Sunday, December 14, 2008

BIG brother is watching you



النهارده حصل موقف سخيف للغايه ..
هو موقف سخيف أدّى لموقف أسخف و أنا عاوزه أتكلّم عن الموقف التانى مش الأوّلانى !!
أختى كانت قدّمت فى وظيفه فى مكان لم يكن واضح له معالم .. مش عارفه ده كان من خلال النت ولاّ الجورنال ولاّ إيهمن فتره لقت ناس بيكلّموها و بيقولوا لها تعالى و هاتى أوراقك .. شهادة ميلاد و شهادة تخرّج و كمان عملت فيش و تشبيه باسمهم .. طلع حاجه اسمها "حزب العداله الاجتماعيه" !!
أختى أمّا راحت تقدّم ورقها فى المكان فوجئت إن فيه كلاب بوليسيه على البوّابات التى لا تفتح ولا تغلق سوى بترتيبات خاصّه و
بين كل بوّابه و بوّابه بوّابه -أيوه زى إعلان "الشيفروليه" الدبّابه- و الناس بشكل عام سلوكها غامض و مريب !!


المهم يعنى أمّا هى بدأت تحس إن الأمر غير مطمئن و إن صعب تشتغل فى مكان الدخول إليه و الخروج منه مشروط بعلم المدير
أنا قلت لها خلاص بلاش تقدّمى لهم الورق و بعد كده ترجعى تطلبيه .. بس هى قالت أدّيهم فرصه أخيره و أشوف ..

المهم حصلت ظروف جعلتها غير قادره فعلا على الذهاب للعمل فى هذا المكان و من ثمّ راحت النهارده تطلب الورق بتاعهافوجئت بشخص هناك معاه لقب دكتور بيرفض رفضا باتّا تسليمها الورق و بيقول مش هتاخده غير بإخلاء طرف من جانبهم رغم إنّها أصلا لم تتسلّم عمل كى تخلى طرفها من أى شئ !! و البيه الدكتور استنكر أصلا إن حرّاس المكان الزباله ده أدخلوها من الباب و طلب منهم يطردوها !! مش بس كده هى أمّا هدّدته بإبلاغ القسم فوجئت به بيتطاول عليها بألفاظ يعاقب عليها القانون -طبعا مش فى "مصر" المحروقه- لكن نظريا يعاقب عليها القانون ..


ده الموقف السخيف الأوّلانى الذى لا أريد التعليق عليه .. خلاص فيه مواقف أمّا تحصل لا تحتمل أى تعليق سوى الصمت و البحلقه فى السقف و إن كنت لا أنكر أن فى حلقى غصّه من الشتائم التى نالت أبويا و أمّى و أختى طبعا بلا ذنب أو جريره ..

الموقف اللىّ باكتب هذه التدوينه عشانه هو إنّى بعد ما أختى كلّمتنى و حكت لى الموقف أنا بعد ما سمعت و دماغى بتورّ لم أكتفى بالصمت اللىّ قلت أنّه خير تعليق على الموقف لأ اتسحبت من لسانى بعد تردّد و قليل من التفكير و قلت لها "مش أنا قلت لك ماتودّيش ورقك للناس دول و بعدين نرجع نطلبه منهم تانى" ..


مفيش أى معنى أصلا حين يحدث موقف مماثل أن تقول لمن وقع فيه "مش قلت لك كذا و كيت .." و يفترض لو فيه إنسان مزنوق فى كلمتين من باب العظه و استخلاص الدروس و العبر يختار الوقت اللىّ يلقى فيه موعظته تلك .. الموقف ده خلاّنى بشكل ما أبص شويه على علاقتى بأختى عامله إزّاى ..

أختى هى أصغرنا .. لى أخ أكبر منّى و بعدين أنا و بعدين هى .. و لسبب لا أعرفه حتى الآن كثيرا ما كانت أشعر أنّها أقلّنا حيله فى مواجهة الأزمات و يمكن جدّا يكون هذا شعور غلط نتيجه لكونها هى الأصغر .. بس أنا لاحظت أن كثيرين من الأبناء اللىّ بيكونوا آخر إخوتهم بحاجه للحمايه و قد يكون استنتاج خطأ أو مبنى على مشاهدات محدوده .. يمكن يكونوا مش مولودين بهذه الحاجه لكن طريقة التربيه بتحطّهم فى المود ده ولا تتيح لهم الخروج من هذه الشرنقه الغبيه .. أحيان كتيره كان ممكن حد من أقاربنا اللىّ فى نفس عمرنا يضايقنى بكلمه فلا ألتفت إليها ولا أهتم لكن لو نفس الموقف حدث مع أختى رد فعلى بيختلف تماما و ممكن يكون عنيف للغايه و يمكن ده كان إحساسى تجاه الموقف اللىّ حصل معاها النهارده !! أنا و أختى لم ندرس فى مدرسه واحده سوى لمدّة عامين لكن لم يكن أحد يقول لى "خلّى بالك من أختك الصغيّره" و دلوقت باقول فى عقلى يمكن ده كان من حسن حظّها !! فى وقت من الأوقات كان ممكن يسعدنى إن خلال مناقشه ما بين أختى و والدتى تستشهد أختى بكلام أنا قلته أو رأى ذكرته فى شئ ما بس مؤخّرا أنا أشعر أنّى غير سعيده أن لى هذا التأثير على أختى حتى لو لم أكن قد قصدت إطلاقا التأثير عليها بأى شكل من الأشكال !! بالعكس هى وقت زواجها كان لها آراء مخالفه تماما لآرائى و لم أحاول أن أغيّر آراءها فى أى شئ .. دلوقت أرى تأثّرها بى باعثا على الخجل ..


فى بعض الأوقات كنت بافكّر إنّه سيكون شئ جميل جدّا لو استطعنا بشكل ما تبادل الأماكن فيعيش الأخ الأكبر فى موقع إخوته الأصغر بعض الوقت و هم كذلك يتبادلون المواقع فيما بينهم لأنّى بكل صراحه كنت أحيانا باتخيّل نفسى فى موقع أختى و لى أخت أكبر منّى بمواصفاتى الإنسانيه و أحس باختناق .. بس الصراحه ده كان بيدوم لفتره قصيره جدّا أعود بعدها لأقول لنفسى محدّش بياخد دور حد ولا حد بيعيش دور حد و أنا قدرها بهيئتى دى و ربنا يعينها عليها :( بس النهارده تحديدا بعد ما حسّيت ببعض الحزن فى صوتها بعد ما قلت لها كلمتى السخيفه دى أعتقد الموضوع محتاج شويّة مجهود منّى فى إيه مش عارفه بالتحديد .. و رغم إنّى اتّصلت بيها تانى لمحاولة تخفيف وقع الموقف عليها خاصة أن إعادة استخراج الأوراق مش مستحيل يعنى إلاّ أنّى أشعر ببقيه من الضيق .. بعض الناس ممكن تحزن أن أبناءها ليس لهم أشقاء كبار أو صغار يشاركوهم رحلة الحياه بس الحقيقه أحيانا فكرة الأخ الأكبر بتكون هى الأسخف على الإطلاق
:(

Saturday, December 06, 2008

يا رب


من وقت طويل كانت أغنية "أم كلثوم" -القلب يعشق كل جميل- هى الأكثر تعبيرا عن الزياره الغاليه فى وجدانى و شعورى .. أكثر من الأغنيه الجميله التى غنّتها "ليلى مراد" لنفس المناسبه .. خاصة تلك الكلمات التى تختتم بها أغنية "أم كلثوم" و التى تقول



ياريت حبايبنا ينولوا .. ينولوا ما نولنا يارب .. يارب توعدهم يارب .. يارب وفّقنا



و هى كلمات تمسّ شغاف القلب حقّا لدرجة البكاء .. لا أعرف هل هى الكلمات أم اللحن الدافئ الشجىّ أم الموقف المقدّس أم كل هذا معا ..



فى العام الماضى أكرمنى الله بأداء فريضة الحج و كانت أيّام غاليه حقّا .. و حين عدت من هذه الرحله العظيمه كان انطباعى الأوّل هو أنّى "اكتفيت" تماما بهذه المرّه ولا أرغب فى الذهاب للحج مرّه أخرى ..نعم كانت هذه مشاعرى الأولى بعد العوده من الرحله مباشرة لدرجة اندهاشى من رغبة البعض و نحن بعد فى الأراضى المقدّسه فى أداء الفريضه المرهقه مرّه أخرى .. لكنّى و منذ بدأت استعدادات الحجّاج هذا العام للسفر -و ربّما قبلها- أشعر بغبطه هائله لمن أكرمه الله بهذه الزياره هذا العام و أدعو الله من وقت لآخر أن يمكّننى من أدائها مرّة أخرى .. أشعر بفضول شديد لمعرفة أين وصل الحجّاج المصريون و هل استقرّوا فى "عرفات" بالسلامه أم لازالوا فى الطريق .. أقلّب القنوات الفضائيه لرؤية المشاعر المقدّسه ما بين "منى" و "عرفات" و أشعر ببعض الأسى و الحزن و إن كنت أقول لنفسى على الأقل لقد ذهبت مرّه فما بال من لم يذهب أبدا !! أشعر بسعاده حين تلتقى بعض البرامج مع بعض الحجّاج المصريين البسطاء فى الأراضى المقدّسه و وجوههم تمتلئ بالفرحه و البشر و ألسنتهم تلهج بشكر الله و أشعر مرّه أخرى بصدق كلمات "بيرم التونسى" التى تدعو للجميع بنيل هذه المنحه العظيمه ..


ما أبعد المسافه بين يوم "عرفه" غدا و يوم "عرفه" فى العام الماضى .. مسافه هائله حقّا بالنسبة لى لا أعرف هل من سبيل لتعويضها .. على أى حال أدعو الله لى و لكم بالحج و أضم لدعائى كلمات الأغنيه الأثيره بأن تنالوا كلّ الخير دائما و كل عام و أنتم بخير





ملاحظه : سأقوم لاحقاإن شاء الله بالرد على التعليقات على التدوينه السابقه

Wednesday, December 03, 2008

تسبيب ما لا سبب له !!





كنت أتابع منذ دقائق فقره من برنامج "تسعين دقيقه" تناقش قضية مقتل "هبه العقاد" و "نادين خالد" التى شغلت الرأى العام المصرى خلال الأسبوع الماضى ..

استضاف البرنامج ضيفه شيك ترتدى نظّاره طبيّه للحديث معها حول تحليلها للحادث و أسبابه

و انبرت سيادتها متحدّثه عن أن من ضمن الأسباب إقامة "نادين" فى شقّه بمفردها بسبب سفر أبويها للعمل بالخليج و أن هذا الوضع فى غاية القسوه !! و أنا رغم اتّفاقى معها على قسوة الوضع لم أستوعب العلاقه السببيه بينه و بين وقوع الحادث الذى أصفه شخصيا بأنّه حادث عبثى !!

فكما تعى سيادتها فقد وقع من سنوات قليله حادث غامض راح ضحيّته أسرتان فى "بنى مزار" !! أسرتان بالكامل تم تشريحهم و نزع بعض أعضائهم و هم فى منازلهم وفى أسرّتهم !! الأسرتان إذن لم تكونا فى "حى راقى كل واحد مشغول فيه بنفسه و يعانى من لا مبالاته بالجيران و ما يصدر من شققهم من أصوات" .. كما أنّها لم تقع "لفتاه وحيده تقيم بمفردها كى يكون هذا الوضع الاجتماعى سببا لوقوع الحادث الذى يمكن أن يقع لشاب يقيم بمفرده أو حتى أكثر من فرد أيّا كان نوعهم بيولوجيا و السوابق المماثله أكثر من أن تحصى" !!



لكن فيما يبدو أنّنا صرنا مغرمين بتسبيب ما قد يكون لا سبب حقيقى له !! أو بما تكمن أسبابه فى مناطق لا نستطيع فى الحقيقه الاقتراب منها و من ثمّ يكون الأسهل البحث عن أسباب أخرى نعلّق عليها حيرتنا و دهشتنا من وقوع حادث كهذا تقود الصدفه الأحداث فيه !! فهناك شابه لم تعتاد المبيت خارج منزلها اختارت هذه الليله تحديدا للمبيت لدى صديقه لها ممّا ضاعف عدد الضحايا و أضاف مزيدا من الدماء على المشهد الدرامى .. و هناك شاب آخر يبحث عن أى هدف للسرقه و يلف و يدور كثيرا فى محافظة "السادس من أكتوبر" ثمّ يقرّر التحوّل عنها لحىّ "الشيخ زايد" و يأتى مجلسه أمام أحد الأحياء التى كان قد عمل بها من سنوات .. و بعد وقوع الاختيار على هذا الحى الراقى يكون اختيار المنزل عشوائيا ربّما لقربه من بوّابة الحى إذ وصف المنزل الذى وقعت فيه الجريمه بأنّه يبعد عن بوّابة الحىّ بمسافة مئتىّ متر فقط !! و يتحوّل حادث سرقه كان التخطيط له شديد العشوائيه إلى جريمة قتل تنتهى بجثّتين و مئتى جنيه و جهاز محمول .. أحداث لو وضعت فى فيلم سينمائى ربّما وصفه البعض بأنّه فيلم هندى أو أن كثير من أحداثه غير مبرّر دراميا و يكاد يكون ميلودراما فاقعه !!



لكن فيما يبدو أن وسائل الإعلام لابد أن تجد سببا و تبريرا و تحليلا لكل شئ .. و من ورائها جيش من المحللين و المنظّرين بانتظار الفرصه التى سنحت من قبل لغيرهم للظهور على شاشات الفضائيات للحديث و إلقاء اللوم على طرف ما حتى لو نافت تحليلاتهم أبسط قواعد الاستدلال .. فالأسهل هو الحديث عن الأسره التى تركت ابنتها تقيم بمفردها و ليس الحديث عن الحدّاد الذى توقّف عن العمل لسنوات -كما ذكرت إحدى الصحف- و مدى ارتباط هذا بأزمة البطاله عموما و بأزمة العاملين فى مجال البناء و التشييد و الصناعات المرتبطه بهم .. الأسهل إلقاء اللوم على شركات الأمن الخاصّه التى تتقاضى مبالغ طائله من سكّان الأحياء الراقيه دون الحديث عن انعدام الأمن بشكل عام فى الأحياء الغير راقيه التى يدفع سكّانها راتب رجال الأمن فيها فى صورة ضرائب !! الأسهل الحديث عن الجيران فى الأحياء الراقيه و مدى اللا مبالاه التى تجعلهم يتجاهلون صراخ الضحايا -رغم عدم ذكر أى من الجيران سماع صراخ و إنّما مشادات كلاميه قد تحدث فى أى بيت- بينما لا يمكن الحديث عمّا تمثّله كلّ هذه الأحياء و الدعاية لها و لأسلوب العيش فيها من ضغط على مشاعر و أعصاب عدد متزايد من المحرومين من أبسط حقوق السكن و المعيشه الآدميه قد تدفع البعض منهم لارتكاب جرائم شديدة البشاعه كهذه الجريمه دون الشعور بندم على سقوط ضحايا !!



الحقيقه أن الحادث المؤلم بالفعل يتحمل كثيرا من التنظير و التحليل و الحديث و الرغى و الدش لكن ليس فى المناطق التى اختارت وسائل الإعلام الخوض فيها .. إذ لا أرى علاقة كبيره بين الحادث و بين سلوك طلاّب الجامعات الخاصّه فطلاّب الجامعات الحكوميه ليسوا كلّهم من الملائكه !! ولم أرتاح للتناول الطبقى للحادث و المقارنه بين أولاد الأحياء الشعبيه المجدع الذين كان لا يمكن أن يقع حادث كهذا وسطهم بينما جمود العلاقات بين سكّان الأحياء الراقيه كان سببا فى وقوع الحادث إذ أن سقوط قتيل فى الشارع فى منطقه شعبيه على مرأى و مسمع من أهلها بات خبرا مملاّ لا يستحق القراءه فى صفحات الحوادث .. و بشكل عام لم أفهم لماذا نصرّ فى بعض الأحيان على تسبيب ما لا سبب له -لو اخترنا الطريقه الشعبيه فى الحكم على الأمور حيث نقول للجماهير ما تحب أن تسمعه بصرف النظر عن اتّساقه مع منطق الأشياء- ولا نستسلم ولو من باب التغيير أن هناك أمور قدريه بالكامل لا تترك للأسف مجالا لأصحاب التحاليل و النظريات فرصه للتمطّع و
تصديع رؤوسنا ..

Tuesday, November 18, 2008

تلك الأيّام ..




حين مات أبى ؛ ارتدت أمّى السواد طويلا .. ارتدته أوّلا بدافع الحزن ثمّ بدا لى أنّها اعتادت عليه فصارت ترفض تغييره .. ارتدته طويلا حتى أنّى لم أكن أتعرّف عليها وهى آتية فى الطريق بعد أن استبدلت ثيابها السوداء بملابس عاديه ملّونه !! كنت أقف فى الشرفه فى موعد عودتها لأنتظر امرأة أخرى كل ملابسها سوداء و أحتاج لبعض الوقت قبل أن أدرك أنّها ظهرت :).. يمتلك هذا اللون تأثيرا نفسيا هائلا على من يرتديه أو يعاشره لفترة طويله حتى أنّى كلّما تذكّرت هذه الفتره من حياتنا أشعر باكتئاب

Wednesday, November 12, 2008

قل له يا سيدى ..

"إن كان لك عند الكلب حاجه قل له يا سيدى"

مثل لاذع من أمثالنا الشعبيه .. لم أتوقّف من قبل لفحص معناه بل استسلمت للفهم الشائع له الذى يرى أن الطالب هو صاحب الشأن الأهم بينما المطلوب منه يعتبر "كلب" يحقّر المثل من شأنه

لكنّى اليوم بعد موقف بين زميلتين فى العمل بدأت أرى المثل بعين مختلفه .. إذ هل يليق بإنسان حقّا أن يتزلّف لمن يراه كلبا لدرجة أن يقول له "يا سيدى" ثمّ تكون له عين بعدها أن يعتبر نفسه الأفضل و الأرفع شأنا !!

الحقيقه أن من يتذللّ لمن يراه كلبا ولا يكتفى بهذا بل يضعه فى مقام السياده و الرفعه هو من يستحق كل احتقار أو على أقل تقدير لا يحق له أن يعتبر نفسه فى المقام الأرفع ..

و شكرا

Tuesday, October 28, 2008

أطفال أكرههم !!


هذه السطور كتبتها فى شهر "فبراير" الماضى .. تذكّرتها أمس خلال قراءتى موضوعا عن الطفله "منّه عرفه" .. بعض الفقرات تم إضافتها اليوم لمقارنة الأطفال المشاهير اليوم بنظرائهم أيّام برامج أبله "فضيله" و بعض التحوّل فى مشاعرى حيالهم ..

****

فى إحدى المجلاّت الفنيّه الحديثه شاهدت صورة طفل شهير من ضمن أبطال غنوة "بابا فين" .. الحقيقه هذا الطفل أنا باكرهه
!! كلمة "أكره" مجاوره لكلمة "طفل" قد تبدو غريبه و صادمه .. أنا لا أعرف هذا الطفل بصفه شخصيه و أوّل معرفتى به كانت من خلال هذه الأغنيه "بابا فين" .. وربّما لا تكون كراهيتى موجّهه لهذا الطفل شخصيا و إنّما لما يمثله من موقف يقع فيه كثير من الأطفال المشاهير ..

إذ أنّه للأسف الشديد لم يعد طفلا .. لقد صار مشهورا .. و صار يتعامل مع الناس من هذا المنطلق .. لمست هذا من خلال إحدى حلقات "العاشره مساء" التى استضافته مع فريق الأطفال الذى مثّل الأغنيه .. و شعرت بالضيق الشديد ممّا صاروا إليه إذ لا هم أطفال و لا هم كبار .. لقد أخذوا من الكبار أسوأ ما فيهم حين يصيبوا قدر من الشهره فيصيبهم الغرور فى التعامل مع غيرهم و كون الموقف يأتى من طفل يجعله أكثر سوءا ..

من بضع سنين ظهرت فى فيلم "حراميه فى كى جى تو" طفله ظريفه اسمها "مها عمّار" .. بعد هذا الفيلم صارت المتعه الكبرى لكثير من المنتجين إظهار "مها" فى ثوب الطفله الأروبه التى تتحاور مع الكبار فى أمور معقّده و تتلامض عليهم ومع الوقت بدات أشعر بنفس العرض يصيب الطفله الظريفه التى أطلق عليها "الطفله المعجزه"!! افتقدت بشدّه فى هذه البرامج تلقائية الأطفال و صارت الجمل التى تلقيها تبدو و كأنّها كتبت خصّيصا لإضحاك الكبار بصرف النظر عن التشوّه الذى أصاب نفسية الطفله التى ظهرت فى الفيلم الفلته "خالتى فرنسا" فى دور شرشوحه صغيره فى طور التكوين ..

نفس الشئ حدث للطفل "هادى خفاجه" الذى أظن أوّل ظهور له كان فى مسلسل "فارس بلا جواد" وكان وقتها طفل يقدّم دور طفل
بعدها أصبح "هادى" نجم يقدّم دور طفل و أصابه ثقل الدم الذى أصاب أقرانه و ربّما تزامن هذا مع تكرار ظهوره فى كثير من الاعمال الفنيّه .. بل أظن أنّى رأيته فى إعلان لأحد البرامج الرمضانيه يشكو من عبء الشهره إن لم أكن أخطأت الفهم!!

و حين ثارت من فتره قضية مسجد "سعد الصغير" و خرج علينا "سعد" فى ثوب التوبه إلى الله و زفّ إلينا خبر اتّجاهه لأغانى ليس بها ما يتعارض مع الشرع كان خبر ظريف .. لكنّى ضحكت من الغيظ حين شاهدت الأغنيه الأخيره التى تدور حول فرح ابن "سعد" و عمره لا يتجاوز عشر سنين و بجواره عروس تقاربه فى العمر .. لحد هنا مفيش مشاكل لكن الصاعق كان ظهور طفله أيضا فى دور الراقصه ترتدى بدلة رقص فى الأغنيه التى لا تغضب الله باعتبار أن كل أبطالها من الأطفال !! و حين أبديت بهذه الملاحظه المتعجّبه لأمّى قالت : طيب ما "فيروز" و "أنور وجدى" كانوا بيعملوا كده !! طيب و هو عشان "فيروز" و "أنور" عملوا كده يبقى صح !! وفين مجالس الطفوله و الأمومه من هذا الانتهاك لحرمة الأطفال الصغار و اغتيال براءتهم !!

زمان ماكنتش باحب الأطفال اللىّ باسمعهم فى برنامج أبله "فضيله" ..
كنت دوما أراهم متحذلقين .. طبعا لم تكن كلمة "متحذلقين" هو ما أستخدمه لوصف سبب شعورى تجاههم
لكنّى كنت اشعر من زمان انّهم ليسوا اطفال طبيعيين .. مش زيّى ولا زىّ الأطفال اللىّ باتعامل معاهم
هم لا يكونوا كذلك خلال اشتراكهم بالبرنامج .. يشبهون شخصا يأكل بالشوكه و السكينه و يفتح فمه بقدر محدّد من السنتيمترات و ليس طفلا منطلقا عشوائيا طبيعى جدّا أن يرتكب أخطاء .. كانوا كأنّهم جزء من ديكور البرنامج و ليسوا جزء أصيل فيه .. لأنّه برنامج أطفال لازم يكون مشارك فيه أطفال حتى لو كانت مشاركتهم زائفه لا يظهر فيها طفل حقيقى بل طفل مبستر لسّه خارج من كرتونة المصنع !!

لكن الحق يقال حين أشاهد الآن "منّه عرفه" مثلا أقرّ لنفسى أن الأطفال المبستره ربّما تكون أفضل -بعض الشئ- من الأطفال الذين لم يعودوا أطفال
حسبما قرأت "منّه" ظهرت فى الفيلم لتتحدّث مع شقيقها عن أفلام البورنو و القنوات الثقافيه و هناك ما هو ألعن !! لا أفهم هل هذا مضحك؟ لماذا يتصوّر بعض البالغين أن تحوّل الأطفال إلى بغبغانات تقلّدهم فى كل شئ أمر مضحك؟ هل هى نرجسيه زائده أن نتصوّر نحن كراشدين أن تحوّل الأطفال الى نسخه مشوّهه منّا أمر ظريف فيدفع البعض الألوف كى يحوّل طفلا إلى مسخ !! مرّه يصيبه داء الشهره و مرّه يتحوّل إلى مرحله وسيطه بين الطفوله و الرشد قبل الأوان بكثير ..

افتكرت كمان مقابله تليفزيونيه أجريت مع طفله أمريكيه شاركت بالتمثيل فى عدد من الأفلام و أحزنن أن أرى أمامى نموذج مصغّر من الممثلات الأمريكيات .. بطريقة الكلام و تصفيف الشعر و الماكياج و لم أر طفله سوى فى الحجم الصغير للمتحدّثه !! غير كده ماكانش فيه طفله تتحدّث بل كانت امرأه صغيره !! الحياه اللىّ بنعيشها من غير أى تدخّل منّا جعلت العمر الحقيقى للطفوله و البراءه يتضاءل فلماذا يتعجّل البعض الأمور أكثر من ذلك ..

أحيان كتيره باسأل نفسى : هؤلاء الأطفال الظرفاء واضح أنّهم ينتمون لأسر ليس لديها مشاكل ماديّه تجعلهم بحاجه للمادّه .. كما أنّى لا أظن هاجس الشهره يلح على هؤلاء الصغار و يدفعهم دفعا للبحث عنها من خلال الاعلانات و الافلام لتحقيق ذواتهم .. فلماذا إذن .. و إن كان لا مفرّ من مشاركة الصغار بأعمال فنيّه فلماذا لا يكون مرّه واحده أو على مرّات متباعده للغايه تضمن أن يظل هؤلاء الأطفال أطفالا !! شئ مؤسف

Sunday, October 19, 2008

العتبه .. كلّنا ليلى

بسبب تدوينة "هانى" تذكّرت موقف حدث اليوم قبيل قراءتى لهذه التدوينه
زميلاتى يتبادلن الحديث حول حفل خطوبه حضرته إحداهن
تقول الحاضره أن أهل العريس لم يحضر منهم سوى العريس و والدته
و حين تساءل بعض المستمعين : ليه؟ فين باقى أهله؟
كان الرد : أصل والد العريس قبضت عليه مباحث التموين !!
ثمّ كان التعليق الجماعى من بعض الحاضرات : وشّها وحش عليه !!

لم أفهم ما علاقة "وشّ" العروسه أو "قفاها" حتى بكون والد العريس متّهم بأنّه حرامى و أن مباحث التموين اختارت يوما ما لإلقاء القبض عليه !! ما هو كان هيتقبض عليه فى يوم ما فى شهر ما فى عام ما !! وهل لو ثبتت عليه التهمه التى ربّما بدأ فى الشروع فيها من قبل رؤية ولده ل "وشّ" العروسه سيظل ذنبها و وشّها الوحش عليه !!
تذكّرت وقتها الدكتور "مبروك عطيه" الذى كان يظهر فى أحد إعلانات برنامجه و هو يؤكّد بكل قوّه : أيوه الستّات أعتاب !! و أظنّه كان على وشك الاستشهاد بالقصّه التى نعرفها عن سيّدنا "ابراهيم" عليه السلام و التى لى عليها كثير من التحفّظات لا مجال لذكرها هنا .. لكنى فعلا كنت فى غاية الحزن و أنا أرى زميلات أحترم عقليات البعض منهن و هم يقفزوا بكل بساله لهذا الاستنتاج الفلته !!

Sunday, October 12, 2008

Epitaph Lost her blog

We are a group of Egyptian bloggers really bothered by the blockage of the two-year-old blog "Epitaph_87" ( http://www.epitaph-87.blogspot.com/) along her gmail account (epitaph87@gmail.com), since October, 4th , 2008.

She has sent you her problem and requests on Google Help Center and Blogger Support, but in vain. We wish that you'd help us retrieve that blog and account and answer the requests of our fellow blogress, sending you from (epitaph_1987@hotmail.com), and hopefully ASAP!

Just for notice, we have published this problem on our blogs!!

Thank you!


N.B. I think i missed the event but I still sent an email to the support email and hope that would help.

Monday, September 29, 2008

اليوم الأخير




لا أدرى لماذا يكون اليوم الأخير قبل أى إجازه طويله يوما عاصفا فى العمل !! تبدو الأمور و كأنّها تأتى لتعاكس توقّعات الجميع بيوم عمل سريع و قصير ينتهى بتبادل التهانى و ذهاب كلّ إلى بيته بسعاده و شغف و ترقّب للإجازه حتى لو كان أعظم أنشطتها هو زياره عائليه !!

على العكس من إدارات كثيره فى العمل يأتى مثلا يوم الخميس من كل أسبوع محمّلا بمشاكل عديده تستدعى البقاء لوقت متأخّر على عكس يوم عمل آخر فى بداية الأسبوع مثلا ..

و اليوم يأبى إلاّ أن يكرر سيرة إخوانه :) لا ننتهى من مشكله إلاّ لتبدأ أخرى حتى أن مديرنا الفلبينى يضرب كفّا بكف من مشاكل هذا اليوم قبل أن يبدأ فى المرور على الجميع كى يعرف من سيحتاج لتناول إفطاره هنا ومن سيذهب للمنزل !! البعض استسلم لمصيره بينما لازلت أمنّى نفسى بأن أنهى كل المهام التى تخصّنى كى أفطر فى البيت ..

أحد الزملاء -ممّن استسلموا لقدرهم و سيتناول إفطاره هنا- بدأ فى فلسفة الأمر و يتساءل عن الفارق بين إفطار البيت و إفطار الشارع !! و من باب حث النفس على تقبّل ما تأتى به الأيّام -الأخيره قبل الإجازات بالذات- وجد أنّه فى الحقيقه مفيش فرق و كلّه فطار :) و هو فعلا معاه حق .. فى النهايه إفطار هنا زى إفطار هناك لكنّها قد تكون الرغبه فى الشعور أن يوم العمل قد انتهى و وقت الإجازه قد بدأ .. و أحيان بتكون فكرة وجود أجازه فى الانتظار ممّا يخفف من توتّر الموقف و تحويله لشئ يستدعى السخريه و الضحك لتكراره كأنّه سنّه كونيه لا أعرف هل تخصّنا وحدنا فى مصر و إن كنت أكاد أجزم بهذا :)

و أنا أكتب هذه السطور ذكّرنى موقفنا و نحن نتعجّل إنهاء العمل قبل بدء الإجازه بشعور الذاهبين لمنازلهم فى اللحظات الأخيره قبل الإفطار .. لن يضيرهم فى أى شئ أن يصلوا منازلهم قبل الأذان بدقيقه او بعده بدقائق .. لن يختلف أى شئ فى حياتهم و لن يرفض الطعام الوصول لمعداتهم إذا كان تناولهم له خارج المنزل .. ربّما يكونوا من الذين يتناولون إفطارهم كل يوم داخل جدران المنزل دون أن يمثّل لهم هذا أى قيمه لافته للانتباه .. لكن ربّما يكون البقاء بالخارج فى الوقت الذى تخلو فيه الشوارع تقريبا أمرا باعثا على الرهبه بعض الشئ رغم كونه فرصه نادره للحصول على لحظات سكينه و هدوء لا تتكرّر .
. كل سنه و انتم طيبين .. حان وقت الانصراف ..

Saturday, September 13, 2008

برنامج .. يوجع القلب

ربّما كان من حسن الطالع أن كثير من الأعمال الرمضانيه فقدت بريقها بالنسبه للمشاهدين -أتكلّم عنّى و عن المحيطين بى على الأقل- و صارت تشبه فوازير "رمضان" التى ظلّت تقاوم لسنوات بعد انطفاء بريقها ثمّ استسلمت للنهايه المحتومه

لكن .. هذا البرنامج موجع فعلا .. برنامج "دقّوا المزاهر" الذى يعتمد على استضافة فريقين متنافسين كل فريق مكوّن من شاب و فتاه مقبلين على الزواج و الإجابه عن بعض الأسئله و من يكسب يفوز بشقّه تقدّمها شركة حديد "عزّ"

قرأت عن فكرة البرنامج ضمن ما قرأت عن برامج "رمضان" قبل أن يبدأ و فى اليوم الثانى من "رمضان" حين كان السؤال الذى يتبادله الجميع فى الشغل : شفتوا إيه من البرامج؟ شرحت لى إحدى زميلات العمل ما دار بالحلقه الأولى وكان من ضمن ما قالته أنّها كانت تتمنّى فوز أحد الفريقين بشدّه و كان بالفعل قريبا جدّا من الفوز إلاّ أن السؤال الأخير أطاح به و منح الشقّه للفريق الآخر. كان ردّى وقتها أنّه فى هذا البرنامج بالذّات ربّما يصعب كثيرا التحيّز لأحد الفريقين بسبب صعوبة ظروف المشتركين الاقتصاديه و الاجتماعيه ..

ثمّ كان أن شاهدت إحدى حلقات البرنامج .. كان أحد الفريقين أعضاؤه مسلمين و الفريق الآخر مكوّن من شاب و فتاه مسيحيين .. و استغربت نفسى جدّا -خاصة مع رأيى السابق- حين وجدتنى أتعاطف بقدر أكبر مع الفريق المسيحى الذى كانت تبدو ظروفه أقسى من الفريق الآخر.صدمنى كذلك فى المقدّمه التى يقدّمها البرنامج عن كل فريق استخدام المعلّق جمله مثل "فشل فلان فى الالتحاق بالجامعه الفمتوحه بعد حصوله على الدبلوم" و شعرت أن كلمات أخرى غير "فشل" كان يمكن أن توصل المعلومه دون جرح أو حرج !!

فى هذه الحلقه و لحسن حظّى لم يمارس مقدّم البرنامج الكثير من الضغوط المعنويه الممثّله فى أسئله شديدة الإحراج فاكتفيت بقدر من الإحباط تمثّل فى فشل الفريق الذى انحزت له فى الفوز :( و رغم انفعالى بفوز الفريق الآخر لدرجة إن عينى دمّعت و أنا أشاهد انفعالهم و سعادتهم فقد شعرت بقدر من الألم لخسارة الفريق الآخر ..

قرّرت بعد هذه الحلقه مقاطعة البرنامج تماما .. لا طاقة بى لمتابعة هذا الألم و الانفعال كل ليله حتى حكت لى شقيقتى أمس عن حلقة الأمس و وجدتنى أتطلّع لمشاهدة حلقة اليوم التى كانت قاسيه بالفعل بدرجه مثيره للدهشه

كل أعضاء و عضوات الفريقين من الحاصلين على الشهادات المتوسّطه و الحمد لله .. لماذا الحمد لله؟ لأنّى عرفت أن فرقا سابقه كانت العروس فيها حاصله على مؤهل جامعى بينما اكتفى العريس بمؤهل متوسّط و أن هذا الموضوع كان محل تساؤل و تعليق من "محمود سعد" إذ كان يسأل العريس : مش حاسس بقلق من الفرق ده ؟!! ومن ثمّ فى حلقة اليوم ضاعت عليه فرصة توجيه هذا السؤال العجيب !!

أحد المتسابقين اليوم يعمل "نقّاش" سأله مقدّم الحلقه عن شعوره و هو ينهى العمل بشقق شباب كثيرين مثله بينما هو غير قادر على الحصول على شقّه بعد أن ضاعت تحويشة عمره فى بناء شقّه ثمّ صدر بشأنها قرار إزاله ثمّ استئجار شقّه أخرى نازعه عليها أمين شرطه فظلّت مغلقه بحكم القضاء و بها عفشه الذى اشتراه للزواج !! ملامح الشاب رغم أنّها توحى بصبر طويل و كفاح بطولى إلاّ أنّها كانت تمنحك إحساس ذلك الوجه الذى لا ينقصه الكثير كى ينفجر فى البكاء .. زى بعض الأطفال أمّا تصعب عليهم نفسهم و يقرّروا ألاّ يبكوا رغم ضيقهم و ألمهم ثمّ يحدث شئ صغير جدّا و تافه يجعلهم ينفجرون فجأه فى البكاء !!

كانت الصاعقه فى سؤال إحدى الفتيات : إزّاى بقالكم تعرفوا بعض تسع سنين رغم إن شكلك صغيّر أوى !! على فكره رغم إن شكلك صغيّر بس الورق اللىّ معايا بيقول إنّك أكبر منّه !! ماحسيتش بالقلق يا فلان و انت بتتجوّز واحده أكبر منّك !!

كنت أهز رأسى و أنا أسمع هذه الأسئله و أعجز عن تصديق ما أسمع !! هل يجرؤ "محمود سعد" على أن يسأل "أنغام" مثلا لماذا تزوّجت رجلا أصغر منها !! هل يجرؤ على توجيه نفس السؤال ل "يسرا" !! ما هذه الأسئله و ما علاقتها بأى شئ فى الحياه و ماله هو بقلق فلان ولاّ علاّن !!

أنا فى المعتاد أكره بشدّه برامج الواقع الأمريكيه و المسوخ التى نشأت عند تقليدها فى بلادنا العربيه .. أراها برامج تدفع الناس دفعا لانتهاك خصوصياتهم و الخروج على الملأ بأدق تفاصيل حياتهم طمعا فى أشياء تافهه مهما علت قيمتها .. لكنّى مع هذا البرنامج و بعد حلقته الأولى كنت أقول لنفسى : هذا البرنامج يختلف فالسعى فيه نحو شئ جوهرى و أساسى كما أنّه لا ينتهك إحساس المشاركين فيه بأسئله مؤذيه .. لكنّى بعد حلقة اليوم شعرت أن الثمن باهظ حقّا .. تخيّلوا أن المذيع سأل الفتاه -اللىّ أكبر من عريسها- قرّرتى تتجوّزيه عشان شخصه ولاّ عشان تهربى من ظروفك الأسريه !! و سأل الأخرى : ليه والدتك ماحضرتش خطوبتك؟ عشان منفصله عن باباكى و كان صعب تيجى البيت فى خطوبتك صح؟ تخيّلوا قلّة الذوق و بشاعة استغلال حاجة الناس و غلبهم ثمّ الخروج علينا بمظهر المتعاطف مع الغلابه المشفق عليهم !!

الحمد لله فاز فريق البنت الأكبر سنّا و خطيبها النقّاش كما كنت أتمنّى .. و ثبت خطأ رأيى و إن حتى الغلب و الاحتياج درجات تدفعك للتعاطف أكثر مع بعض المغلوبين على أمرهم .. و رغم فوز الفريق الذى انحزت له كان انفعال الموقف قويّا هذه المرّه و الشاب النحيف الذى ضاعت عليه شقّتان من قبل يتّجه إلى "محمود سعد" ليصافحه بعد الفوز .. و كان نبيلا فعلا منافسه الذى خسر لكنّه ذهب ليصافحه و يهنّئه و ما نابنا إحنا إلاّ الدموع و وجع القلب .. و ربنا يجازى اللىّ كان السبب .. بجد ربنا يجازيهم كلّهم
ملحوظه : عمّاله أمنّى نفسى بفكره بلهاء تتمثّل فى تبرّع حديد "عزّ" بتلاتين شقّه للخاسرين بعد انتهاء الشهر الكريم .. مش هيجرى حاجه يعنى و كلّه مخصوم من الضرايب

Thursday, August 14, 2008

هل خلقنا الله أحرارا؟


:)

أصل من أيّام كنت أتابع برنامج فضائى -على قناه فضائيه يعنى- وكان بالبرنامج ضيف يهاجم فكرة التدخّل الأجنبى فى الدول القمعيه من أجل إقرار الديمقراطيه و أنّه إذا لم تسع الشعوب بنفسها لنيل حريّتها تبقى تستحق ما هى فيه و راح مدحرج الجمله المأثوره أن الحريه تنتزع ولا توهب !!

أنا الحقيقه كنت أريد التعليق على هذا الكلام بتعليق غير لائق لأنّى رأيت فيه حق يراد به باطل .. ممكن أتّفق مع فكرة سعى الشعوب لتحقيق آمالها لكن يعنى إيه الحريّه تنتزع ولا توهب !! هل معنى هذا أن الإنسان يولد عبدا و إن ده ال
default
لأى كائن بشرى و عليه هو أن يسعى لتحقيق حريّته !! و أن الحكّام الديكتاتوريين ليس عليهم لوم أو عتاب لأن أحدا ام يسع لانتزاع حريّته منهم ومن ثمّ هم فقط حرّاس للوضع حتى يأتى من يقدر على تغييره !!

بديهى أن جملة "أحمد عرابى" التى اقتبسها من الفاروق "عمر بن الخطّاب" "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار" ليست قرآنا لا يقبل النقاش وقد تكون جمله غير صحيحه من حيث المبدأ لكن هل المبدأ أن الناس عبيد إلى أن يثبت العكس كى يقال لهم الحريّه لا توهب ولكن تنتزع !!

فإذا لم يكن كلام الضيف هذا صحيحا يبقى من حقّى أوجّه له الجمله السابقه بتصرّف "متى استعبطتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم شطّارا"

ملحوظه : لا أفكّر فى الموضوع من وجهة نظر سياسيه لأنّى تقريبا أهرب بالمشوار من أى موضوع يناقش أوضاع البلد ولكن من حيث المبدأ نفسه : هل خلقنا الله أحرارا؟

Friday, August 08, 2008

حاله




.. النهارده كان نفسى بشدّه أدخّن ..
.. وبما أن هذه الرغبه صعبة التنفيذ ..
.. خاصة و قد كانت فكرتى عن التدخين هى الذهاب للصحراء مثلا لتدخين سيجاره فى صمت و العوده بسلام ..
.. قرّرت تنفيذها من خلال الصوره ..


Sunday, August 03, 2008

الإنسان يعيش مرّه واحده





انتهى منذ لحظات العرض المنزلى الخاص لفيلم
كنت أنوى الذهاب لمشاهدته حين كان يعرض بالسينما لكن لسبب لا أذكره لم أستطع .. و عليه ما إن توفّرت الفرصه لتحميله من على النت حتى حصلت على نسخه ومن يوم الجمعه أنتظر فرصه مواتيه لمشاهدته ..

بدأت العرض حوالىّ الحاديه عشره مساء .. تخلّل العرض غداء متأخّر فى حوالىّ الحاديه عشره و النصف .. بعد الغداء أشعر برغبه مريعه فى شرب كوب من الشاى بالنعناع !!

كلّما أنظر للساعه أستصعب فكرة شرب الشاى فى هذا الوقت المتأخّر ممّا يعنى صعوبات شديده فى النوم تستتبعها صعوبات أشد فى الاستيقاظ .. لكنّى فعلا نفسى فى كوبّاية شاى خفيف بالنعناع .. هذه أسمى معانى الحياه بالنسبة لى فى هذه اللحظه
:(

مع روعة أداء "ميريل ستريب" و استمتاعى الشديد بالفيلم صعب علىّ ألاّ تكتمل المتعه بكوبّاية الشاى فأوقفت العرض و ذهبت لإعداد الشاى و أنا أقول لنفسى "الإنسان يعيش مرّه واحده فليعشها كما ينبغى إذن .. مش ممكن ماشربش شاى بعد الساعه 11 مساء غير ايام الخميس و الجمعه عشان اليوم التالى اجازه .. ده ذل و استعباد" !! و حتى الشاى لم يخيّب ظنّى وكان رائع جدّا جدّا بشكل غير مسبوق !! لا ينقصنى حاليا سوى شراء مقعد مريح من أجل فرجه أفضل .. قريبا إن شاء الله
:)

أستغرب كثيرا إعجابى ب "ميريل ستريب" !! شعورى نحوها بدأ بما يشبه الكراهيه ثمّ تغيّر حين أجبرت على مشاهدة فيلمها "جسور مقاطعة ماديسون" فى إحدى ليالى الشتاء البارده حين لم يكن هناك أى اختيارات أخرى .. لم يكن هناك سوى التليفزيون المحلّى بقناتيه البائستين و الفيلم تعرضه القناه الثانيه فى إحدى ليالى العيد الشتويه .. وبرغم عدم تحمّسى لمشاهدته فى البدايه حين يعرض الآن على أى قناه و تكون الفرصه متوفّره لمتابعته أشاهده كى أشاهد أداءها

نفس الشئ شعرت به الليله .. كان سر استمتاعى الشديد بالفيلم بشكل رئيسى هو أداؤها هى لشخصية المديره المتسلّطه شديدة التطلّب .. التى تستطيع توصيل رساله عنيفه هازئه ساخره بمجرّد نظره .. لكن العجيب أنّها مع كل هذا العنف و التسلّط لا تتركك تكرهها !! بالعكس كنت أراها ظريفه و مقنعه بالرغم من هذا لا أعرف كيف ..

و حتى اللحظه الأخيره فى الفيلم و أنا فى حالة افتتان بأدائها و ظللت أهنئ نفسى على اتّخاذى قرار شرب الشاى و لو ترتّب عليه ذهاب متأخّر للعمل غدا .. ربّما لو كان لى رئيسه فى العمل مثلها ما كنت جرؤت على تنفيذ هذه الفكره :) يا ريت تتفرّجوا عليه و يا رب يعجبكم ..

Tuesday, July 15, 2008

حسن و مرقص .. أنا داخله حسن بس


قبل أن تقرأ : هذا سرد لأحداث الفيلم فإن كنت تنوى مشاهدته قد لا يكون من المناسب أن تحرق الأحداث بقراءة هذه التدوينه الطويله فعلا




كنا واقفين أمام مدخل السينما و موظّفها يفحص التذاكر و يبتسم متماحكا فى انتظار بقشيش ما رغم وجود السينما فى الملحق التجارى للفندق الفخم على نيل "القاهره"!!


و لمّا كنّا قد دفعنا تلاتين جنيه مصرى عدّا و نقدا ثمنا للتذكره فإن أحدا لم يضع يده على صدره و يحرّكها لجيبه الأيسر -لأن محدّش فينا عنده جيوب أصلا فى هدومه- و يطلّع اللىّ فيه النصيب ..


وحين قارب الرجل اليأس و تساءل ضجرا : داخلين "حسن و مرقص"؟ كان ردّى : لأ .. أنا قاطعه تذكره ل "حسن" بس


*************************


لم أكن أتصوّر أن ما قلته على الباب استظرافا و تهرّبا من حرج الموقف سيكون هو الوصف الذى ينطبق على الفيلم .. إذ يكفى أن تشاهد ما يقرّر "حسن" أن يفعله كى تعرف أن "مرقص" سيحذو حذوه بالكربون و من ثمّ يكفى أن تشاهد من "حسن و مرقص" النصف الذى يروق لك دون ان تخشى افتقاد النصف الآخر !!



"حسن و مرقص" فيلم يقول أنّه يناقش قضية الوحده الوطنيه .. ومع كل احترامى لمن رأوا هذا فأنا لم أر هذا بالفيلم .. و ربّما تكون قراءاتى الأخيره لأعمال الناقد الراحل "سامى السلامونى" قد جعلتنى لا أرى فى الفيلم سوى النقاط السلبيه و أفسدت علىّ ما كان يمكن أن يكون استمتاعا بالفيلم .. ربّما لأن توقّعاتى كانت تفوق كثيرا ما رأيته ولا أدرى هل هذا خطئى أن صدّقت الدعايه المكثّفه التى لاحقت الفيلم فرفعت توقّعاتنا لمدى لم يدركه !!



منذ بداية الموسم الصيفى لم أشاهد أى فيلم عربى و كلّما يسألنى أحدهم : دخلتى سينما" يكون ردّى : لأ مستنيّه "حسن و مرقص" !! لست من عشّاق أفلام "عادل إمام" وهو ليس من الشخصيات الفنيّه التى أنتظر سماعها بشغف حين يحلّ ضيفا على أى برنامج لكن مناقشة قضيه قديمه و متجدده فى الوقت ذاته كقضية الوحده الوطنيه تحدّى يستحق الانتظار خاصة حين يكون توقّعك أن مناقشة هذه القضيه سيكون بطريقه مبتكره و جديده .. لا أقصد بهذا انتظارى أن يقدّم الفيلم حلولا لكنّى كنت أنتظر أن يقترب من المشكله من زوايا جديده .. أن يبحث فى أسباب المرض لا أعراضه التى نعرفها جميعا ولم يعد الحديث حولها يدور همسا كما كان الحال زمان !!



يبدأ الفيلم بمشهد بين "عادل إمام" أو "بولس" أستاذ اللاهوت و الكاتب المسيحى المعروف و بين ابنه "جرجس" وهو ابنه فى الحقيقه "محمّد إمام"

هو هذا المشهد المعتاد الذى تشعر أنّه مصنوع خصيصا ل "عادل" .. "عادل" و ليس "بولس" .. "عادل" بتعبيرات وجهه المعتاده و إيفيهاته عن العروس القبيحه التى يرغب فى تزويج ابنه منها .. ماشى الحال



ينتقل الموقف بعدها لمشهد مؤتمر الوحده الوطنيه حيث يتبادل المسلمون و الأقباط كل فريق بينه و بين نفسه ما يأخذه على الفريق الآخر .. بينما يقف نفس هؤلاء الحانقون على بعضهم البعض يدّا بيد هاتفين "يحيا الهلال مع الصليب" .. ممكن تضحك على المشهد حين تراه للمرّه الأولى غاضّا الطرف عن الذقن المزيّفه سيئة التركيب التى وضعها أحد القساوسه .. لكن أن يتكرر المشهد مرّه و اتنين و تلاته لابد أن تتساءل لماذا تضييع الوقت و الفكره وصلت خلاص !!



ينتقل الحوار مرّه أخرى بين "بولس" و ابنه الذى يبدو قلقا من موقف أبيه وكلامه بالمؤتمر خوفا عليه من المتطرّفين دون أن نعرف ما الذى جعل متطرّفى دينه حانقين عليه لدرجة تدبير قتله بقنبله وضعت فى السيّاره !! قنبله بزمبلك فيما يبدو إذ أنّها تطلق صفير منتظما كأنّما تحذّر ضحاياها الذين قفزوا من السياره قبل انفجارها بثوان !! لا أعتقد أنّى الوحيده التى تساءلت : لماذا استخدام قنبله لتفجير السياره بينما حادث سير أو حتى سطو مسلّح ينتهى بقتل البطل كان سيكون أكثر منطقيه و واقعيه !! ما علينا ..



لا يبدو الأمن فى الفيلم من بدايته لنهايته مهتمّا بأى شئ .. وفى مشهد مبتسر يقترح رجل الأمن الكاريكاتيرى شديد السخف الذى قام بدوره عزّت أبو عوف" باقتدار -اقتدار على التسخيف و ليس اى شئ آخر- أن تتخفّى الأسره المسيحيه فى ثوب أسره مسلمه تستخرج لها بالفعل بطاقات بأسماء مسلمه على أن تذهب الأسره لتعيش فى "المنيا" .. و يتحوّل "بولس" إلى الشيخ "حسن العطّار" و ابنه إلى "عماد" و زوجته "ماتيلدا" التى قامت بدورها "لبلبه" إلى "زينات" .. لا أدرى لماذا تذكّرت وقتها فكرة "برنامج حماية الشهود" الذى رأيناه مرارا فى الأفلام الأمريكيه و يبدو أنّنا تقدّمنا حتى وصلنا لاقتباسه فى "مصر" !!



قد يتساءل البعض دهشا : هو فين النصف الآخر من المعادله من كل هذه الأحداث و الممثّل للطرف المسلم فى الأحداث؟ الحقيقه لقد ظهر "عمر الشريف" مؤديّا دور الشيخ "محمود" فى ثلاث مشاهد شديدة القصر فى بداية الفيلم ثم نسيه الفيلم لفتره طويله تقارب الثلث ساعه !! و الشيخ "محمود" صاحب محل عطاره و له شقيق إرهابى مطلوب أمنيا .. يلقى هذا الشقيق حتفه -لا نعرف أى شئ عنه سوى هذه المعلومات- و فى صوان العزاء يذهب أفراد جماعته للشيخ ليعرضوا عليه تولّى إمارة الجماعه من بعد أميرهم الراحل لأن هذه وصيّته !! صلاة النبى أحسن التوريث وصل لدى كمان !! و حين يرفض الشيخ "محمود" التكليف يكون جزاؤه حرق محل العطاره الخاص به .. ثمّ يختفى تماما من الأحداث لما يقرب فعلا من نصف ساعه و ليس ثلثها فقط !!



يذهب الشيخ "حسن العطّار" و أسرته إلى "المنيا" .. كل أحداث "المنيا" فى رأيى المتواضع لم تفد فكرة الفيلم أو موضوعه أى شئ .. فهى لم تقترب من علاقة المسلمين بالاقباط هناك اصلا بل كل احداثها يمكن ان تدرج فى فيلم آخر يناقش فكرة تقديس المسلمين لرجال الدين و إضفاء هاله من البركه عليهم وحتى هذه لم نعرف لها مبررا !! فمبجرد ظهور الشيخ "العطار" فى "المنيا" تدافع عليه الناس طالبين فتاوى و استشارات و دعوات و مباركات دون ان نعرف ما الدافع لكل هذا خاصة مع المبالغه الشديده و تكرار نفس الموقف بحذافيره فيما يشبه الاسكتشات !! فالشيخ يتلقى أربع أسئله تطلب الإفتاء فى المسجد يجيب على ثلاثه منها بطريقه مكرره و يترك الرابع لابنه يجيبه بنفس طريقته !! و يتلقّى ثلاث طلبات بدعوات مختلفه فى منزله مع تدافع الناس لتلقّى بركاته !! ثمّ يذهب لمديرية الأمن التى تخلط بينه و بين "حسن العطّار" آخر كان عضو فى تنظيم القاعده !! و يتظاهر الأهالى للإفراج عن "العطار" كما يفرج الأمن عنه لمجرد سماعهم بالخطأ قول رجل الأمن "عزّت أبو عوف" أنّه مختلّ عقليا .. ليقرر أحد الأهالى تعيينه إماما للمسجد كده بمزاجه ولا لشئ سوى المبالغه فيما يعتقده الكاتب مفارقه كوميديه حتى إن صحّت لا نفهم علاقتها بفكرة الفتنه الطائفيه و الوحده الوطنيه !! ما الذى أضافه هذا المشهد بالكامل سوى ظهور أحد أصدقاء المخرج "رامى إمام" فى دور ظابط المباحث وهو نفس الشخص الذى اختاره لدور الإرهابى فى فيلم "أمير الظلام"؟ هذا شأن عائلى فيما يبدو



برغم الإفراج عن "العطّار" ببساطة خروج الشعره من العجين يقرر من نفسه العوده للقاهره و الاقامه لدى صديق مسيحى يعرف بامر تخفيه هو و اسرته !!مرّه اخرى دون ان يكون للامن ادنى راى فى هذا و دون ان نعرف طيب راح "المنيا" فى ايه و رجع فى ايه و راح ليه اصلا طالما فيه اختيارات اخرى !! و حين يستقر "العطار" فى شقته الجديده بحى "شبرا" يفاجئنا الفيلم بعد مرور نصف ساعه على اختفائه بوجود الشيخ "محمود" فى الشقه المقابله له باسم "مرقص" !!



صدفه غريبه و غير مفهومه !! فقرار "العطار" يبدو انه اتخذه من نفسه و ليس بتدخل من الامن بينما يبدو ان "مرقص" اقام بهذه العماره الجديده تنفيذا لنفس الفكره لكن بطريقه معكوسه فكيف يتأتّى أن ينتهى الاثنان للاقامه فى نفس البيت و الباب فى الباب !! لا بأس



و يبدو أن الفيلم كان به دقائق لا يدرى صنّاعه كيف يملئونها فلم يبخلوا علينا بمشهد ساذج بين الفتاه القبيحه خطيبة الابن الشاب المنتظره و بينه اللهم الاّ استدرار بعض الضحكات الرخيصه على أنفها الطويله المركّبه و عينها البارزه بادية الزيف التى لم يكلّف المخرج نفسه بإبعاد كاميراته عنها حتى لا يبدو زيفها شديد الوضوح للمشاهدين كما كان الحال مع ذقن القسيس !! مشهد آخر ليس له أى داعى سوى ظهور "محمد إمام" فى مشهد يفترض أنّه كوميدى و يذكّرك بالمشاهد السخيفه التى يؤدّيها "سمير غانم" فى بعض مسرحياته حين يرتدى ملابس النساء بينما يترك شاربه على وجهه !! حاجه مقززه فعلا ..



بوصفى مسلمه لم أعرف هل ما جاء على لسان الأقباط فى الفيلم من مواقف و كلمات صحيحا أم مبالغا فيه !! "لبلبه" فى أوائل مشاهد الفيلم ظلّت تردد كلمة "باسم الصليب" كتير جدّا تعبيرا عن خضّتها .. و حين سكن الشيخ "محمود" فى العماره بوصفه "مرقص" زاره رجال الكنيسه لافتقاده أى دعوته للانتظام فى زيارة الكنيسه و صلّوا فى منزله طلبا للبركه و بخّروا الشقّه !! مش عارفه يعنى هل رجال الدين المسيحى بيشقّروا على كل مسيحى جديد يسكن فى الحى الذى تقع به كنيستهم و يقوموا من نفسهم بكل هذا !! لا تعليق طبعا على طرح موقف مماثل لللشيوخ المسلمين الذين اقاموا مقرأه فى بيت "حسن العطّار" ولمجرّد أن يكون لكل موقف للمسيحى نظيره للمسلم و العكس صحيح حتى لو لم يكن الموقف يمت للواقع بصله



و فى مشهد جديد ليس له اى داعى و يمكن حذفه بلا ندم يظهر "عزت ابو عوف" فى مشهد يفترض حدوث تفجير فى مترو الانفاق على حين يخاطبه "حسن" لتحويل ابنه من جامعته "اللىّ مانعرفش هى إيه"إلى جامعة "القاهره" !! أتحفّظ بشدّه على الأداء السمج ل "عزّت أبو عوف" و هذا "الديل" الذى ظهر معه فى كل مشاهده كما لا أفهم المنطق وراء هذا المشهد .. إذ يفترض أن حياة الأسره من البدايه كانت بالقاهره لكن مشهد استغرق حوالىّ ثلاث دقائق للحديث مع رجل الأمن حول نقل الابن من جامعه لأخرى بينما الأسره تتنقّل أصلا باختيارها الشخصى !! دى بردو حاجات بسيطه مش لازم نقف عندها ..



تتوطّد العلاقات بالتدريج بين الأسرتين الجارتين و يتشارك "حسن و مرقص" فى فتح مخبز و الاختيار ذو دلاله واضحه طبعا و تثير هذه الشراكه أصدقاء الطرفين فيتعجّب المسلمون من اختيار "حسن" لرجل مسيحى كى يكون شريكه و نفس الشئ بالنسبه للفريق المسيحى .. مواقف الطرفين غالبا منسوخه بالكربون و حتى جمل الحوار .. وقد يرى البعض فى هذا تكنيك فنّى لكنّى وجدته مضيّعا للوقت لتكراره على مدار الفيلم و ليس مرّه أو مرّتين و الاعتماد على ذكاء المشاهد لمعرفة التكرارات كما أنّه جعل نصف الفيلم تقريبا متوقّعا ..



يسير الفيلم لبعض الوقت فى تيّار الصدف الغير مبرّره .. إذ يقرر كل من "حسن" و "مرقص" الصلاه كلّ فى دار عبادته فى نفس التوقيت !! فيذهب المسلم لأداء صلاة الفجر و يخرج المسيحى لأداء صلاه لا نعرف هل توجد فعلا لدى الأقباط و توقيتها وقت الفجر فى كنيسه مفتوحة الأبواب على مصراعيها بلا أى رجل أمن مدخلها مقابله تماما لمدخل المسجد !! و يضطرّ كل طرف للصلاه فى بيت عبادة الطرف الآخر تجنّبا لانكشاف أمره :) و لا أريد أن أعلّق على هذه الجزئيه بالذات لأنّه مش هينفع .. لكن الجدير بالذكر هنا أن التصوير بشكل عام أو لنقل الإخراج كان "عادى" جدّا فلا أذكر لقطه أو مشهد علّق فى ذاكرتى وشعرت أنّه يمثل بصمة "رامى إمام" كمخرج له أسلوب مستقل .. اللقطات التى بدت فنيّه بعض الشئ كانت تلك التى تدول حول أو بداخل دور العباده إذ بدت سياحيه نوعا ما و إن كانت أعجبتنى لكن غير كده أظنّها كانت عاديه جدا



صدفه أخرى عجيبه كانت فى تواجد نفس الشخص الذى رأيناه يعرض إمارة الجماعه على الشيخ "محمود" فى أوّل الفيلم وهو يزامل "عماد" فى الجامعه و يعرض عليه الترشّح لانتخابات اتحاد الطلبه باسم الجماعه الإسلاميه !! كده خبط لزق من غير ما يكون شاف "عماد" ده صلّى معاهم ولو مرّه واحده فى مسجد الكليّه !! و يبدو أن "يوسف معاطى" دخل جامعه مودرن غير اللىّ دخلناها و ليس لديه أدنى فكره عن كيفية اختيار أفراد هذه الأسر أو طريقة الانضمام إليهم بس كلّه يهون عشان يطلع "محمد إمام" يبربش فى الفيلم و يبرّق لنا ويكرر تعبيرات وجه والده !! الرحمه من عندك يا رب



نظرا لأنّه ليس هناك صراع محسوس بالفيلم انحصر الصراع على الفتاه الجميله "فاطمه" ابنة الشيخ "محمود" التى تحولت إلى "مريم" المسيحيه .. إذ يرغب أحد جيرانها المسيحيين فى الزواج بها لكن بالطبع والدها يرفض دون ابداء الاسباب فيبدا هذا الابن فى تعقبها و يعرف من خلال مجموعه اخرى من الصدف ان بينها و بين "عماد" الذى يظنه الجيران مسلم علاقه عاطفيه .. تشتعل الاحداث فى الشارع بسبب التفاف كل فريق حول الطرف الذى يمثله و فى الاشتباك يقع "عماد" جريحا و زى كا كلنا عارفين فصيلة دمّه نادره و مفيش غير الاستاذ "مرقص" متبرّع مناسب !! جديده الفكره دى فعلا و مبتكره ..



تنتهى معركة الشارع بشكل مبتور كأنّما كان الهدف منها دفع الأسرتين للرحيل و تقرر الاسرتان بالفعل الرحيل معا عن الحى الى "الاسكندريه" و تحديدا الى حى "محرّم بيه" .. للمرّه الكتير جدا قرار الاسره لا علاقة له بالامن مما يدفعنا للتساؤل طيب هى فين المشكله اذا كان التحرك مأمونا و سهلا لهذه الدرجه من البدايه و اين اختفى الارهابيون الذين هددوا الطرفين و لماذا ترحل الاسرتان معا رغم تعارض هذا مع الاعتبارات الامنيه لان التحرك على انفراد اسهل و اسرع؟ فتكون الاجابه كى تقيم الاسرتان معا فى بيت واحد .. و كى ياكل الجميع من طبق واحد و يضحكوا على نفس المواقف و يكتشفوا ان فلان اللى كانوا فاكرينه مسلم طلع مسيحى و العكس !! ياااااه يا اخى شوف ازّاى



تأتى المصارحه بين "عماد" و "مريم" حين يعرف كلّ منهما أن الآخر ليس على الدين الذى يدّعيه !! و يدير كل فريق ظهره للفريق الآخر و يبدأ يبحث عن أسباب واهيه و غير موجوده أصلا للخلاف و أظن هذا هو أهم مشهد فى الفيلم "تقريبا المشهد قبل الأخير" .. لم يعجبنى فى هذا المشهد هذه المحاوله العنيفه و المتطرّفه لتعريفنا إن كل شئ رجع لأصله فرأينا الزوجه المسلمه ترتدى النقاب و ابنتها ترتدى حجابها بينما هم جلوس فى المنزل !! لم أفهم كذلك كيف يكون الشيخ "محمود" شخص يصفه الفيلم بالتنوّر و سعة البصيره بينما يظهر الفيلم زوجته مرتديه النقاب فى المنزل دون أن يكتفى مثلا بإظهارها بحجاب معتاد لمجرّد أن يقوم بعمل

stressing

على قوّة التحوّل و عمقه لدرجة أنّى حين شاهدت الزوجه المسلمه ترتدى النقاب و الزوجه المسيحيه ترتدى قميص نوم مفتوح ضحكت و قلت هو التوازن هنا كمان واحده تلبس و التانيه تقلع !!



بالتوازى مع التوتّر فى علاقة الأسرتين و بدون أى تمهيد فى الأحداث السابقه أو تبرير نرى دور العباده وقد اشتعلت خطبها بالتحريض و التهييج على الآخر !! وحتى لو كان هذا إسقاط من الخاص على العام فهو قد حدث بدون أى ربط ومن يشاهد الفيلم دون أن يعرف أن أحداث فتنه طائفيه وقعت فى حى "محرّم بيه" بالاسكندريه قد لا يفهم هو إيه اللىّ حصل و قوّم الناس على بعض كده !! هل يكفى الاعتماد على معرفة المشاهد على عكس القاضى الذى لا يحكم بعلمه !! مش عارفه الحقيقه



برغم أن مشهد النهايه المروّعه التى اشتبك فيها الطرفان معا كان أكثر مشهد تأثّرت به بشدّه حين تخيّلته واقعا نراه بأعيننا التقطت عينى بعض أعضاء الكومبارس المشاركين فى المعركه يتظاهرون بالخناق بينما هم يضحكون ممّا دفعنى للضحك معهم :)) برغم تأثّر معظم الحاضرين بدور العرض بما يشاهدونه لدرجة إنّى خفت أنضرب خاصة فى المشهد المتوقّع جدّا حين يخلع "عمر الشريف" الجاكت الذى يرتديه ويعطيه للزوجه المسيحيه التى تركت البيت هربا من النيران ربّما لأنّى توقّعت سير المشهد منذ أن خرجت من البيت بقميص النوم و مش عارفه هل ألام على هذا التوقّع خاصة و معظم أحداث الفيلم متوقّعه !!



أعرف أن الكثيرين يدافعون عن الفيلم بوصفه ليس ملزما بتقديم حلول لكنّى أظن أنّه على الأقل ملتزم بتقديم المشكله فعلا و أسبابها و بشكل واقعى او صحيح .. الفيلم الذى يريدنا أن نعامله بوصفه فيلما جادّا ينبغى أن يكون له على نفس المستوى !! لا أن يمتلئ الحديث عنه بالجديّه و الوقار بينما هو يحمل قدر لا بأس به من -عفوا فى التعبير- الركاكه .. الفيلم يمتلئ بالهزليات التى لا داعى لها ولا ضروره وكان يمكن اهمالها لصالح ما هو اهم .. إذ هل يمكن مثلا ل "أحد آدم" أن يدّعى أن فيلمه "معلش إحنا بنتبهدل" يناقش قضية الحرب على "العراق" لمجرّد أن الفيلم تحدّث عن "صدّام حسين" و سجن "أبو غريب" !! أو أن يقول "محمّد سعد" أن فيلم "اللمبى" كان يناقش أزمة البطاله لمجرد انقلاب عربية الكبده بتاعته على يد رجال البلديه !! و ليس فى كل عمل ل "يوسف معاطى" سيكون العمل متواضع على المستوى الفكرى و يكون مطلوبا منّا استنباط الرسائل المبطنه بين السطور كما كان الحال مع درّته الأخيره "حماده عزّو" !! لا يمكن أن ندافع عن الفيلم بدعوى إنّنا عارفين كل حاجه و أن المشكله أكبر و أعمق من أن يتصدّى لها فيلم مدّته ساعتين لأن اعتمادنا على ما نعرفه ينفى الحاجه لصناعة الفيلم من البدايه



كما أن إتقان الصنعه فى فيلم تنتجه شركه كبيره و قادره ماديّا مثل "جود نيوز" يكون فرض عين فى هذه الحاله ولا يمكن التماس أى عذر له سوى الاستسهال و عدم إتقان الصنعه .. فلا يصحّ أن نرى الكومبارس بيضحكوا فى مشهد الذروه فى الفيلم أو وهم يتظاهرون بضرب بعضهم البعض ..


بشكل عام لم يكن هناك وجود محسوس لمعظم الشخصيات و تركّز الضوء على "عادل إمام" طبعا ثمّ "عمر الشريف" .. "عادل إمام" يم تنازل كالعاده عن تعبيرات وجهه التى يحاول فيها التعبير عن الاندهاش بطريقته و أوّل ما تشوفها ستقول ييييييه هو "عادل إمام" و ليس "مرقص" المواطن المسيحى .. "عمر الشريف" أعجبنى أداؤه فى مشاهده الأولى بالفيلم ولا أعرف هل تغيّر الأداء بعض الشئ لاحقا حتى أن عدوى تعبيرات الوجه المقلوبه المصطنعه انتقلت إليه و إن كان أدّاها بخفّة ظل أكبر ..



أكثر شئ إيجابى بالفيلم هى موسيقى "ياسر عبد الرحمن" التى أظنّنى سأفضّل الاستماع إلها بمعزل عنه و عن أحداثه فهى جميله بغض النظر عن الهدف الذى صنعت من أجله

Tuesday, July 08, 2008

لقد اشتريت اليوم فستانا !!


على غرار الجمله الشهيره فى خطاب التنحّى التى يقول فيها "عبد الناصر" : لقد اتّخذت اليوم قرارا أرجو أن تعينونى عليه .. فقد اتّخذت اليوم خطوه تاريخيه و اشتريت فستانا !! لا الحقيقه همّا اتنين ..



أنا عارفه طبعا أن البعض قد يقول إيه التاريخى فى الموضوع ده والذى يستحق أن أكتب له تدوينه !! التاريخى فى الموضوع إنّى من سنّ الطفوله تقريبا لم ألبس فساتين رغم أن والدتى كانت دائما تختار لى فساتين جميله !! لم أدرك سوى متأخّرا جدا إنّها كانت فعلا جميله رغم مقاومتى أحيانا لارتدائها أو عدم إعجابى بها فى البدايه !!



و يبدو أن قرار مقاطعة الفساتين هذا كان قرار فتيات و نساء كثيرات فى هذه المرحله و مراحل لاحقه لأن لفتره طويله كانت محال الملابس النسائيه لا تعرض فسانين "أو يمكن أنا اللىّ ماكنتش باشوفها" !! و حين غيّرت موقفى من الفساتين و حسّيت إنّى عاوزه ألبس واحد كانت المشكله الكبرى هى : إزّاى ألبس فستان أصلا و تقريبا دى موضه و بطلت و مفيش حد فى الشغل مثلا بيلبس فساتين !! و إزّاى ألبس فستان و أنا لى سنوات لم أرتدى واحدا !!



و أنا أكتب هذه السطور تذكّرت أنّى كنت فى زياره لصديقه من وقت قريب و سمعتها تحاول إقناع ابنتها الصغيره بارتداء فستانها بدلا من الجينز و البنت مصرّه و تعتبر الفستان اختراع فاشل .. وقتها ابتسمت و لم أعلّق و سألت نفسى يا ترى بعد كام سنه هتغيّرى رأيك !!



افتكرت كمان حفل زفاف كنّا ذاهبين إليه من سنوات بعيده جدّا و لا أدرى لماذا أصرّت أمّى فى هذا اليوم على تجربة "تسريحه" جديده لشعرى تتضمّن عددا من الضفائر و إصرارى وقتها على رفض هذه التسريحه و إصرارها فى المقابل على إنّى مش هاروح غير كده و البكاء الذى بكيته رفضا للتسريحه الجديده و استسلامى فى النهايه للذهاب بها .. فى هذا اليوم حين رأتنى ابنة خالتى وكانت فى سنّى تقريبا "كان عمرنا تقريبا عشر سنوات وقتها" و صديقتى الصدوقه تساءلت فى اندهاش : مالها التسريحه ليه مش عاجباكى شكلها حلو عليكى !! وقتها بس هدأت و اقتنعت !! و الغريب أنّى حين أتذكّر الآن شكلى وقتها بالضفائر العديده التى كانت موضه فى وقت من الأوقات أجد أنّها فعلا كان شكلها جميل !! وربّما فكرة شد الشعر بإحكام فى ضفائر مشدوده هو الذى كان حاجزا بينى و بين التسريحه دى !!



غريب جدّا كيف يمكن لأمر بسيط مثل شراء فستان أن يجعلنا نتذكّر أشياء و نبتهج لأشياء فى وقت آخر ربّما لم تكن لتفعل هذا !!
ملحوظه : اخترت الصوره هذه المرّه لسببين :) أحدهما أنّها تبدو مبتهجه تماما و الثاتيه أن فستانها لونه أصفر شبه بتاعى

Tuesday, July 01, 2008

الصفعه



كنت أجلس لمشاهدة فيلم أجنبى لا أتذكّره
لكنّى أتذكّر جيّدا احتداد الحوار بين بطله و بطلته
كما أذكر هذا التوقّع الغريب منّى لأن ينتهى الحوار بينهما ب "صفعه" من البطل على وجه البطله ..
لكن لم ينته الحوار -طبعا- بهذه الطريقه


*******************


أشعر بضيق كبير من نفسى و أسألها : لماذا كان هذا هو تصوّرى الأوحد لطريقة إنهاء الحوار رغم اشمئزازى الشديد من فكرة التعدّى بالضرب على أحد لأى سبب من الأسباب !! و كانت الإجابه الوحيده التى تلقّيتها هى أننّا "اتربّينا" على هذه الفكره من خلال الأفلام و المسلسلات !!



تذكّرت مشاركه كتبتها فى موضوع عن السمات المميّزه للأفلام العربى وكان من ضمنها "طبيعية" أن تجد مشهدا ينتهى فيه الحوار بصفعه من رجل لامرأه مع اختلاف ردود فعل النساء فى هذه المشاهد

فالبعض ينهار و يبكى و البعض الآخر -وياللصاعقه- يفقع زغروده !! فالمعلم "حنفى" فى فيلمه الشهير "ابن حميدو" ينهى سنين من الخنوع لزوجته و يثبت أخيرا "للوليّه إنّه الراجل" بصفعه تتبعها الزوجه بزغروده و ابتسامه عريضه من الودن للودن !! نفس الموقف نجده فى فيلم ل "اسماعيل يس" حين يصفع "عبد الوارث عسر" زوجته المتسلّطه فتصبح فى غمضة عين و انتباهتها قطّه وديعه لا تعصى له أمرا !!



و إن كنت تتصوّر أن هذا "الفكر" قد انتهى بانتهاء هذا العصر فأنت واهم !! فالزغروده التى تتبع الصفعه ظهرت بصوره أخرى فى فيلم "التجربه الدانماركيه" حين صفع "عادل إمام" البطله فوقعت فى غرامه حين أحسّت برجولته من هذه الصفعه !! ليس بالنصّ الحرفى للكلمات لكن كلمة "رجوله" وردت فى نفس السياق و نفس المشهد كرد فعل للصفعه !! كما تلقّت "مى عز الدين" بطلة فيلم "عمر و سلمى" صفعه من البطل كان اعتذاره عنها هزيل جدّا "الحمد لله أنّه اعتذر أصلا !! ده "تامر" يا جماعه مش أى حد ويمكن كان يطلب من "مىّ" خطاب شكر انّه تطوّع و لطشها قلم" !! وفى إعلان فيلم "حلم العمر" الذى لم ينزل بعد لدور العرض ستجد "حماده هلال" -حتى أنت يا "حماده" طيب غيّر اسمك الأوّل- يصفع البطله دون أن نعرف طبعا المبرر الدرامى لهذا و إن كنت لا أظن أحدا يمكنه أن يبرر أى من صفعات السينما فنيّا أو دراميا !!

و فى سنوات السبعينات تلقّت "زوزو" صفعه شهيره فى فيلم "خلّى بالك من زوزو" كانت السبب فى إعادتها من طريق الانحراف إلى طريق الآداب "الكليّه و ليس المباحث" مع تأييد من أمّها ل "حسين فهمى" بقولها : ينصر دينك يا شيخ .. كار العوالم أشرف !!



ده مش بس كده ده فيه ما يسمّى أشهر صفعه فى تاريخ السينما المصريه و اللىّ مع الأسف مع الألم لم تكن من نصيب الستّات على وفرة ما تلقّوا من صفعات !! بل كانت تلك التى تلقّاها "عبد الحليم" فى فيلم الخطايا و رأيى المتواضع أن أهميّتها تنبع من كون المتلقّى هو "عبد الحليم" و ليس لأى شئ خاص بها يجعلها الأشهر !!



الحقيقه أن البحث عن صفعات السينما المصريه يمكن أن يكون طريفا و مثيرا و محزنا و مخجلا فى ذات الوقت !! لدرجة أنّى حين كنت أجرى بحثا عشوائيا على "جوجل" باستخدام كلمتىّ "فيلم" + "صفعه" فوجئت أن الصفعات بالفعل ليست موضه و انقرضت مع انقراض الرقصه و العركه التى اشتهرت بها الأفلام المصريه قديما !! بل أن الموضوع يتّجه لطريق مظلم فيما يبدو ولا أفهم لماذا تقبل الممثلات فى هذه الأفلام أن تصفع لأى سبب من الأسباب !! فعلى حد قول أحد المواقع أصيبت "رزان مغربى" بارتجاج فى المخ نتيجه لصفعه تلقّتها فى مسلسل تقوم بتصويره !! و "هند صبرى" أصيبت بتورّم فى وجهها نتيجة صفعه تلقّتها من "باسم سمره" خلال تصوير فيلم "جنينة الأسماك" !!
فالصفعات إذن مستمرّه ولا أدرى حقّا هل يمكن حتى الآن قبول إنهاء حوار أو خلاف حاد بين رجل و امرأه على الشاشه بصفعه !! على رأى "غاده السمّان" التى وجدت لها مقالا شيّقا حول الموضوع خلال البحث حين تقول


"بالصفعه أو القبله تنتهى الخلافات فى الفيلم العربى"



و بكل صراحه قد أجد إنهاء الصراع بقبله "مبلوعا" شويه عن إنهائه بصفعه !! الصفعه تحمل لى مشاعر سلبيه عديده من ضمنها هذا التصوّر البديهى الذى تحدّثت عنه فى بداية الكلام و الذى شعرت معه بقدر من الاشمئزاز الذاتى .. الصفعه تحمل لى شعورا بالتجمّد أمام طريقه متخلّفه و غير حقيقيه لإنهاء الخلاف وهى فى الحقيقه لا تنهيه و إنّما تؤجّله لوقت آخر و لصراع أشد .. الصفعه تحمل لى رساله ضمنيه أنّ من يقدّمون أعمالهم الفنيّه مدّعين أنّهم يدافعون عن المرأه و يحترمون حرّيتها و مكانتها فى الحقيقه لا يرون فيها سوى وعاء لتلقّى الصفعات و القبلات و فيلم "خالد يوسف" الأخير و غيره -كأمثله محدوده- يؤكّد للأسف الشديد هذا المعنى

Sunday, June 22, 2008

الشراشيح


فى فيلم "خالتى فرنسا" حاول "بلال فضل" أن يذكّرنا بمهنه كادت تنقرض من سوق العمل ب "مصر" وهى مهنة الشراشيح .. الشراشيح كان من ضمن مهام عملهم الذهاب لمسكن أحدهم بعد تلقّى مقابل مادّى و الوقوف أسفله لسبّه و عائلته و اللىّ يتشدّد له بأقذع الصفات و الألفاظ .. و غالبا ما كان يصعب على الضحيّه الرد على السيل المنهمر من الشتائم و مجاراة الشرشوحه فى طلاقتها الشتائميه .. ففى النهايه هذا أكل عيشها و يفترض فيها أن تجيده بقدر من الاحتراف يبرّر حصولها على ما حصلت عليه من أموال ..


كانت الشرشوحه إذن سيّده لها مهنه ذات طبيعه معروفه تتقاضى عنها مقابلا معلوما .. لم تكن تدّعى أن لها دورا تثقيفيا أو تنويريا .. يمكن أن يرى البعض أن كان لها دورا ترفيهيا فى إمتاع المشاهدين و تشنيف آذانهم بما استحدث فى عالم الردح و الشتيمه .. لكنّها و المجتمع حولها لم تكن بحاجه لأى ادّعاء حول حقيقتها و حقيقة وضعها ..


تذكّرت مهنة الشرشوحه تلك مع متابعتى لبعض ما نشرته صحف قوميه و مستقلّه حول موضوع السيّده التى تعرّضت للشيخ "خالد الجندى" بالضرب خارج مبنى الإذاعه و التليفزيون .. إذ لم تنتظر جريدة "الجمهوريه" مثلا اتّضاح أى شئ متعلّق بالموضوع و حقيقته و رفعت عقيرتها بالشرشحه حول "الشيخ الدونجوان و النسوان" !! نعم كان هذا هو العنوان الذى تفتّقت عنه قريحة شراشيح الجمهوريه للنيل من الرجل قبل أن تبدأ النيابه حتى تحقيقاتها بشأن الموضوع !! لم تفكّر الجريده أن تعامله حتى معاملة صفحات الحوادث لصور المجرمين حين تموّه عليها ولا تذكر أسماءهم قبل توجيه الاتهام قرّرت بكل بساطه الخوض فى مستنقع النميمه و قعدات الفسحه فى موقف هو الذى يستحق بجداره وصف "كلام النسوان" و إن كنت أبرأ للنسوان من الاتّصاف بهذه الحقاره و الوضاعه ..


أنقذ الشيخ سرعة تحقيقات النيابه التى أظهرت سوابق مماثله لهذه السيده ثمّ ردّت الأمر كلّه لمرض عقلى أصابها ومن ثمّ ليس بالموضوع -الحالى على الأقل- نسوان أو دونجوان !! فما كان من الجريده إلاّ أن تراجعت مثل الكلب الجبان الذى ينبح عليك فى الطريق و ما إن تلقمه بحجر حتى تفاجأ به بياخد ديله فى سنانه و يجرى بعد ما كان عامل فيها "روى" فى فيلم "الشموع السوداء" و ظهرت مانشيتات الجريده بعنوان "براءة من السماء" و كأن محرريها و العاملين بها فى قسم الشرشحه الصحفيه تذكّروا أن هناك سماء بعد أن خسفوا بالرجل و سمعته سابع أرض !!


صدمتى الأكبر فى الحقيقه كانت فى عمود كتبه "جلال عامر" فى جريدة "البديل" اليساريه المستقلّه التى أفترض فيها اهتماما بمتابعة المظاليم و أصحاب الحقوق الضعفاء الذين تضيع أصواتهم سدى مطالبين بحقوقهم !!


إذ وبدلا من وضع الأمور فى نصابها يبدو أن الكاتب صعب عليه تبرئة النيابه للشيخ و بدلا من الحديث عن السقطه الشنيعه التى سقطت فيها جريدة "الشرشوحه - الجمهوريه سابقا" و الاعتذار الذى لم تفكّر حتى فى تقديمه ما كان منه إلاّ التفتيش فى ماضى الرجل و الحديث الواهى الشديد السخف عن انتقاده لكلمات أغنية "أنت عمرى" و غناء "أم كلثوم" لها !! لم أفهم حقيقة هل حلال على طوب الأرض الاختلاف و الاتفاق حول إعجابهم بأعمال الست و حرام على "خالد الجندى" كمواطن عادى ثم كشيخ أو داعيه -حسبما يحلو له أن يصف نفسه- أن يكون له رأى فيما تقوله الست !! و كأنّه يقول لقرّائه


رغم تبرئة النيابه للرجل و ظهور كذب و بهتان جريدة "الشرشوحه" لا تدعوا الظنون تذهب بكم لافتراض انّه راجل كويّس ده مش عاجبه غناء "أم كلثوم" ل "خدنى لحنانك خدنى" !! تخيّلوا الجريمه !!


ما هذا السخف !! لا بجد ما هذا السخف الذى أكمله تساؤل ل "جمال زايد" فى جريدة "الأهرام" يقول فيه


لماذا هذه الحملة المحمومة ضد هذة المراة التى صفعت الشيخ خالد الجندى التى طاردتها الشرطة ولااحد يتعاطف معها او يقف بجوارها

ما هذه الصفاقه !! الضحيّه الذى لم يكف البعض ما لحق به من إهانه من سبّه وصفعه على رؤوس الأشهاد و تبادلت الصحف صوره قبل تبيّن أى حقيقه ثم أتبعتها باتّهامه بتهم تقشعر لها الأبدان التى لا زالت تحس ثمّ نجد من يتساءل عن الحمله المحمومه ضد المعتديه دون أن نسمع -على أقل تقدير- سؤالا مماثل حول الحمله التى استعرت فى ثوان ضد الضحيّه !! وما هذه المحاوله المقزّزه لرسم صورة الضحيه للمعتديه رغم سابق تعرّضها لنفس الموقف مع آخرين !!


المثير للفزع فى هذا الأمر كلّه هو هذا النهج الذى يسير إليه الإعلام وتحوّله بكل بساطه لأداه ترهب من نختلف معهم فكريا على طريقة شرشوحة زمان .. بس ميزة شرشوحة زمان أنّها أبدا لم تدّع أنّها تقوم بدور تنويرى أو تهاجم خفافيش الظلام إلى آخر هذا التهجيص الذى تدّعيه صحفنا الشرشوحيه .. بل كانت تأخذ "حسنتها" ثمّ تقوم بمهمّتها و هى و المجتمع يعرفان قدرها جيّدا و يتعاملان معها على هذا الأساس.
الصوره من موقع "إيجى فيلم"

اعتذار و شكر و تهنئه


من غير أعزّائى و عزيزاتى


ولا إخوتى و أخواتى :) عشان لقيت المقدّمات مش جايه ببساطه و تلقائيه


أعتذر لمن ترك تعليقا بالمدوّنه ولم أرد عليه و أرجو المعذره بسبب حاله فى فقدان الرغبه فى التعليق على كل شئ و الرغبه فى الاكتفاء بالفرجه السلبيه
"ده باعتبار أن الكلام إيجابيه يعنى"
:)


و أشكر الأصدقاء الذين أقلقهم غيابى"مختار العزيزى" و "عدّى النهار" و "بنت القمر" و غيرهم ممّن قد لا يتّسع المجال لذكرهم هنا


و أهنّئ صديقى و أخى العزيز "حسين" على زواجه و شكرا لاهتمامه بغيابى رغم ما هو فيه من مشاغل باعتباره عريس جديد إن شاء الله .. ألف ألف مبروك
:)

Monday, May 12, 2008

حول مسئولية الإنسان عن قراراته

من أفضل الأشياء التى يمكن القيام بها فى الإجازه قراءة قدر كبير من الجرائد دون الشعور بالذنب لأن هناك أشياء أخرى أهم و أجدى كان يمكن القيام بها خلال هذا الوقت الذى ضاع فى قراءة الجرائد !!

خلال إجازتى الأخيره نشرت جريدة البديل -التى أتابعها بقدر من الانتظام- خبرا عن شراء الأهالى فى "طلخا" دجاجا ميّتا و آخر يشتبه فى إصابته بأنفلونزا الطيور من إحدى المزارع .. الخبر رغم هوله و بشاعته لم يكن مستغربا .. الصراحه يعنى .. لكن ما استغربته كان ما ذكرته الجريده فى متابعتها للخبر فى الأيّام التاليه و على لسان إحدى السيّدات

«لم يتسرب إلينا الشك في أن يكون الدجاج مصاباً بأنفلونزا الطيور، فقد اشتريناه من مزرعة حكومية تابعة للطب البيطري، وإذا كانت الدواجن مصابة فعلاً فهذا معناه أن الحكومة تريد القضاء علي الشعب المصري».

إذ أن هذا الموقف الرافض لتحمّل مسئولية شراء دجاج ميّت موقف يثير قدر كبير من الغيظ و الحنق !! فلماذا تتصوّر ربّة منزل محنّكه أنّه فى ظل أزمة الدجاج بسبب أنفلونزا الطيور أن الحكومه ستبيعها هى أو غيرها دجاجا بأسعار رحيمه !! بل هى فى الحقيقه أسعار تبعث على الشك خاصة مع انتشار الخبر بأن الدجاج الذى تبيعه هذه المزرعه مشتبه فى إصابته بأنفلونزا الطيور !! هناك من اشترى هذا الدجاج -حسب الخبر الأوّل- وهو يعلم باحتمال إصابته بأنفلونزا الطيور و قرّر أن يتعامل مع الأمر بقدر ما من الاحتياط .. وهو موقف رغم ما يحمله من مخاطره كبيره بالصحّه و بالحياه ذاتها يمكن جدّا تفهّمه و الشعور حياله بالعجز و التقصير بل و انتظار عقاب الله .. لكن فكرة شراء سلعه لها سعر معروف بسعر يقلّ كثيرا عنه مع الحديث عن رغبة الحكومه فى القضاء على الشعب دون التطرّق لما يمكن أن نفعله نحن للقضاء على أنفسنا من دون تدخّل الحكومه موقف يستدعى التوقّف ..

هذا الموقف يذكّرنى بموقف تكرّر مؤخّرا لدرجه لم يعد معها يثير الشعور بالتعاطف .. يظهر شخص من تحت الأرض و يوهم من حوله بقدرته على توظيف أموالهم و منحهم أرباح طائله على هذه الأموال و أكبر بكثير ممّا تمنحه البنوك !! يمكن زمان وقت ظهور شركات توظيف الأموال كان منطقى أن ينخدع الكثيرون خصوصا مع تورّط شخصيات معروفه و عامّه فى الدعايه لهذه الشركات لكن مع تكرّر الموقف بنفس حذافيره أصبح هناك شئ غير مفهوم فعلا !! فالدعوه لتدخّل الحكومه لحماية الناس من النصّابين جائزه و مفهومه لكن لماذا لا يريد البعض تحمّل مسئولية قراراته لحين تحمّل الحكومه لمسئولياتها !!

إبنة خالتى تقدّم لها من فتره عريس .. رأت أسرتها أنّه مناسب وبعد موافقتها هىّ شخصيا تمّت الخطبه و كانت البنت فرحانه بالعريس و مقتنعه بيه .. أو هكذا بدا لنا .. ثمّ فسخت الخطبه حين لمس والدها عدم جديّة العريس فى إتمام الزواج .. لحد هنا كل شئ عادى جدّا .. لكن الغير عادى كان ما سمعته أمس من أنّها قبلت هذا العريس "عشان بابا و ماما و طنط و العائله رأت أنّه مناسب" !! طبعا تعليقى على هذا الكلام كان طلب بسيط من أفراد أسرتى ألاّ تتدخّل فيما بعد فى المواقف المماثله ولو بإبداء الرأى سلبا أو إيجابا لأنّى و بكل صراحه أكره هذا الموقف الذى يتنصّل فيه البعض من مسئولية قراراتهم خاصة لو كانوا مثل ابنة خالتى التى تدرّس لطلبه يصغرونها بسنوات قليله !!

مش عارفه هى المشكله فى طريقة تربيتنا من البدايه !! يمكن احنا لم نربّى على تحمّل مسئولية قراراتنا ولو القرارات البسيطه منها .. يمكن عشان أمّا طفل بيقع فى الأرض و يبكى لا نلومه على أن لم ينتبه و نلقى باللوم على الأرض و مش بعيد نضربها و نعاقبها طلبا لرضاه و تخفيفا عنه !!

امرأه فقيره أنجبت طفلا رضيعا و أتت من قريتها للقاهره للبحث عن عمل .. وحين أعيتها الحيل تركت طفلها على باب أحد المساجد لعلّ و عسى يجده أحدهم و يأخذه ليربّيه .. لكن الكلاب الضالّه فى المنطقه التى ترك الطفل فيها وجدته قبل أن يجده بشر و تولّت الكلاب مسئولية نهش الطفل و إخراجه من هذا العالم كلّه ليريح و يستريح .. و بكل صراحه و رغم حديث الأم المطوّل عن الفقر الذى اضطرّها لهذا الموقف لم أستطع أن أهضم ما فعلته لاعتقادى أنّه حتى فى أسوأ السيناريوهات و أشدّها قسوه كان يفترض أن تهتم بترك طفلها الرضيع فى ظرف و وقت يمكن فعلا أن يجده فيه أحد المصلّين لكن من شرحها للموقف يبدو أن هذا لم يكن فى حساباتها !!

كونى أكتب هذا بكل تأكيد لا يجعلنى أفضل من أى شخص يتنصّل من مسئوليته عن أفعاله .. فنحن مسئولون بشكل أو بآخر .. ولو أفلتنا فى الدنيا من المساءله فربّما يكون هذا لانتفاء مسئوليتنا المباشره عن قرارات الغير لكنّنا غالبا لن نفلت من السؤال فى الآخره عن هؤلاء الذين ربّما كان يمكن أن نساعدهم بشكل أو بآخر لكنّنا لم نفعل بكل أسف

Tuesday, April 29, 2008

فقّاعه من حجر !!






لا أنكر أنّى شعرت بالذهول أمام التغطيه المكثّفه التى نالتها قرارات "أشرف زكى" نقيب الممثلين و المتعلّقه بمشاركة فنّانين عرب فى أعمال فنيّه مصريه !!كلّما فتحت جريده أجد الموضوع محلاّ للنقاش و النقد و التعليق و التعليق المضاد .. بل و استدعى الأمر فى بعض الأحيان الحديث عن تاريخ "مصر" و دورها تجاه أشقائها العرب إلى آخر هذه الهلاوس .. كلّما انتقلت لبرنامج حوارى "توك شو" يفترض به مناقشة مشاكل الناس و اهتماماتهم و همومهم الحقيقيه أجد الموضوع على رأس الموضوعات المطروحه مع استضافة النقيب أو التحاور معه تليفونيا كأضعف الإيمان !!

و بصراحه لا ادرى ما هى الأهميّه الفذّه لهذا الموضوع سواء اتّفقنا مع هذه القرارات أو لم نتّفق !! لم أفهم لماذا أفردت له الصفحات و الساعات لنقاشات لن تثمر و لن تغنى من جوع !! وما هو الأهميّه التى يوليها المواطن العادى لكون "دوللى شاهين" ستطلّ عليه مرّه أو أكثر خلال العام فى الأفلام المصريه

وقت الإعلان عن هذه القرارات تخيّلت أن الأمر سيأخذ وقته و ينتهى .. مثله مثل أى فقّاعه تكبر إلى حين ثم تنفجر إلى لا شئ !! ولا تحتاج منّا سوى لنفخه صغيره و ربّما أقل كى تتلاشى بلا أى أثر !! لكن هذا الموضوع الذى يشابه الفقّاعه فى حجم أهميّته النسبيه صار مثل فقّاعه من الحجر !! تكبر بلا أى داعى مع ما يبدو من عدم نيّه أو عدم رغبه و ربّما عدم قدره على فرقعتها و إنهائها بسهوله ..

ملحوظه : ثلاث تدوينات فى يوم واحد أمر غريب طبعا زمانكم بتقولوا إيه العالم المحدثه دى :) بس أصلى هاطلع إجازه قصيره و قلت أخلّص كل الكلام قبل ما أطلعها

أهرام أخبار جمهوريه

كحاله خاصّه من الكشك يمثّل كشك الجرائد بالنسبة لى قوّة جذب لا تقاوم ..لا أستطيع أن أمر بجوار أحدهم دون توقّف و إن تعذّر التوقّف فلا أقل من نظرة شوق و فضول و تطلّع ..

مدرستى الأولى كانت فى "الزمالك" .. على ناصية الشارع بائع للجرائد و بعده بمترات قليله جدّا هذا المربّع الذى يقف على رأسين من رؤوسه الأربعه بائعان للورود و ثلاثه للجرائد !! ربّما جاء عشقى للوقوف عند باعة الجرائد من هؤلاء الذين اعتدت زيارتهم زمان أيّام الدراسه ..

كنت أشعر بغبطه شديده لهم تقارب الحسد فى أحيان كثيره لأنّهم قادرون على قراءة كل هذه الجرائد "هكذا تصوّرت وقتها" و حتى وقت قريب جدّا كان حلمى الخاص بامتلاك كشك للجرائد و ترك العمل هو تصوّرى الاوحد عن مشروعى الخاص !!كنت بالأمس أتحدّث مع صديق زار "أمريكا" مؤخّرا و أتى على ذكر منافذ بيع الجرائد التى تضع بها النقود لتظهر نسختك من الجريده اتوماتيكيا دون الحاجه لبائع و وجدتنى لا أطرب كثيرا لتخيّل الصوره !! بائع الجرائد الذى تسأله عن الجريده فيمد يده و ينتقى لك نسخه غير تلك التى تظهر على السطح فتأخذها لتلوّث الأحبار يديك هو الصوره المثلى بالنسبة لى :) الجرائد برائحة أحبارها الطازجه لا تتواجد سوى أسفل حجر ثقيل يمنعها من أن تطير فى الهواء وليس فى منافذ بيع تقف وحيده !!

كنت أنبهر زمان بفكرة شراء جريدة اليوم التالى اليوم !! كنت اتصوّر أن الجريده "تولد" فى اليوم الذى يشير إليه التاريخ المكتوب عليها !! فكرة شراء الجريده مقدّما فى آخر الليل كانت -ولازالت- تطربنى جدّا !! اشتريت عدد اليوم من جريدتى المفضّله أمس فى الحاديه عشره مساء وشعور غريب بالنشوه يملأنى و كأنّى سأطّلع على أسرار العالم قبل الغالبيه العظمى من سكّانه !! :) و برغم تراجع كميّة المحتوى فيما أقرؤه من الجرائد التى أتابعها أظنّنى سأظل أستمتع بنفس السعاده مع الوقوف لدى بائعى الجرائد و البحث وسط كنوزهم عمّا يغرى بالشراء .. وهو كثير :)

فى الكشك

أذهب إلى كشك مجاور لمكان عملى فينتابنى شعور شديد بالنهم للشراء !! أريد أن أشترى أشياء كثيره ربّما لا أنظر إليها لو شاهدتها فى سوبر ماركت كبير. فى السوبر ماركت -خاصة لو كبر حجمه- أشعر بالعجز الشديد و فقدان القدره على تقرير ما أحتاجه .. يصيبنى ما يشبه الدوار لكثرة المعروض و الصوره المبهره التى تبدو عليها كل المعروضات .. وفى النهايه قد أخرج دون قدره على تحديد ما يمكن شراؤه حقّا ..

فى الكشك أشعر بسعاده غريبه وأنا أتطلّع لكراتين الشيبسى بمختلف أنواعه و ثلاّجة العصير و الأخرى الخاصه بالمشروبات الغازيه .. أسعد بالبحث فى الزجاجات الفاتره عن واحده بارده حقّا !! فى الكشك تجد تقريبا كل ما تحتاجه من بواكى الشاى الصغيره الى عبوات النسكافيه تلاته فى واحد إلى حجر البطّاريه القلم !! أجدها مغريه جدّا العلب الصغيره المتعدّده التى تملأ الفراغ فى مقدّمة الكشك و تمتلئ بالبسكوتات و المصاّصات و اللبان رغم أنّى لا أحب اللبان أصلا !! أشعر بالفضول إزاء المنتجات الحديثه المستجدّه و أرغب فى السؤال عن كنهها !! تنفتح نفسى لشراء كل الاشياء و وضعها فى كيس بلاستيك ثمّ ربّما عدم تناول شئ منها فيما بعد فيما يشبه البوليميا الشرائيه !! هل هذه عقده من عقد الطفوله !! هل فى هذا انعكاس لحرمان معيّن قاسيته فى طفولتى جعل الأكشاك تمثّل هذه الجاذبيه الطاغيه بالنسبة لى !! لا أعرف :)

أبتسم و أتذكّر شعورى القديم تجاه الأكشاك التى يوجد بها تليفون فى وقت لم تتوافر فيه تليفونات المنازل كما هو حادث الآن !! ويا سلام لو كان تليفون أحمر و ليس الأسود التقليدى .. لم يكن بمنزلنا تليفون ربّما حتى أتممت دراستى الابتدائيه .. ربّما لهذا أضاف وجود التليفون فى الكشك سحرا إلى سحره الأصلى .. لم تكن مشكلتى مع التليفون هى فقط فى عدم وجوده بمنزلنا ولكن فى عدم وجود من أحادثهم بالتليفون من أصدقائى لو توفّر التليفون كما كان الأمر حين كنّا نزور خالتى !! كنت أقف أمام العدّه الملوّنه وردية اللون فى انبهار .. أرفع السمّاعه فأجد بالتليفون حراره فعلا !! ثمّ أحاول تذكّر رقم تليفون أى من زميلات الدراسه فأفشل تماما ولا أجد أمامى سوى الاتّصال برقم بوليس النجده ثم إغلاق الخطّ سريعا أو الضغط على الأرقام من 1 إلى 9 ثمّ لا شئ ..

أجد فى منزلنا بعد كل هذه الأعوام خطّين للتليفون و أكثر من عدّه يمثلوا لى كابوسا .. و أجدنى قد فقدت الرغبه فى إجراء اتّصالات أو تلقّى اتّصالات إلاّ فيما ندر !! أنظر لابن شقيقتى ذى العامين و هو يكبر و حوله هذا الاختراع متوفّرا بكثره تبعث على الملل و أفكّر أنّه لن يشعر بما كنت أشعر به من انبهار حين أرى تليفونا فى كشك أو فى منزل أحد الأقارب !! و لا أعرف حقيقة من منّا أسعد حظّا

Thursday, April 17, 2008

إحنا غلابه يا مسعودى؟

قبل أن تقرأ هذه التدوينه : قد يتسبّب ما تقرؤه هنا فى إعطاء انطباع عنّى بالتعالى أو عدم الإحساس بالغير. ولأنّى فقدت من فتره الحماس للدفاع عمّا أحسّه فهما خاطئا لآرائى قد لا أتمكّن من طرح المزيد من الشرح و التوضيح لما أريد أن أقوله .. فعذرا
*******************************************
شاهدت هذا الأسبوع تحقيقا حول قطعة أرض متنازع عليها ضمن برنامج "العاشره مساء"
حسب ما فهمت أن هذه الأرض انتزعت من أصحابها بعد قيام الثوره و تم توزيعها على الفلاّحين "كلّنا درسنا هذا فى التاريخ" ثمّ رفع أصحاب الأرض -الذين انتزعت منهم فى السابق- قضيه يبدو أنّهم كسبوها و حصلوا على حكم باستعادة الأرض من الفلاّحين الذين لم يقبلوا الحكم بسبب حيازتهم للأرض -بشكل قانونى طبعا- لفتره امتدّت لما يقرب من خمسين عاما ..

المهم -بالنسبة لى- فى هذا الموضوع كلّه ليس من صاحب الحق ومن الظالم فهذا أمر حقيقة لا أستطيع أن أصل فيه لموقف .. لكن لفت نظرى خلال استضافة محامية الفلاّحين رأيها من أن المناخ السائد الذى يشجّع على عودة الإقطاع هو السبب فى خسران الفلاّحين لأرضهم
..

بصراحه الموقف ده بيستفزّنى كتير جدّا .. موقف الاعتماد على صوره ذهنيه تاريخيه معيّنه لكسب قضايا و مواقف قد تكون فى الأصل خاسره لكن أصحابها يعتمدون على صوره ذهنيه رسخت طويلا من أجل كسب نقاط قد تكون ليست لهم ..

مثلا

من شهور قليله كنّا نبحث عن مكان لركن السيّاره قريبا من "الحسين" وحين لم نجد و كانت الجراجات المحيطه كلّها كاملة العدد بالفعل تركنا السيّاره فى الطريق .. وكالمعتاد ظهر السايس من تحت الأرض و طلب المعلوم و أعطته صاحبة السياره جنيها لكنّه طلب ثلاثه .. المبلغ المطلوب فعلا تافه لكنّى وجدت صاحبة السياره تصر على أنّها لن تدفعه .. ظهرت فى المكان فجأه سيّده و بعض الشباب من أتباع السايس الذى أوضح إنّه "مش بيسترزق لوحده" فى إشاره فهمتها أنا على أنّها تشير لتعاونه مع بعض من أفراد الداخليه .. أصرّت صاحبة السياره على رفض التهديد و ردّت بتهديد مماثل أن لو جرى أى شئ لسيارتها ستكون العواقب وخيمه ..

فوجئت بالسيّده التى ظهرت فجأه تقول : لو مش هتدفعوا إمشوا من "عندنا" !!
و انجررت طبعا للحديث المستفز بالجمله المعتاده : ده مش شارعكم ده شارع الحكومه !!
رد السايس : لأ مش شارع الحكومه ده موقف
أنا : طيب فين التذكره اللىّ فيها التلاته جنيه اللى بتطلبهم مادام ده موقف !!
السايس : عشان كده مابحبش أتكلّم مع حريم !!

بعد فشل السايس و جماعته فى الحصول على ما يطلبون بدأت الشتائم البذيئه و الدعوات الحارّه إلى الله أن ينتقم منّا لأننا جينا على "الغلابه" !! كان شئ مذهل فعلا استوقفنى كثيرا وقتها أن يدّعى هؤلاء بعد هذا الفاصل من البلطجه و الردح أنّهم غلابه اعتمادا على صوره ذهنيه أن من يركب السيّاره هو اللىّ هيلعب دور الشرّير فى الفيلم الهابط ده بينما من يسير على قدمين هو الغلبان على طول الخط
"ملحوظه هامشيه : ليست لدىّ سيّاره"

الحكايه دى دفعتنى لتذكّر نقاش جرى منذ أقل من أسبوع خلال كورس أحضره حاليا لا أدرى ما الذى استدعى الحديث خلاله عن "السويركى" رجل الأعمال الشهير الذى قبض عليه بتهمة جمع أكثر من أربعة زوجات فى عصمته فى وقت واحد .. فوجئت بأحد الزملاء فى الكورس يؤكّد أن هذا حدث مع "السويركى" لأنّه من الإخوان و أن الحكومه تترصّد له و مستقصداه !! ولا أفهم هل لمجرّد استقرار الصوره الذهنيه لدينا على مشهد أن الحكومه تضطهد الإخوان تصير كل أفعالهم مبرّره !! رجل يكتفى بأن لديه من المال ما يكفى لدفع مهر لزوجه جديده و مؤخّر صداق لزوجه قديمه فيبدّل فى الزوجات -17 زوجه خلال 16 عام- لكن لا مانع لدى البعض من اعتباره ضحيّة ترصّد الحكومه له لأنّه "إخوان" لأن الشريط ده بيتعرض علينا من سنين !! أظن لو صحّ عن هذا الرجل انتسابه للإخوان لكان لزاما عليهم أن يتبرّئوا منه و من أفعاله .. خصوصا مع هذه الزئبقيه المروّعه فى تبرير كل شئ من خلال الدين !!

الموقف ده تذكّرته أمس خلال سماعى لحديث المحاميه التى كان ينبغى أن تدافع عن موكّليها من خلال مواد القانون و ليس من خلال التلميح المبطن للقضاه الذين سيحكمون فى هذه القضيه أنّهم يسيرون مع التيار أو أنّهم سيظلمون الفلاّحين الغلابه لصالح الإقطاعيين مصّاصى الدماء إلى آخرها من صور تكرّرت فى كثير من الأفلام .. يمكن كذلك أن نجد له شبيها مثلا فى ادّعاء البعض بأنّهم يعانون من التمييز ضدّهم دينيا للحصول على ما لا يستحقون !! أتذكّر خلال عملى السابق أن سمعت أن موظّفه مسيحيه زوجها رجل دين فى الكنيسه كانت تهدد أنّها إن لم تحصل على إجازه فى الوقت الذى تريده ستصعّد الأمر بوصفه تمييزا دينيا ضدّها !! وكان مديرها -إيثارا للسلامه و تكبيرا للدماغ- يوافق لها على ما تطلب ..

لست ضد فكرة وجود تمييز دينى كما أنّى لا أجادل فى فكرة اضطهاد الحكومه للإخوان .. لكن الفكره أن هناك من يستغل الموقف و يبتز من أمامه اعتمادا على -على أقل تقدير- على خوفه من تشويه صورته بوصفه مفترى و ظالم و بيتجبّر على خلق الله الذين حرموا ممّا حصل هو عليه !! ومن ثمّ وضعهم فى موقف المدافع عن نفسه ضد تهمه سخيفه لا سبيل للتملّص منها أو يكون عليهم تحمّل هذا الادّعاء الأسخف ..
"العنوان طبعا زى ما كلّنا عارفين مقتبس من رائعة "المتزوجون" *
:)