فى كتاب "خالد الخميسى" حواديت المشاهير حكايتان هما أكثر ما أعجبت و استمتعت بقراءته فى الكتاب بالكامل على الرغم من طرافة معظم فقراته ..
أحدها تتحدّث عن "شريف شنوده" سائق التاكسى المتأنّق صاحب الصوت العميق الهادئ الذى يعشق صيد الأسماك و يتحدّث عن النيل بشاعريه رائعه جعلتنى لا أشك كثيرا أنّه قد يكون من أبناء برجى المائى .. ربّما لأنّى أعشق النيل كثيرا .. "شريف شنوده" تحدّث عن الله بطريقه جعلتنى -قبل أن أعرف اسمه فى نهاية الفقره- أحسبه مسلما متصوّفا أو كما وصفه الكاتب قدّيس فى دير ناء .. "شريف" الذى يجعلك راغبا جدّا فى رؤيته و الاستماع إليه لتقتبس قليلا من سلامه النفسى الرائع و لتشكر الله على وجوده فى هذه الحياه ليقول كلماته البسيطه هذه فتنتعش نفسك بكل سهوله
الفقره الأخرى هى تلك التى اختتم بها الكاتب كتابه و التى أعتقد -من باب التماحيك يمكن- فى انتماء صاحبها بردو لبرجى المائى .. ربّما بسبب حديثه بهذا الوله عن "بيته" و إحساسى أنّه يتحدّث بلسانى .. هذا السائق النوبى متذوٌق الفنون و الرسم على وجه التحديد .. يقول عن بيته أنّه "العش" الذى خرج به من الدنيا و هو يحاول أن يجعل منه "عشّا" مريحا .. زرع فى حديقته نباتات الزينه و اشترى العصافير من البرازيل و أنهى لوحته المنزليه الرائعه تلك بحوض للأسماك ..
تعرف حضرتك و انا فى بيتى بابقى خارج المكان و خارج الزمان .. عينى على السمك و ودنى مع زقزقة العصافير و بشم فى الليل ريحة مسك الليل
و كى أثبت أن شعورى تجاه بيتنا كشعور هذا السائق الفنّان أذكر إنّى إبّان رحلة عمل قصيره للبحرين -أسبوع فقط- كنت أشعر بافتقاد بيتنا جدّا .. لدرجة يوم العوده إلى مصر ترنّمت بكلمات "اللمبى" فى فيلمه "اللّى بالى بالك" التى تغنّى بها قبيل خروجه من السجن
راجع لأوضتى و لسريرى
راجع لفوطتى وبشكيرى
رغم أن لا حجرتى فى بيتنا بفخامة حجرة الفندق ولا البشكير تبعى كبير زى بشكيرهم لكن يبقىالرجوع للبيت هو الحلم
فى هذا الرابط مقال لدكتور جلال أمين حول الكتاب