Tuesday, April 07, 2009

الشر الجميل

هذه سطور قديمه تذكّرتها هذه الأيّام مع عرض مسلسل "الضوء الشارد" للمره الكتير جدّا و استمرار انطباعى عن بعض العاملين به و ما أثاره من انطباعات أخرى عن أعمال أخرى ..
*******************************************
***************
*******************************************
بمناسبة إن النهارده يوم الإجازه ..قرّرت أنّه لا بأس بمتابعة حلقه من حلقات مسلسل "الضوء الشارد" رغم إنّى تقريبا حفظته مثل كثير من المعجبين بحلقاته مهما أعيدت ..حلقة اليوم كانت حلقة زواج "رفيع" (ممدوح عبد العليم) من "نفيسه" (رانيا فريد شوقى) ابنة "وهبى السوالمى" (يوسف شعبان)

لابد أن أعترف أنّى فى هذا المسلسل أعجبتنى كل الأدوار النسائيه تقريبا باستثناء دور "فرحه" الذى قامت به "منى زكى" .. و كان على رأس الأدوار التى أعجبتنى دور "نفيسه"

لم يعجبنى دور "فرحه" لأنّه يعتبر مسطّح جدّا و يكاد يقترب من شخصيتها الحقيقيه .. بنت مثاليه تقريبا و من ثمّ كل الناس بتحبّها !! و برغم أنّها تظهر فى المسلسل فقيره و ابنة ميكانيكى متواضع الحال إلاّ أنّها تنجح فى كسب قلب "فارس" (محمد رياض) و الزواج منه برغم الطبقيه الهائله التى تبدو فى ثنايا المسلسل .. هذا الشخص الذى تمنّت "نفيسه" الزواج منه فى البدايه لكن مع وقوعه فى غرام "فرحه" لم يعد أمامها سوى الزواج بالشقيق الأكبر "رفيع" ..

وبرغم عدم تحمّس "نفيسه" لهذه الزيجه فى البدايه و خيبة أملها بضياع الحب الأوّل تكتشف فى "رفيع" صفات تجعلها تحبّه و تسعد بالزواج منه !! اليوم فى مشهد الفرح كانت ملامحها هى بالظبط ملامح بنت رضيت بما قسمه الله لها و عندها أمل فى التعويض الإلهى لكن أحداث المسلسل تجعل زوجها يقع هو الآخر فى حب "فرحه" على حين تحرم هى من الإنجاب و يصير مطلوبا منها تقبّل فكرة زواج زوجها ب "فرحه" مع إبقائه عليها زوجه لكرم أخلاقه ..

كنت باحب دايما أتفرّج على أداء "رانيا" و أشعر بتعاطف شديد معها بينما كان يستفزّنى ما كنت أراه برودا و تناحه فى "فرحه" !! دور "فرحه" لم يكن به انفعالات تذكر أو مشاهد قويّه أو صعبه أو اختيارات قاسيه و قرارات هامّه !! بالمناسبه أنا لا أعتبر "منى زكى" ممثله جيّده لأن معظم أدوارها تصب فى منطقة البنت الطيبه الظريفه اللىّ الناس بتحبّها .. أدوار مسطّحه يعنى مفيهاش عمق ولا اختبارات حياتيه حقيقيه .. و برغم أنّها كانت الطيّبه فى هذا المسلسل و كانت "رانيا" هى الشرّيره إلاّ أنّها دفعتنى فعلا للتعاطف معها ..
*******************************************
***************
*******************************************
برغم جماهيريته الشديده لم يخش "رشدى أباظه" القيام بدور "عزّت" فى الفيلم الجميل "ملاك و شيطان" .. لا أدرى لماذا لا يتّسم كثير من نجومنا الحاليين بهذه الجرأه التى تجعلهم يقبلون القيام بهذه الأدوار التى قد تمثّل مجازفه نوعا ما بعد اعتيادهم تقديم أدوار مثاليه .. من فتره شاهدت فيلما مجهولا من بطولة "سميره أحمد" و الفيلم اسمه "بنت بديعه" .. من اللقطات الأولى فى الفيلم تعرف أن دورها بالفيلم سيكون غالبا دور عاهره !! لا أتوقّع طبعا أن تقدّم "سميره أحمد" فى هذا العمر هذا النوع من الأدوار لكنّى صعقت حين سمعتها تبرر مثالية الأدوار التى تظهر بها دائما بأن الجمهور "ماحبهاش" فى الدور الشرّير !! وكأنّها تظهر فى أدوارها لتحصد الحب على المستوى الشخصى و ليس كى تقدّم أدوارا لا علاقه بينها و بين شخصيتها الحقيقيه !!

نعود ل "رشدى أباظه" الذى أظنّه كان قديرا فى إظهار التحوّل البطئ و المنطقى فى شخصية المجرم حين يقابل ببراءه غير عاديه لطفله ظريفه غير متحذلقه "على عكس الأطفال الذين يظهرون فى أفلامنا الجديده و الذين يعتبر البعض قلّة أدبهم و ثقل ظلّهم تفتّح و شقاوه و عفرته" !!

أظن "رشدى أباظه" فى هذا الفيلم كان نموذج رائع للشر الجميل الذى يقنعك أنّه رغم شرّه يمكن أن تحبّه و تتعاطف معه ..
*******************************************
***************
*******************************************
كلّما أعيد مسلسل "رأفت الهجّان" أحرص على مشاهدة المقطع الأخير من الحلقه 13 حيث تحاول "ساره" (تيسير فهمى) إقناع "ليفى كوهين" بالعدول عن فكرة السفر لإسرائيل .. "ساره" رغم سخريتها الواضحه من المصريين فى الحلقات السابقه و سعادتها بالعثور أخيرا على البطل الإسرائيلى المنشود تنفر من فكرة السفر إلى المجهول فى "إسرائيل" و تعترف بعفويه و صدق شديد أنّهم -اليهود- عاشوا فى "مصر" و ولدوا بها ولم يشعروا من قبل بالغربه فيها .. وهم على أى حال يمكنهم إن ضاقت بهم الحياه أن "يحوّشوا قرشين يطلعوا بيهم على فرنسا" ..
أظن لو لم تمثّل "تيسير فهمى" فى حياتها سوى هذا المشهد لكان كافيا جدّا ..
***************
و إلى لقاء آخر مع أشرار طيّبين ..