Friday, March 28, 2008

عاداتنا و تقاليدنا

لا أعرف ما هو مصدر هذا التقليد القديم الذى كانت توصينى به أمّى حين كنت أذهب لإحدى جاراتنا فى العماره وهو عدم قبول أى مأكولات أو مشروبات تعرض علىّ كدليل من الأدب الزائد أو التربيه القويمه !! للدقّه أعلم أن وصيّة أمّى لم يكن هذا سببها الفعلى وإنّما كان ردّا على ما تظنّه وصية الجارات لبناتهن و لما يقمن به هنّ إذا جئن يوما لزيارتنا ..

- فلانه مش بتشرب عندنا حتّى كوباية الميّه و من ثمّ لا يفترض أن تقبلى منها أى واجب ضيافه مهما قلّ أو تواضع ..

لا ألوم أمّى بقدر ما ألوم فلانه ولا أفهم هل قبولها أو قبول أبنائها الصغار واجب الضيافه البسيط فيه ما يقلل من شأنهم !! ربّما لأنّى لم أكن أعتبر قبول كوب عصير أو زجاجة مياه غازيه شئ ينبغى أن أخجل منه ومن ثمّ لم أكن أفهم ما سرّ هذا الترفّع ولا أقبل حتى اليوم معناه السخيف بالترفّع عمّا لا يستحق الترفّع عنه ..

تذكّرت هذه الأفكار اليوم خلال زيارة ضيفه عزيزه لنا فى المنزل .. كلّما أتت لمنزلنا ترفض حتى ارتشاف قطرات بسيطه من المشروبات المقدّمه كأنّها توفى نذرا بألاّ تتناول شيئا فى بيتنا رغم الصلات القويّه بيننا !! ما يثير استيائى فى هذا الموقف هو أنّنا حين كنّا فى زيارتهم لم نتحرّج من تناول ما قدّم إلينا بل و حين سئلت : عاوزه شاى؟ قلت بكل غتاته : أيوه عاوزه شاى بس من غير سكّر !!

لا أفهم لماذا تقبل أسره دعوه للزياره و تناول الغداء و حين تأتى لا يتناول أفرادها أى شئ ممّا يقدّم لهم و لو على سبيل المجامله و التقدير لمن أجهدوا أنفسهم فى الإعداد لهذه الدعوه !! من سنوات عديده ذهبت فى زياره لصديقه كانت معرفتى بها لاتزال فى البدايه ومن ثمّ لم تكن تعرف أنّى لا أحب جاتوه أو تورتة الشيكولاته و حين وجدتها قد أعدّتها بالفعل بنفسها تناولت البعض منها و أعتقد أن هذا هو أقل واجب ردّا على كرم الضيافه .. و حين زارتنا أسرة الضيفه فى منزلنا فى رمضان الماضى و بعد إلحاح أمّى و أختى و شقيقى عليهم جميعا بأكل شئ ما خاصة بعد الصيام و بعدما لمست عزوفا غريبا عن الاستجابه للإلحاح لم أنشغل بالمشاركه فيه بأى قدر و انشغلت بتناول طعامى ولم أشارك بعدها فى الدعوه لتناول الحلوى أو شرب الشاى .. إذ أن قناعتى فيما يتعلّق بهذا الشأن أن لا داعى للإلحاح !! نحن لا نطلب من
ضيوفنا شيئا غريبا أو مستهجنا أو يدعو للخجل .. ونحن نجلس قبلهم لتناول الطعام و ندعوهم إليه بحراره و إخلاص و نتناول فى منازلهم ما يقدّم لنا دون دفعهم لأى إلحاح علينا لأن فى إلحاحهم علينا شئ من إحراجهم و تكليفهم فوق الطاقه .. كما أن الإلحاح على الضيف بتناول شئ ما طول الوقت يحمل رساله بأنّه تحت المراقبه و أنّنا قد "لاحظنا" أن طعامه كما هو لم يمسّ ..

نفس الموقف يحدث مع أقاربنا المقيمين بالصعيد .. يدعوننا بحراره لمنازلهم و يستفيضون فى إكرامنا طول مدّة الزياره لكنّهم لا يكلّفون نفسهم عناء الاستجابه بنفس الأريحيه للدعوه المقابله .. موقف أراه -بكل صراحه- معبّرا عن قدر معتبر من قلّة الذوق و عدم الاكتراث .. قابلته كذلك مع بعض زميلات العمل حين كنّا زمان نذهب لتناول الغداء فى منزل إحداهنّ و بعدها ترفض رفضا باتّا التعامل بنفس البساطه مع دعوه مقابله ..

ربّما كانت نصيحة أمّى فيما مضى نصيحه صحيحه لكن أسبابها هى التى لم تكن صحيحه .. إذ ليس لدىّ ما أخجل منه من قبول دعوة الأقارب أو الجيران لتناول واجب الضيافه .. لكنّى يجب أن أرفضها حين ألمس عدم وجود نيّه لتعامل الطرف الآخر مع الموقف بنفس البساطه لا أن أرفض لأن هذا دليل على امتلاء عينى أو حسن تربيتى فقد تجاوزت هذه المرحله بزمن سحيق !! فالناس لا تتبادل واجبات الضيافه كسرا للأعين أو كسبا للنقاط و إنّما محاولة للوصول لمزيد من الحميميه و الترابط مع بعض والمفروض نتعامل مع هذه الأمور البسيطه ببساطه أكبر من هذا التعقيد الذى تمتلئ به حياتنا

Thursday, March 13, 2008

التجارب الأولى




اليوم 13 مارس 2008 كانت المرّه الأولى التى أحضر فيها حفلا موسيقيا تحييه فرقة الموسيقى العربيه بقيادة المايسترو "سليم سحاب" .. لم أكن أتصوّر أنّى سأستمتع بالحفل لهذه الدرجه رغم قصر مدته "ساعتان فقط"


ويبدو أن التجربه الأولى دائما مهما تقدّم العمر تظل قادره أبدا على جعلنا مندهشين و سعداء .. ألا أدام الله علينا روعة التجارب الأولى ..


الاندهاش و السعاده كان مبعثهما الاستماع لأعمال قديمه بأصوات جديده و جميله و بطرق أداء مختلفه و متفرّده .. كنت من قبل حين أستمع لأغنيه قديمه من أداء مطرب شاب أبحث فى أدائه عن الأداء الذى اعتدت الاستماع إليه من صاحب العمل الأصلى .. و أضيق إن لم أجد شبها و أضيق أكثر إن وجدت هذا الشبه .. لكنّى اليوم و على غير المعتاد استمتعت كثيرا بما سمعته و سعدت بالتجديد الذى حمله أداء مطربى الفرقه .. لدرجة أنّى اندهشت حين وجدت بعض الدموع فى عينىّ تأثّرا بأداء المطربه الأولى لأغنية "لولا الملامه" ل "ورده" وكانت الأغنيه الأولى بالحفل بعد المقطوعه الموسيقيه البديعه الخاصه بأغنية "فاتت جنبنا" ..


مثير كذلك للإعجاب هذا الحب و العطف الذى يتعامل به "سليم سحاب" مع براعمه التى تتفتّح و هذا التشجيع و الحماس لهم الذى تستطيع أن تلمسه حتى و أنت جالس بعيييييييييييييييدا فى الصفوف الأخيره مثلما كنّا نجلس اليوم :) بل إنّك تشعر بسعادته الغامره حين يلح الجمهور على أحد المطربين الصغار فى إعادة مقطع من الأغنيه و استجابته لهذا المطلب بكل حماس ..


أشعر بخساره فادحه لتأخّر استمتاعى بهذه الحفلات كل هذا الوقت .. و أتذكّر صراعاتى الأسريه من أجل السماح لى بالذهاب للسينما أيّام الثانويه العامّه و كيف كان هذا متعذّرا جدّا وقتها بسبب عدم وجود دور عرض محترمه كان يمكن أن نذهب إليها و اقتصار الأمر على دور العرض القديمه الموجوده بمنطقة وسط البلد اللىّ وصفها -وصف دور العرض- "سعيد صالح" فى مسرحية "العيال كبرت" أمّا قال جملته الشهيره : البت واقفه قصاد السينما و الشباب الصيّع بيعاكسوها :) ثمّ تغيّر الحال مع دخولى الجامعه و بدء ظهور نوع مختلف من السينمات به أمن جعل الذهاب للسينما فكره قابله للتنفيذ أخيرا ..


على أى حال .. مش مهم أوى التوقيت الذى أتيح لى فيه فعل ما كنت أود أن أفعله من قبل .. المهم أن الفرصه قد جاءت على أىّ حال و فى النفس بقيه من القدره على الاستمتاع بما كانت تأمل فيه ..

Sunday, March 09, 2008

اليوم العالمى للمرأه










بالأمس كان اليوم العالمى للمرأه ..

مثل كثيرين لم يثر الموضوع فى ذهنى أى أفكار .. كنت أعرف أن للمرأه أيّام كتير فى شهر "مارس" و أعرف منها فقط عيد الأم لكن اليوم العالمى للمرأه لم أعرف ترتيبه بالظبط فى هذا الشهر المفترج :)

المهم أنّى كنت اليوم أقرأ مداخله بأحد المنتديات تهاجم من يدّعون فى أنفسهم الدفاع عن الفضيله و يرونها مختصره بشدّه فى عذرية المرأه أو قطعة قماش يسمّونها حجابا تضعها المرأه على رأسها فتصبح حائزه لصفة الفضيله لأنّهم لا يرون فى المرأه سوى مجرّد متاع و يحصروها في دور الانثى المشتهاة..

ماشى .. مفيش مشاكل أوى ..

لكنّى خلال قراءتى لهذه المداخله تذكّرت أنّ صاحبها حين نشر موضوعا يتناول فيلم "حين ميسره" كانت الصوره المصاحبه لهذا الموضوع هى صورة "سميّه الخشاب" المرفقه بهذه التدوينه !! ولا أدرى هل هذه الصوره من اختيار كاتب المقال أم أن هناك منسّق "للمناظر" هو الذى يختار الصور المصاحبه للمقالات

كثيرا جدّا ما استوقفتنى هذه المفارقه .. فريق ينتقد أصحاب الاتّجاهات الوهّابيه و حصرهم لدور المرأه فى مجرّد الوعاء الذى يفرغ فيه الرجل شهوته على حين لا يخجل نفس أفراد هذا الفريق من الحديث عن إعجابه بالفنّانه ذات الأنوثه الطاغيه و الحضور الذى لا يقاوم و ذكورته التى تنقح عليه كلّما شاهدها .. إلى آخره من تعبيرات قد لا يصلح نشرها هنا

بجد باحس بتربنه و أجدنى أتساءل فى بلاهه : هو فين الفرق بينكم و بين من تنتقدوهم طيب؟
فين الفرق بين من يغلق على المرأه كل النوافذ وبين من يخلع عنها كل الأستار !!


و يا ترى الصوره التى تظهر بها المرأه فى هذه التدوينه تترك أى مجالا للتعامل معها باعتبارها أى شئ غير متاع أو أنثى مشتهاه !!

عزيزتى المرأه ..

يوم عالمى سعيد إن شاء الله ..
تحديث : تم استبدال الصوره الأصليه بصوره معدّله بغشوميه فظيعه :) و لمن يرغب فى مشاهدة القطعه الأصليه الاطّلاع عليها هنا