Friday, March 16, 2007

تشترى كلب؟

كنت اليوم أسير فى منطقه شبه شعبيه ؛ لهذا لفت نظرى جدّا منظر ولدين فى مرحلة المراهقه كلّ منهما يمسك سلسله طويله فى نهايتها كلب "لولو" أبيض !! لا مانع من تركه يتشمّم أقدام الناس أو يقفز عليها بصرف النظر عن الاستياء او الضيق الذى قد يحدثه هذا !!

ذكّرتنى الصوره التى تحمل بعض التناقضات بأولئك الأطفال الصغار الذين طالما رأيتهم يصرّون على العدو خلف الكلاب الضالّه -صوره معكوسه هى الأخرى- و حين يمسكون بأحدها يربطون فى رقبته حبل أو قيد من أى نوع ثم يبدأ التعامل معه على اعتباره الحيوان الأليف تبعهم !! ما كان يثير ضحكى و ألمى فى نفس الوقت أن مفهوم الحيوان الأليف كان يبدو -من وجهة نظر هؤلاء الأطفال- هو مجرّد الإمساك بالكلب الضال و سحبه خلفهم بالحبل طول فترة لهوهم بالشارع !! وليس مثلا تدليله أو إطعامه أو الذهاب به لطبيب بيطرى !! بديهى جدّا أن يكون كثير من هذه الأمور خارج نطاق قدراتهم الماديّه و الأسريه لكن إذا كان ذلك كذلك فما المتعه فى "سحل" الكلب المسكين جيئة و ذهابا !!

تجربتى الشخصيه فى اقتناء حيوان أليف تعتبر فقيره لحد كبير .. حين كنّا أطفالا وجدنا -أصدقائى و أنا- قطّه وليده فقرّرنا استضافتها فى البيت حتى تصبح حيواننا الأليف .. خاصة و تغذية القطّه بسيطه ولا تتطلّب سوى شراء كيس من اللبن المبستر -هكذا تصوّرنا- و محاولة إجبارها كل خمس دقائق على شرب اللبن !! و الاستغراب الشديد لماذا لا تشرب هذه القطّه الفقريه التى كانت منذ فتره وجيزه عرضه للتشرّد !! ولم تكن أسرتى فى الحقيقه متحمّسه لاقتناس حيوان أليف بالبيت لكن القطه صغيرة الحجم كان سهل جدّا إخفاءها عن العيون خاصة وهى لا تموء بصوت عال !! لكنّى لا أذكر أنّنا ربطنا فى عنقها حبلا .. ربّما بسبب صغر حجمها الشديد الذى كان يجعل حملها هو الحل الأمثل و افتراض أنّها لو تركت لنفسها فى الشارع سوف تأتى خلفنا باختيارها دون قيد أو شرط !! ولا أذكر كذلك المصير الذى انتهت إليه القطه الرماديه الجميله و إن كنت أعتقد أن الحال انتهى بها فى بيت إحدى الصديقات .. لكن هذه التجربه على ضحالتها الشديده و قصر فترتها هى التى تجعلنى كلّما رأيت مشهدا من هذه المشاهد التى يهرب فيها الكلب من الأطفال -على عكس المتوقّع- أضرب كفّا بكف و أقول "مش فاهمه"

7 comments:

قلم جاف said...

اللوحة تختلف عندنا قليلاً ، أعرف أناساً من منطقة شعبية يفعلون نفس الفعل ولكن مع كلب لا يمكن تصنيفه ضمن فصيلة اللولو.. بل إنه ينتمي بجدارة لفصيلة "الدوكش"!

من الممكن أن يكون كلب اللولو أليفاً ، لكن هل يمكن افتراض ذلك بالنسبة لكلب الدوكش؟

صاحب هذه السطور يخاف من الكلاب ويكرهها!

قبل الطوفان said...

هناك يا عزيزتي من يجهل أبسط أصول التعامل مع أخيه الإنسان ويحتاج لتوعية بشأن معنى حقوق الإنسان.. فهل تتوقعين من هؤلاء أن يفهموا سبل التعامل مع الحيوان الأليف أو الضال؟!

طبعاً هذا لا علاقة له بالتحضر وإنما يضرب بجذوره في سلوكياتنا وأخلاقياتنا..لو كنا نعلم

كلب..قطة.. أو حتى حمار.. لا فرق عندنا..فهو في نظرنا حيوان..وما أدراك ما هو مفهومنا للحيوان في بلادنا!

karakib said...

و من أين يأتون له بطعام و هم أنفسهم لا يأكلون
من يحاسب الفقراء اذا حلموا أنهم جلسوا علي كرسي السلطان خمسة دقائق يا عزيزتي

زمان الوصل said...

عزيزى شريف ..

الأمثله التى ذكرتها حول الأطفال الذين يربطون حبلا حول رقبة الكلب لم يكن البطل فيها كلب "لولو" بل كلب عادى كالذى تراه فى أى شارع .. لكن رؤية الكلب "اللولو" فى المنطقه الشعبيه هو ما ذكّرنى بالمشهد بالكامل
===================================

عزيزى ياسر ..

الفكره أن الأطفال -فى افتراضى- يكونوا لسّه فيهم أمل أن يكونوا أكثر رحمه !! لكن مشهد الأطفال المجتمعين حول قطّه أو كلب ضالّين للتلهّى بتعذيب أى منهما مشهد صار مكرّرا ومن فتره طويله !! ولازلت فعلا لا أفهم المتعه التى يحصلون عليها من هذا !!
===================================

عزيزى هانى :)

أنا أتفق معك تماما فى عبثية افتراض نّهم سيقومون بإطعامه أو علاجه !! لكن هل معنى هذا أن يكون البديل هو تعذيبه !! أكيد تعرف منطقة "سوق الحمام" حيث كنت ترى كثير من الشباب يتاجر فى أسماك الزينه و أنواع الطيور المختلفه .. حقيقة كنت أحترم هؤلاء الشباب جدّا فهم يجمعون ممارسة هواية تربية حيوانات أليفه إلى التجاره فيها بدون إيذاء أو تعذيب .. الموضوع ممكن يعنى

Anonymous said...

أنا تقديري لموقف العيال دول أنهم يعيدون إنتاج مشاهد العنف والضرب والتعذيب التي يشاهدونها في العالم الواقعي وأيضا التي يشاهدونها في المصارعة الحرة والأفلام الأجنبية والعربية فيصبح الحيوان مفعولا به سهل التعامل معه وهم يضعون كذلك عصا في دبر الحمار أو الحصان وأحيانا يضعون حبلا سميكا في الجاز ثم يربطون به رقبة الكلب ثم يشعلون الحبل!!! بالمناسبة أنا أيضا يصيبني الرعب من الكلاب وأمقتها بشدة وأشعر بالقرف الشديد لمجرد رؤية الكلب حتي لو كان كلب ابن بيه من اللي بيركبوا العربيات الفخمة دي ونشوفهم في مارينا ، بس مش لدرجة إني لا أتأثر بمنظر تعذيبه، في الواقع أنا باتعب نفسيا جدا من المناظر دي.

زمان الوصل said...

مختار ..
هى وجهة نظر وجيهه جدا ؛ كنت فعلا أتحدّث مرّه مع صديق قضى فتره طويله من عمره المديد فى أمريكا بعد فترة طفوله و شباب فى مصر ؛ و كنت أتحدّث عن فكرة لهو الأطفال بالقطط على طريقة إلقائها من دور عالى مثلا لمشاهدة قوّة امتصاص أقدامها للصدمات !! أو يا ترى هتعيش ولاّ هتموت !! و أبدى هذا الصديق وقتها انزعاجا شديدا من دلالة هذا على التركيبه النفسيه لهؤلاء الأطفال و ما ترشّحهم له فى المستقبل !! و إشعال النار فى الكلاب هذه أيضا أعتقد انّى رأيتها !! بس أنا شخصيا تعاطفى الأكبر يكون من نصيب قطط الشوارع المشرّده السوداء التى يتشاءم الناس منها !!

karakib said...

يا عزيزتي اللي قاله مختار العزيزي كلام حقيقي جدا
و كل واحد يضربني علي وجهي هو فالأساس مضروب علي قفاه من واحد أتضرب بالشالوت ... و اللي ضربه بالشالوت كان مقهور في شيء ما
و ده بيفسر ظواهر التحرشات الجنسية الجماعية فهو ليس جنس و أنما عنف
دي تدوينة كاملة عندي لسه ما نزلتش هاشرح فيها سلوك القرود المنتمين لفصيلة الفقاريات العليا مثل الأنسان تماما حينما يمارسون الأنحرافات الجنسية و الايذاء الجسدي نتيجة للأزدحام و تكون دائما ضحايا هذة التحرشات الأناث و الأطفال و بعض شباب القرود الضعفاء
و في مجتمعنا البشري الأطفال دي مش ممكن تأذي الا الكلب ده
اللي بيعملوه ده نتيجة لحاجات كتير أوي