Tuesday, December 29, 2009

فتاة جالاكسى

تبدو الكتابه فى المدوّنه بعد شهور من الانقطاع عنها أمرا عسيرا حقّا .. كما لو كنت ألتقى بصُحبه بعد طول غياب مع ما يصحب اللقاء من شعور مبدئى بالغُربه لطول البُعد .. و لعلّ هذا الشعور يكون دافعا لى على محاولة تجنّب تكرار هذا الابتعاد ما أمكن و تصديعكم من وقت لآخر بكلمتين ولو أى كلام :)ا

من شهور لعلّها تجاوز العام بدأت حمله إعلانيه لشيكولاتة "جالاكسى" .. كان لافت للنظر فيها -بالنسبة لى- محاولة تركيزها على أنّها شيكولاته "موجّهه" للنساء إن جاز تعبير "موجّهه" فى هذا السياق .. لم تخيّب "جالاكسى" ظنّى و قرأت تأكيدا لهذا المعنى منسوبا لأحد منسّقى حملتها الإعلانيه .. نعم نحن نتوجّه بإعلاناتنا للمرأه بشكل خاص (أو كما قال) و لست أدرى هل هذا بناء على احتفاء النساء بالشيكولاته بشكل أكبر من الرجال أم ماذا !! كانت الإعلانات تركّز على فكرة منح المرأه بعض الوقت لنفسها كى تستمتع فيه بمذاق الشيكولاته الفريد الذى تقدّمه "جالاكسى" فى منتجها .. ولست أدرى لماذا كان المعنى -رغم معقوليته و شرعيته- مثيرا لقدر ما من الاستفزاز لى !! لستُ أدرى حقّا لماذا وجدت فيه قدرا من الاستفزاز أو دعوه للانفصال و التوحّد رغم تقديرى الشديد لفكرة احتفاء المرء بوقت خاص له وحده يفعل فيه -أو حتى لا يفعل- ما يحلو له و يراه محققا لسعادته و رغم أنّى أرى تطبيقا عمليا لهذه الفكره -فكرة الحصول على وقت خاص- لدى صديقاتى المتزوّجات حين نقرّر الخروج معا للاحتفال بعيد ميلاد او مناسبه تجمعنا أو حتى لمجرّد قضاء وقت لطيف .. لكنّى كنت أجد "شيئا ما" فى إعلانات "جالاكسى" يثير الضيق


ثمّ حدث ما جعلنى أعيد التفكير فى الموضوع لدرجة تسميتى لنفسى -بينى و بينها- ب فتاة "جالاكسى" .. فقد انتقلت لمكان عمل جديد من شهور قليله .. و أشعر بحماس شديد له و أظنّنى أبذل فيه كل ما أستطيعه من جهد .. لكن زى ما انتم عارفين "الشُغل عُمره ما بيخلص" و ده مبدئى فى الحقيقه طول الوقت .. لهذا لا أحبّذ كثيرا فكرة العمل فى الأجازه إلاّ فى ظروف قصوى أو اضطراريه فعلا و نفس الموقف فيما يتعلّق بالتأخير فى العمل لساعات و ساعات بعد انتهاء الوقت الرسمى للمباراه .. قصدى للشُغل .. لكن مديرى الجديد -وهو راجل طيّب الحق يُقال- يُلمّح لفكره تثير استيائى بشدّه و تذكّرنى بموضوع "جالاكسى" .. مديرى عنده اعتقاد أنّى بما إنّى لست متزوّجه ولا عندى أولاد و لا مسئوليات عائليه لن أمانع فى قضاء كل وقت فى حياتى أعمل و أكد و اعمل و أكدح !! ولستُ أدرى -للمرّه التالته فى البوست ده- من أين أتى بهذه الفكره المتخلّفه و هى أنّى سأرحّب بقضاء حياتى خلف اللابتوب -الذى أرفض حتى الآن أن أحصل عليه كى لا أتورّط فى مزيد من العمل المنزلى- كى انهى العمل فى أقصر وقت و أسرع فرصه .. و كل ما نتكلّم عن الشغل يكون آخر جمله ينهى بها الحوار :

هاجيب لك لابتوب و تشتغلى من البيت !!


بصراحه فكرة عدم وجود شئ لدى غير المتزوّجات ليشغل فراغهن من الأفكار شديدة السُخف التى تحتاج لقدر مُعتَبر من المراجعه !! ولولا أنّى أعرف من موقف سابق كيف سيكون مديرى مصدوما لو تناقشت معه فى هذا الموضوع بصراحه لقُلت فيه كلاما كثيرا يمكن أن يضايقه !! لأ هو غالبا هيضايقه لأنّه قد يحمل تطفّلا على خصوصياته كما ألمح أنا فى حديثه بهذا الشأن تطفّلا على حياتى و فيمَ أقضى وقت فراغى حيث إن معنديش مسئوليات عائليه !! و أجد نفسى فى بعض الأوقات أستهجن بشدّه فكرة الحديث عمّا أفعله فى وقت فراغى كى أبرّر رفضى للعمل من المنزل و طول الوقت !!


رُبّما يكون الحل الأنسب أن أعرض عليه مشاهدة سلسلة إعلانات "جالاكسى" كى يمكن تمرير فكرة أن لكل إنسان فى هذه الحياه أشياء يمكن أن يصنعها فى وقت فراغه حتى لو لم يكن من أصحاب العيال :) و إن كنت أشك إن الرساله هتوصل ..