النهارده الجمعه و الجو العام يدعو للأنتخه بعيدا عن الكمبيوتر و التليفزيون ..
جلست أقرأ جريدة الأهرام .. الحقيقه كنت باقرا الاعلانات و عناوين الجرائد الاخرى التى تنشر بالاهرام ..
أخى يتفرج على فيلم يعرض على إم بى سى 2 .. طرقت مسامعى جملة
The white man does bla bla bla ..
كنت قد عرفت أن الفيلم يدور فى أجواء إفريقيه من بعض اللقطات التى شاهدتها خلال قراءة الجريده لكنّى استغربت جدّا من استخدام
رجل افريقى داخل الفيلم لوصف الرجل الابيض .. و خرجت غصب عنّى من مود الأنتخه و قلت لنفسى :
أما الرجل الافريقى يصف الرجل الابيض بأنه ابيض .. أكيد سيكون التفسير أنّه لا يحقّر من شأنه .. هو فقط يصفه .. و بالتالى مفترض لو قام الرجل الابيض بالمثل و وصف الافريقى انه اسود يبقى من حقه يطالب بنفس المعامله و اعتبار الكلمه مجرد
وصف لا اكثر ولا اقل ..
تنّحت بردو و حطيت الجورنال على جنب و غمضت عينى بالعند فى الفيلم الذى قارب على الانتهاء .. و يبدو ان النهايه كانت
تشمل معركه بين الرجل الابيض و الرجل الافريقى .. وسط حلبه يحفّها من كل جهه رجال افارقه يصيحون و بالتالى واضح ان
الفيلم يدور بالفعل فى بلد افريقى .. ليس هناك أى أشخاص بيض فى الموقف سوى رجل عجوز و امرأه شابه تغمض عينيها خوفا
و هلعا على الرجل الابيض .. و جدتنى اتابع المعركه و اراهن نفسى على سير الاحداث الذى كان كالتالى :
المعركه تسير فى معظمها فى صالح الرجل الافريقى لكونه اقوى و اضخم جسديا .. و الرجل الابيض فى موقف المدافع عن نفسه
احد المشجعين الافارقه صاح على المحارب :
**********************
اقتل الابيض اللعين ..
**********************
قلت فى عقل بالى :
**********************
ييييييييييه تانى يا عنصرى .. عيب عليك..
**********************
بينما مشجعّى الرجل الابيض ليس لهم إلاّ الدعاء و الابتهال للعلىّ القدير ان ينقذ رجلهم .. المهم ان المعركه سارت فى
الاتجاه المعتاد الذى يفترى فيه الطرف الشرير -من وجهة نظر صانعى الفيلم- فى ضرب الطرف الطيب حتى يصير المشاهد مؤهل
نفسيا لما يستحقه الشرير من عقاب سيناله بالضروره قبل اسدال الستار .. فيصير مقبولا أن يكون عقاب الرجل الابيض للرجل
الافريقى حين تتغير موازين القوه لصالحه -ماعرفش ازّاى- عدّة صفعات على وجهه عشان يعرّفه غلطه .. ثم يغرس الفأس الذى كاد الأفريقى يقتله به فى الأرض دون أن يمسّه بسوء و يلتف حوله الرجال الافارقه و اسمعهم فى عقلى الباطن يهتفون
الاتجاه المعتاد الذى يفترى فيه الطرف الشرير -من وجهة نظر صانعى الفيلم- فى ضرب الطرف الطيب حتى يصير المشاهد مؤهل
نفسيا لما يستحقه الشرير من عقاب سيناله بالضروره قبل اسدال الستار .. فيصير مقبولا أن يكون عقاب الرجل الابيض للرجل
الافريقى حين تتغير موازين القوه لصالحه -ماعرفش ازّاى- عدّة صفعات على وجهه عشان يعرّفه غلطه .. ثم يغرس الفأس الذى كاد الأفريقى يقتله به فى الأرض دون أن يمسّه بسوء و يلتف حوله الرجال الافارقه و اسمعهم فى عقلى الباطن يهتفون
**********************
عاشور الناجى اسم الله عليه اسم الله عليه
**********************
و ينتهى بهذا الصراع بين الرجل الأبيض و غريمه "اللىّ مش أبيض" !! و أقفز أنا من على الكنبه لكتابة هذه المدوّنه تأثّرا بموقف الرجل الأبيض الذى توسّط لإنهاء صراع دام طويلا ..