن يسعدنى أن تكون على الأقل طريقا للوصول لمدوّنات أكثر إتقانا و استحقاقا للمتابعه و التشجيع :)
الكتاب : ممّا جرى فى بر مصر
المؤلّف : يوسف الشريف
الناشر : دار الشروق

بين الشروق و باد نيوز فور مى

بدأت شركة "باد نيوز فور مى" حملتها الدعائيه لفيلمها الجديد "حسن و مرقص" من بطولة "عادل إمام" و "عمر الشريف" ..

الحديث الحمضان عن الوحده الوطنيه وكونها القضيه التى يناقشها الفيلم لم يحمل أى جديد مثله مثل الحديث عن روعة و عظمة "عادل إمام" وكيف يأخذ بأيدى النجوم الشباب لكن المثير للغثيان حقّا هو الفقره شبه اليوميه التى يخصّصها برنامج "القاهره اليوم" للإعلان عن الفيلم أو المؤتمرات الصحفيه التى عقدت لأبطاله و صنّاعه !! نفس الفيلم السمج بتاع "عمارة يعقوبيان" و إن كان قد بدأ مبكّرا جدّا هذه المرّه .. ولا أدرى هل من الحرفيه المهنيه ألاّ يكون هناك فصل بين "عمرو أديب" و برنامجه و بين انتمائه لعائلة الأدباء الأربعه !!

حين ناقش "خالد يوسف" فيلمه "حين ميسره" فى هذا البرنامج و هاجم "عمرو أديب" بصفته ينتمى لعائلة "أديب" التى أنتجت فيلم "يعقوبيان" بأفكاره الجريئه ومن ثمّ "لا تعايرنى ولا أعايرك" كنت أرى أنّه من العدل الفصل بين صفة "عمرو أديب" كمقدّم برنامج مستقل و بين انتمائه لعائلة "أديب" صاحبة الشركه المنتجه للفيلم لكنّى الآن أرى أن هذا الفصل غير ضرورى طالما يتصدّى البرنامج للإعلان عن أفلام الشركه الأم بهذه السخافه ..

الكيان الضخم الذى تمثّله شركة "باد نيوز" يذكّرنى بما طرحه "جلال أمين" فى كتابه "عصر الجماهير الغفيره" .. فأفلام "باد نيوز" تحظى بمدح قد يكون غير مستحق كما يضعها هذا المدح فى مراتب قد لا تكون جديره بها لكن الآله الإعلاميه الضخمه التى تمتلكها الشركه تضمن لأفلامها دعايه تجعل مشاهدة الفيلم مشابهه لأداء الواجب الوطنى حتى لو اكتشفت فيما بعد أنّه لا يستحق كل الضجّه التى صاحبته !! لكن هذا لا يهم طالما توفّر للفيلم أبطال من نجوم السينما المصريه بل و العالميه كما فى حالة هذا الفيلم .. ناهيكم عن ظاهرة الشلليه المتجليّه فيها إذ أخرج فيلم "يعقوبيان" المخرج "مروان حامد" ابن كاتب سيناريو نفس الفيلم "وحيد حامد" و قام ببطولة الفيلم "عادل إمام" و شارك فى البطوله ابنه "محمد إمام" دون وجود سوابق تمثيليه قويه تبرر اختياره !! نفس الموقف يتكرّر فى "حسن و مرقص" إذ أن بطله هو "عادل إمام" و يشارك فى البطوله "محمد إمام" و يخرج الفيلم "رامى إمام" ..

لا أدرى هل من حقّى أن أضيق بظهور كيانات ضخمه بهذا الحجم فى مجال صناعة الأفلام كما أشعر ببعض التوجّس من ظهور كيانات مماثله فى مجال النشر كما هو الحال بالنسبة ل "دار الشروق" !! أنا أحب الكتب التى تختارها "دار الشروق" و أشعر أنّها تعرف كيف تختار الموضوعات و الكتّاب ذات الجاذبيه القويه للقرّاء .. أحب حتى شكل تلك الكتب و أحب رسوماتها التى تكاد تخبرك أن هذه الأعمال من إنتاج "دار الشروق" حتى قبل أن تقرأ هذا على الغلاف لكنّى لا أشعر بالانشراح ربّما لعدم تكرّر النماذج الناجحه ومن ثمّ عدم تحكّم جهه واحده أيّا كانت فيما ينشر و يروّج له وما قد يحمله هذا من فرض اختيارات معيّنه على القرّاء

Sunday, February 17, 2008

على الجسر

"على الجسر .. أسطورة الزمان" هذا هو عنوان كتاب الدكتوره "عائشه عبد الرحمن" الذى سردت فيه بعض اللقطات من حياتها وكيف نجحت فى الالتحاق بالتعليم المدرسى فى وقت لم يكن تعليم الفتيات شائعا فيه و كيف جاهدت كى تحوّل مسارها الدراسى من مسار إعداد المعلّمات إلى مسار التعليم الجامعى و كيف التقت بزوجها دكتور "أمين الخولى" الذى كان يدرّس لها بكلية الآداب ..

لم أكن أفهم -قبل قراءة الكتاب- ما عنته بعنوانه "على الجسر" لكن مع الصفحات الأولى له أدركت أنّها كتبته بعد رحيل زوجها عن الحياه و كيف ترى نفسها واقفة على جسر بين الحياه و الموت فى انتظار أجلها كى تلحق به !!

الكتاب حجمه صغير قرأته فى يومين لكن اللاّفت جدّا للنظر فيه أن الكاتبه لم تعبّر بكثير من الكلمات أو التفاصيل عن المشاعر المتبادله بينها و بين زوجها لكنّها واضحه جدّا فى الصفحات و السطور التى تناولته فيها !! ربّما بسبب طبيعه متحفّظه أو عدم رغبه فى الخوض فى أمور شديدة الخصوصيه لم تتحدّث "بنت الشاطئ" عن كيف فاتحها زوجها -مثلا- فى أمر الزواج أو شعورها فى هذه اللحظه وغيرها من لقطات مميّزه فى علاقه تبدو شديدة التميّز .. لا أنكر أنّى كنت أحب جدّا أن تتحدّث باستفاضه أكبر عن مشاعرها تجاه زوجها الراحل العزيز لكنّى رغم عدم تحقّق رغبتى هذه شعرت أن "الرساله وصلت" .. قلت لنفسى ده حب "من بتاع زمان" .. سيره ذاتيه ليس بها بهارات ولا تحابيش و رغم هذا لم تخل من مشاعر نبيله جدا وصلتنى دون كثير من الكلام ..

أكثر ما آلمنى فى الأمر أن "أمين الخولى" توفّى فى مارس 1966 بينما توفيّت "بنت الشاطئ" فى العام 1998 أى أن انتظارها الوصول إليه طال لأكثر من ثلاثين عاما .. رحمهما الله و جعل مثواهما الجنّه

هذه بعض من أبيات كتبتها بعد رحيل زوجها مباشرة تحت عنوان "رؤيا"

قلت : أشكو من تباريح النوى
قال: لا ؛ ليس ذا وقت الشكاه
حسبنا أنّا التقينا فاغفرى
لزمان البين ما اغتالت يداه
قلت : أخشى ما طوى من غدره
ليت ما ذقناه منه قد كفاه
قال : خلّى همّ أمس و غد
أمس قد ولّى ولم تأت الغداه
قلت : ما أدرى ؛ أحلم ماأرى
أم بعثنا ..
وانتهى الصوت و تاه

ثمّ كتبت أبيات أخرى فى ذكرى رحيله بعد مرور عام على هذا الرحيل كانت نهايتها كالتالى :

هل مضى عام ومازلت هنا
اأثقل الخطو ؛
على الجسر إليك؟
أبأنفاسك أحيا أم ترى
مات بعضى ؛
وبكى بعضى عليك؟

Saturday, February 09, 2008

شئ مقزّز




امبارح كنت فى منطقة وسط البلد مع شقيقتى و بنت خالتى ..

تعرّضت الأخيره للتحرّش بها فى غمضة عين ..

يؤسفنى أن أقول أن هذا شئ أصبح عادى و متوقّع ..

لكن ما يؤسفنى أكثر إنّى بسبب موقعى المتأخّر عنهما فى السير شاهدت ما حدثوماعرفتش أعمل أى شئ ..

الحقيقه أنا لم أعرف إيه اللىّ مفروض يتعمل أصلا فى موقف كهذا !!

مكان مزدحم و شخص يبدو من مظهره محترم لدرجة إنّك بتشعر بشلل يصيب عقلك لثوان بعد ما شاهدته يكون كل شئ انتهى خلالها ..

المشكله إنّى أشعر بقدر من الذنب لأنّى لم أفعل أى شئ ..

أنا حتى لم أعلّق على الموضوع مع أى حد ولم أشر إلى أنّى رأيت ما حدث لأنّى ماعملتش أى حاجه ولا رد فعل

:(


افتكرت دلوقت إنّى أمّا سافرت السنه اللى فاتت رحله مع الشغل ل "فرنسا" كان من ضمن الحاجات اللىّ علّمت جامد فى دماغى كشئ "انبهرت" بيه هناك إنّى ركبت المترو كتير جدّا و فيه أوقات كان بيبقى فيها زحمه و لم أر أو أسمع أو أتعرّض لما يشير لوجود مثل هذا السلوك المعفّن هناك .. أنا فاكره كويّس إن المرّات الأولى لركوبى المترو كنت باتحرّك بنفس الطريقه الحذره جدا اللىّ باتحرّك بيها فى مصر سواء فى المحطّه أو داخل العربات .. و بالتدريج بدأت أشعر أنّى لست فى حاجه لهذا الحذر لدرجة إنّى خفت أنسى أنّه بعد رجوعى لمصر سيرجع كل شئ كما كان عليه ..


افتكرت كمان ما قرأته كثيرا حول شعور ضحايا الاغتصاب بنوع من الذنب نتيجه للوم المجتمع لهم و رغم أنّى لم أكن أنا من تعرّض للتحرّش إلاّ إنّى أشعر بقدر من الذنب بالاضافه لشعور مزعج بالاشمئزاز !! يمكن لأنّى ماعملتش أى حاجه و إن كنت فعلا مش عارفه كان مفروض أعمل إيه أصلا لأنّه فى الأحوال اللىّ زى دى رد فعل المتحرّش و الناس اللىّ فى الشارع كمان غير مضمون ولا يمكن الارتكان عليه ..