كنت اليوم أسير فى منطقه شبه شعبيه ؛ لهذا لفت نظرى جدّا منظر ولدين فى مرحلة المراهقه كلّ منهما يمسك سلسله طويله فى نهايتها كلب "لولو" أبيض !! لا مانع من تركه يتشمّم أقدام الناس أو يقفز عليها بصرف النظر عن الاستياء او الضيق الذى قد يحدثه هذا !!
ذكّرتنى الصوره التى تحمل بعض التناقضات بأولئك الأطفال الصغار الذين طالما رأيتهم يصرّون على العدو خلف الكلاب الضالّه -صوره معكوسه هى الأخرى- و حين يمسكون بأحدها يربطون فى رقبته حبل أو قيد من أى نوع ثم يبدأ التعامل معه على اعتباره الحيوان الأليف تبعهم !! ما كان يثير ضحكى و ألمى فى نفس الوقت أن مفهوم الحيوان الأليف كان يبدو -من وجهة نظر هؤلاء الأطفال- هو مجرّد الإمساك بالكلب الضال و سحبه خلفهم بالحبل طول فترة لهوهم بالشارع !! وليس مثلا تدليله أو إطعامه أو الذهاب به لطبيب بيطرى !! بديهى جدّا أن يكون كثير من هذه الأمور خارج نطاق قدراتهم الماديّه و الأسريه لكن إذا كان ذلك كذلك فما المتعه فى "سحل" الكلب المسكين جيئة و ذهابا !!
تجربتى الشخصيه فى اقتناء حيوان أليف تعتبر فقيره لحد كبير .. حين كنّا أطفالا وجدنا -أصدقائى و أنا- قطّه وليده فقرّرنا استضافتها فى البيت حتى تصبح حيواننا الأليف .. خاصة و تغذية القطّه بسيطه ولا تتطلّب سوى شراء كيس من اللبن المبستر -هكذا تصوّرنا- و محاولة إجبارها كل خمس دقائق على شرب اللبن !! و الاستغراب الشديد لماذا لا تشرب هذه القطّه الفقريه التى كانت منذ فتره وجيزه عرضه للتشرّد !! ولم تكن أسرتى فى الحقيقه متحمّسه لاقتناس حيوان أليف بالبيت لكن القطه صغيرة الحجم كان سهل جدّا إخفاءها عن العيون خاصة وهى لا تموء بصوت عال !! لكنّى لا أذكر أنّنا ربطنا فى عنقها حبلا .. ربّما بسبب صغر حجمها الشديد الذى كان يجعل حملها هو الحل الأمثل و افتراض أنّها لو تركت لنفسها فى الشارع سوف تأتى خلفنا باختيارها دون قيد أو شرط !! ولا أذكر كذلك المصير الذى انتهت إليه القطه الرماديه الجميله و إن كنت أعتقد أن الحال انتهى بها فى بيت إحدى الصديقات .. لكن هذه التجربه على ضحالتها الشديده و قصر فترتها هى التى تجعلنى كلّما رأيت مشهدا من هذه المشاهد التى يهرب فيها الكلب من الأطفال -على عكس المتوقّع- أضرب كفّا بكف و أقول "مش فاهمه"