Wednesday, February 07, 2007

تاكسى


فى كتاب "خالد الخميسى" حواديت المشاهير حكايتان هما أكثر ما أعجبت و استمتعت بقراءته فى الكتاب بالكامل على الرغم من طرافة معظم فقراته ..

أحدها تتحدّث عن "شريف شنوده" سائق التاكسى المتأنّق صاحب الصوت العميق الهادئ الذى يعشق صيد الأسماك و يتحدّث عن النيل بشاعريه رائعه جعلتنى لا أشك كثيرا أنّه قد يكون من أبناء برجى المائى .. ربّما لأنّى أعشق النيل كثيرا .. "شريف شنوده" تحدّث عن الله بطريقه جعلتنى -قبل أن أعرف اسمه فى نهاية الفقره- أحسبه مسلما متصوّفا أو كما وصفه الكاتب قدّيس فى دير ناء .. "شريف" الذى يجعلك راغبا جدّا فى رؤيته و الاستماع إليه لتقتبس قليلا من سلامه النفسى الرائع و لتشكر الله على وجوده فى هذه الحياه ليقول كلماته البسيطه هذه فتنتعش نفسك بكل سهوله

الفقره الأخرى هى تلك التى اختتم بها الكاتب كتابه و التى أعتقد -من باب التماحيك يمكن- فى انتماء صاحبها بردو لبرجى المائى .. ربّما بسبب حديثه بهذا الوله عن "بيته" و إحساسى أنّه يتحدّث بلسانى .. هذا السائق النوبى متذوٌق الفنون و الرسم على وجه التحديد .. يقول عن بيته أنّه "العش" الذى خرج به من الدنيا و هو يحاول أن يجعل منه "عشّا" مريحا .. زرع فى حديقته نباتات الزينه و اشترى العصافير من البرازيل و أنهى لوحته المنزليه الرائعه تلك بحوض للأسماك ..

تعرف حضرتك و انا فى بيتى بابقى خارج المكان و خارج الزمان .. عينى على السمك و ودنى مع زقزقة العصافير و بشم فى الليل ريحة مسك الليل

و كى أثبت أن شعورى تجاه بيتنا كشعور هذا السائق الفنّان أذكر إنّى إبّان رحلة عمل قصيره للبحرين -أسبوع فقط- كنت أشعر بافتقاد بيتنا جدّا .. لدرجة يوم العوده إلى مصر ترنّمت بكلمات "اللمبى" فى فيلمه "اللّى بالى بالك" التى تغنّى بها قبيل خروجه من السجن

راجع لأوضتى و لسريرى
راجع لفوطتى وبشكيرى

رغم أن لا حجرتى فى بيتنا بفخامة حجرة الفندق ولا البشكير تبعى كبير زى بشكيرهم لكن يبقىالرجوع للبيت هو الحلم

فى
هذا الرابط مقال لدكتور جلال أمين حول الكتاب

5 comments:

قلم جاف said...

لم أكن لأتوقع أن ينال كتاب حواديت المشاوير لخالد الخميسي كل هذه الشهرة ، في البداية عندما سمعت عن الكتاب من أسامة منير في البيت بيتك ، والذي استضاف في آخر حلقة شاهدتها قبل أجازة بورسعيد الأخيرة اعتقدت أنه يجامل خالد الخميسي بحكم معرفة سابقة ، لكن الكتاب جد مهم فيما يبدو خاصة بعد ما سمعته من زملاء وزميلات..

وأتفق مع السائق النوبي في فكرة الحنين للبيت ، أنا شخصياً واحشاني المنصورة وواحشني الشغل ، رغم إن الزيارة الأخيرة لبورسعيد كانت شهادة على ساحليتي ومائية برجي (بدليل إني في ذروة النوة كنت واقف باتفرج على البحر.. تقليد عرفت فيما بعد إنه من تقاليد أهل السواحل)!

قبل الطوفان said...

الحنين

إنها كلمة السر في حياة كثيرين

نحب.. فيأخذنا الحنين إلى المدن التي ننتمي إليها والأحباء الذين نفتقدهم والميادين التي تعرفنا

أما الكتاب فهو بسيط لكنه جميل..ربما لأنه ينام في حضن البسطاء ويحكي عنهم "حواديت" تمس القلب

زمان الوصل said...

أعتذر على التأخّر فى التعليق على تعليقاتكم :)

قلم جاف

أنا أيضا حين حكى لى أحد أصدقائى عن الكتاب لم أتحمّس له كثيرا ؛ ثم ذهبنا لمعرض الكتاب و نظرا لعرضه فى جناح دار الشروق التى تغلّف كتبها بغلاف من البلاستيك لم يكن ممكن الاطّلاع على ولو صفحه منه × ثم اشترى أحد المرافقين الكتاب و تسنّى لى فتحه و الاطّلاع على صفحه واحده كانت كافيه جدّا لاتّخاذ قرار بشرائه .. ماما تتوقّع تحويله لمسلسل :) لكن هيحذفوا إيه ولاّ إيه ولاّ إيه الكتاب معظمه نقد للأوضاع بمصر


عزيزى ياسر

الكتاب كذلك به لمحه جميله جدا و دافئه عن العلاقات الأسريه بمصر ؛ أعجبتنى جدّا إشارة أكثر من سائق لنوع من تحكّم الزوجات أراه حميميا جدّا .. مثل أن يقول أحدهم أن زوجته تصرّ على أن يشرب الأبناء لبن كل يوم رغم التكلفه الباهظه التى يتحمّلها فى سبيل هذا ..
"ولادى لازم يشربوا لبن كل يوم"
رغم أن "تحكيم الرأى" فى بعض الأحيان يكون مكروه لكن هذا النوع من التحكّم الأسرى كان فى غاية الدفء ..

karakib said...

سمعت عن الكتاب ده كتير أوي

Anonymous said...

كتاب حلو أوي

أنا على فكرة بنشر حواديت منه على مدونتي