Tuesday, April 29, 2008

فى الكشك

أذهب إلى كشك مجاور لمكان عملى فينتابنى شعور شديد بالنهم للشراء !! أريد أن أشترى أشياء كثيره ربّما لا أنظر إليها لو شاهدتها فى سوبر ماركت كبير. فى السوبر ماركت -خاصة لو كبر حجمه- أشعر بالعجز الشديد و فقدان القدره على تقرير ما أحتاجه .. يصيبنى ما يشبه الدوار لكثرة المعروض و الصوره المبهره التى تبدو عليها كل المعروضات .. وفى النهايه قد أخرج دون قدره على تحديد ما يمكن شراؤه حقّا ..

فى الكشك أشعر بسعاده غريبه وأنا أتطلّع لكراتين الشيبسى بمختلف أنواعه و ثلاّجة العصير و الأخرى الخاصه بالمشروبات الغازيه .. أسعد بالبحث فى الزجاجات الفاتره عن واحده بارده حقّا !! فى الكشك تجد تقريبا كل ما تحتاجه من بواكى الشاى الصغيره الى عبوات النسكافيه تلاته فى واحد إلى حجر البطّاريه القلم !! أجدها مغريه جدّا العلب الصغيره المتعدّده التى تملأ الفراغ فى مقدّمة الكشك و تمتلئ بالبسكوتات و المصاّصات و اللبان رغم أنّى لا أحب اللبان أصلا !! أشعر بالفضول إزاء المنتجات الحديثه المستجدّه و أرغب فى السؤال عن كنهها !! تنفتح نفسى لشراء كل الاشياء و وضعها فى كيس بلاستيك ثمّ ربّما عدم تناول شئ منها فيما بعد فيما يشبه البوليميا الشرائيه !! هل هذه عقده من عقد الطفوله !! هل فى هذا انعكاس لحرمان معيّن قاسيته فى طفولتى جعل الأكشاك تمثّل هذه الجاذبيه الطاغيه بالنسبة لى !! لا أعرف :)

أبتسم و أتذكّر شعورى القديم تجاه الأكشاك التى يوجد بها تليفون فى وقت لم تتوافر فيه تليفونات المنازل كما هو حادث الآن !! ويا سلام لو كان تليفون أحمر و ليس الأسود التقليدى .. لم يكن بمنزلنا تليفون ربّما حتى أتممت دراستى الابتدائيه .. ربّما لهذا أضاف وجود التليفون فى الكشك سحرا إلى سحره الأصلى .. لم تكن مشكلتى مع التليفون هى فقط فى عدم وجوده بمنزلنا ولكن فى عدم وجود من أحادثهم بالتليفون من أصدقائى لو توفّر التليفون كما كان الأمر حين كنّا نزور خالتى !! كنت أقف أمام العدّه الملوّنه وردية اللون فى انبهار .. أرفع السمّاعه فأجد بالتليفون حراره فعلا !! ثمّ أحاول تذكّر رقم تليفون أى من زميلات الدراسه فأفشل تماما ولا أجد أمامى سوى الاتّصال برقم بوليس النجده ثم إغلاق الخطّ سريعا أو الضغط على الأرقام من 1 إلى 9 ثمّ لا شئ ..

أجد فى منزلنا بعد كل هذه الأعوام خطّين للتليفون و أكثر من عدّه يمثلوا لى كابوسا .. و أجدنى قد فقدت الرغبه فى إجراء اتّصالات أو تلقّى اتّصالات إلاّ فيما ندر !! أنظر لابن شقيقتى ذى العامين و هو يكبر و حوله هذا الاختراع متوفّرا بكثره تبعث على الملل و أفكّر أنّه لن يشعر بما كنت أشعر به من انبهار حين أرى تليفونا فى كشك أو فى منزل أحد الأقارب !! و لا أعرف حقيقة من منّا أسعد حظّا

7 comments:

عباس العبد said...

الكشك كبر و معانا و أحنا كبرنا مع الكشك
انا بحس بغربة فى السوبر ماركت و مش بحبه
------
تدوينة تستحق لقب " تدوينة " من أجمل ما قرأت بجد
جميلة جدا جدا جدا جدا
شكراً بجد انك كتبتيها
شكراً جداً

بنت القمر said...

زمزم العزيزة
ولان شراء الكشك كان عاده عاده وكان برنامج اسبوعي مستديم وان تغيرت فقراته من الاهرام الي روز اليوسف حيث كنت مضروبه لوقت طويل بعادل حموده
:))
ثم لفتره تانيه بالدستور الاول مش الجديد:(
الجديد مش حلو
وفي فتره تسبق تلك الفترتين كان مجله الشباب
وكان الفقرات دي بتتوزع علي ايام الاسبوع وكانت مترتبه حسب الميزانيه اولويات
وكان علي قمتها عادل حموده في روز اليوسف ثم صوت الامه ثم الفجر
يا ختي كنت بجري وراه بالمشوار
كنت بعشق سحر عرضه لافكاره واعتقدته قديسا حتما
هيييييييييييييه كانت ايام
دلوقت ربنا يخلي النت لكن زي ما بتقولي مفيش احلي من الجرنال لما يهبب ايد الواحد ويتكرمش وصفحاته تتلخبط ويرجع يرتبه تاني
تحياتي

زمان الوصل said...

=========
رامز باشا
=========

معاك حق .. يمكن عشان الكشك هو سوبر ماركت الطفوله له هذه المكانه فى النفس :)

شكرا جزيلا لك على مديحك للتدوينه الذى أعنزّ به جدّا ..

زمان الوصل said...

بنت القمر

أهلا بيكى فى عنبر الإفاقه من تأثير مقالات "عادل حمّوده" .. الراجل ده موهوب حقّا فى رسم الحكايات و الصور .. كنت أتحدّث عنه فى منتدى آخر و أقول أنّى بعد قراءة مقالاته -التى كانت تنشر يوم "السبت" فى "الأهرام"- كنت أشعر كأنّى خارجه من مغارة "على بابا" و الدخّان طالع من مناخيرى و من ودانى !! تحسّى فعلا إنّه بيكتب أساطير كأنّك دخلتى كهف مسحور كل إضاءته ألوانها أحمر فى أخضر .. حاجه كده زى تأثير المخدّرات رغم أنّى لم أتعاطاها بس أتخيّل أن لها تأثير مشابه :)

"الدستور" الجديد حاجه كده زى الميّه الساقعه الملوّثه .. هى ساقعه فتجذبك تشربى منها بس أوّل ما تدوقى تحسّى إنّك أصبتى معدتك بشئ سيئ

تحيّاتى

عدى النهار said...

مؤكد هو لن يشعر بكل ما كنتِ تشعرين به عند رؤية تليفون فى كُشك أو فى منزل أحد الأقارب لكنه طبعاً أبهرته رنة التليفون والصوت الخارج منه وبس.. طفل عملي ماعندهوش وقت يضيعه فى إنبهار يطول لسنين
:)
من أسعد حظاً؟ مؤكد إن هو وجيله أسعد حظاً (ده يعنى لو جنبنا أوضاع البلد) لأن هناك أشياء كثيرة جداً مبهرة جداً تحيط بهم من كل جانب وده بينمّي شخصياتهم وفكرهم وبيثير أسئلة كثيرة عندهم

السوبر ماركت الكبيرة فمصر تصيبنى بغمة نفس وأحس إنها عاملة زى الغول

زمان الوصل said...

==========
عدّى النهار
==========

ده صحيح فعلا هو فكرة انّه يمسك سمّاعه و يسمع صوت شخص يعرفه فى الطرف الآخر مبهر جدّا بالنسبة له ..
بس أنا مش لسّه منبهره بالموضوع بعد كل السنين دى .. دى ذكريات بس .. يادى الكسوف :)

بخصوص الأسعد حظّا .. يمكن أنا بامارس نفس الموقف اللىّ كل الناس بتعمله أمّا تتخيّل أن طفولتها هى الأفضل و الأسعد حظّا .. و يمكن بعد 30 سنه كمان يتكلّم هو عن طفولته بنفس الطريقه اللىّ أنا باتكلّم بيها دلوقت :)

ألِف said...

كنت في طفولتي مبهورا بفكرة الكشك، لكن ذلك لم يطل إذ أصبحت لاحقا أراه كرمز للعشوائية و احتلال الرصيف و إزعاج السكان، و كل الموبقات المدنية :)

و لست هنا أقارن الكشك بالمحال التجارية، فلتلك أيضا عيوبها كما هو حاصل في ثقافتنا و نمط مدننا، لكن الكشك في نظري حالة صارخة.