Tuesday, September 11, 2007

نقفل الشبّاك ولاّ نفتحه ..

وجدتنى اليوم أعلّق على موضوعين نشرتهما جريدة البديل و كل تعليق يبدو -على الأقل ظاهريا- سائرا فى اتّجاه مخالف للآخر ..

الموضوع الأوّل بعنوان
الصحافة المصرية .. كتبة الامن والتحريض على مزيد من القمع وكان عن الأقلام التى هاجمت تناول الصحف المعارضه و المستقلّه لشائعة مرض الرئيس "مبارك" .. و كان تعليقى باختصار مفاده أنّه لا يمكن اعتبار صحافه تعتمد على جمل مثل "إن صّح ما سمعناه عن كذا" أو "إن صحّت الشائعه التى راجت عن كيت" صحافه نزيهه !! هى يمكن تسميتها صحافة "إن صحّ" وقد يكون من الظلم حتى أن تسمّى من الأساس "صحافه" .. ممكن تسمّى "قعدة فسحه" أو "شاى العصارى" إلى آخر تلك التعبيرات التى تعبر عن ثرثرات ودّيه وليس صحافه تتحمّل مسئولية ما تنشره .. شعورى تجاه هذا الموضوع تحديدا أن كثيرين و بسبب غضبهم من سياسات الرئيس "مبارك" على استعداد للتغاضى عن تقاليد العمل الصحفى على طريقة "عدو عدوّى يبقى حبيبى" !! بينما أنا شخصيا لست من المعجبين بصحافة الفسحه هذه

الموضوع الثانى كان بعنوان
بلاغ من عصفور والغيطاني والبساطي ضد البدري "محتسب مصر الجديد "

وكان تعليقى -الذى لم ينشر بعد ولا أدرى إن كان سينشر أم لا- هو التساؤل : ولماذا لا يتقدّم ثلاثى المثقّفين ببلاغات مماثله ضد المحامين الذين يرفعون قضايا نيابة عن رئيس الجمهوريه و غضبا له على صحفيين لابدائهم آراء و مواقف قد تبدو مهاجمه للرئيس !! الحقيقه أنّهم هم أيضا محتسبين جدد ولكن على طريقتهم الخاصّه جدّا و يبدو ان لقب "مثقّف" هو الحمايه الجديده التى يمكن من خلالها لأى شخص أن يمارس الحسبه دون أن يتّهم بالرغبه فى الوصايه او الحجر على غيره !!

5 comments:

قلم جاف said...

تفسيري لذلك أن هناك شلة من المثقفين وبالذات المحسوبين منهم على اليسار المصري اعتادت الانتقاد والصراخ واتهام النظام بسبب وبدون سبب في الوقت التي تطلب فيه حريات وامتيازات من النظام كمنحة وعطية بيج بوسية..

شلة من هذه الشلة(رفعت السعيد مثالاً) قررت أن تكون أكثر صراحة لتتحول إلى بوق للنظام بوصفه الطرف الوحيد الذي سيحقق مصالحها-ولتذهب الشعارات في ستين ألف داهية-أما الشلة الأخرى ومنها المذكورين فقد قررت الصمت وتبني الموقف التي اشرتِ إليه في تدوينتك القيمة..

ابتسمي.. أنتِ في حضرة اليسار المصري..ودقي يا مزيكا!

كل عام أنتِ بخير..

ألِف said...

بغض النظر عن اليسار المصري و عيوبه، فمنطقك يا زمان الوصل لا يستقيم لأنه لا يمكن مساواة من يرفع قضية حسبة على أشخاص ليفرق بينهم و بين أزواجهم، أو يطالب بإعدامهم أو جلدهم أو بيع أثاثا بيوتهم، بمن يكتب في الصحيفة ينتقد ما نعرفه واقعا من صحف المخبرين.

يعني لا يصح أن نتجاهل ما نعرف أنه ظلم و فساد بيّن فقط لأجل أن نثبت مدى انحراف المستجير

لم أفهم معنى "قضايا نيابة عن رئيس الجمهوريه و غضبا له على صحفيين لابدائهم آراء و مواقف قد تبدو مهاجمه للرئيس

هل ترى أنه من حق أشخاص غير ذوي صفة التقدم ببلاغات دفاعا عن الرئيس؟

لم؟ هل الرئيس هو أيضا ممن ينطبق عليهم قول "إلا رئيس مصر" أو "يا حبيبي يا رئيس مصر"؟
رئيس مصر "صفة" وظيفية ليس أكثر، و من محددات حاملها أن يتحمل النقد الجارح، في رأيي، و ليس كأي مواطن عادي مثلي و مثلك. و لا يجوز أن ينبري بعضنا بالمزايدة و التزلف و "الغضبة" المقدسة في سبيله.

و لو تركنا هذه المواقف المعقدة و لجأنا إلى منطق الأطفال: فمن البادي؟

المحتسب تطوع و كلف نفسه لينتقم ممن لم يتعرض له.
و الصحفي الأمني تكلف و أتعب نفسه ليحرض على شخص انتقد أو حتى سب رئيس الدولة.
فما الذي فعله الصحافيون الذين وصفتهم باليساريين غير أنهم اشتكوا من سبق و حرض ضدهم شخصيا؟

زمان الوصل said...

طيب ممكن يا "ألف" تقول لى كل جزء من تعليقك يشير لأى خبر من الخبرين؟ ما فهمته أنّك تعلّق على الخبر الثانى و ردّى سيكون على هذا الأساس ..

أنا لم أطلب تجاهل فساد بيّن لإثبات أى شئ ..

أنا فقط أستغرب كثيرا لماذا ترفع قضيّه على المحتسبين فقط ولا ترفع كذلك على المحامين من المدافعين عن الرئيس دون أن يطلب منهم أحد ذلك !! و أعتقد أن المعنى الذى أقصده عكس المعنى الذى وصلك تماما .. لأنّه لو رفعت مثل هذه القضايا ربّما توقّف هؤلاء المحامين الباحثين عن الشهره عن هذا الفعل السمج وحتى يحدث هذا يظل سؤالى متعجّبا : لماذا لم يقم المثقّفون بدورهم إزاء كلا النوعين من المحتسبين .. من هم على شاكلة "يوسف البدرى" و غيرهم من المدافعين عن الرئيس بدون مناسبه .. ولاّ الإجابه فى مكانها المعتاد؟ بطن الشاعر ..

يا ريت لو كنت ردّيت على سؤال لم يكن هو ما تقصده أن توضّح لى عسى أن أكون أقدر على التوضيح فى مرّه قادمه

عمرو عزت said...

قلم جاف :
هناك مثقفون و سياسيون كثر : يسار و قوميين و اسلاميين و ليبراليين اعتادو الصراخ و اتهام النظام بما فيه و ليس فيه . ثم ان كل الاطراف تقريبا يناشدون النظام و الرئيس المنح أو يعتبرون ذلك ضغطا عليه و إحراجا مثلا , في ظل افتقار معظم التيارات لأدوات ضغط أكثر فاعلية.
لا أدري ما خص اليسار , و هو فيه ما فيه , في هذا الأمر؟
و الصحف المتورطة ليست كلها محسوبة علي اليسار ؟

زمان الوصل :
لو أنني صحفي و سمعت أن شائعة تتردد في مكان ما بأن هناك كذا و كذا بحيث صارت حديث الناس في المقاهي و المواصلات , من واجبي كما قلت أن أذهب و أستطلع أمر هذه الشائعة و التحقق بشأنها .
متفق معك إلي هذا الحد .
و لكن فيما يخص صحة الرئيس أو وفاته , فهو موضوع لا يمكن تجاهله , كما أن المعلومات محجوبة عن الناس لدواع أمنية .
فلا الموضوع يمكن التغاضي عن الحديث فيه , و في نفس الوقت لا يمكن التحقق منه صحفيا . ما العمل ؟
أعتقد أنني لا يمكن أن أتهم الصحف التي نشر تساؤلات عن الشائعة دون أن تؤكدها محملة المسؤولية من حجبوا المعلومات عن اضطرارهم لذلك , و أظن أن الصحف لم تتجاوز ذلك في معظم ما نشرته .

بالنسبة للامر الثاني
فلا أفهم كيف يمارس مثقفون أو أدباء حسبة أو وصاية و لا يتهمهم أحد بذلك .
ما أفهمه أن الجدل و النقد مهما كان عنيفا لا يدخل في باب " الحسبة " بحسب المعنى الذي نستخدمه اليوم , بحيث صار الأمر يؤدي كما قال ألف لغرامات و حبس و تفريق بين الأزواج .
ثم إن ما ذكرته عن مواجهة المثقفين و الصحفيين لمحامي التقاضي نيابة عن الرئيس ممكن , و لكن عدم فعله لا يعد حجة علي أحد , ربما يعد اقتراحا .
و لكن لا أفهم لماذا صاروا " محتسبين جدد" لأنهم لم يفعلوا ذلك , أو لأنهم فعلوا شيئا لم تذكريه أو لم أنتبه لإشارتك إليه .

زمان الوصل said...

عمرو عزّت ..

ليس لدىّ ما أختلف معك بشأنه فى موضوع حجب المعلومات ومن ثمّ لجوء الصحفى لنشر ما يرد إليه من شائعات دون وجود قدره لتأكيد أو نفى ما ينشر .. ولا أعرف من وجهة النظر الصحفيه ما التصنيف الذى يمكن أن توضع تحته مثل هذه الأخبار المعتمده على شائعات لا يمكن نفيها أو تأكيدها !!

بخصوص موضوع الحسبه و ما ذهبت إليه من أنّه إذا لم يتمسّك المثقّفون بموقفهم المناهض لمن يريدون كبت حريّات الآخرين فى التعبير فهذا قد يعدّ اقتراحا لكن عدم فعله لا يعدّ حجّه !! إنت متأكّد أن هذا لا يعد حجّه عليهم بأى شكل من الأشكال أو ممارسه لانتقائيه غير مفهومه أو مبرّره !! الحقيقه هذا الموقف تحديدا يدفعنى فى كثير من الأحيان للتشكّك فى نزاهة هؤلاء المثقفين "أعنى نزاهة هذا الفعل تحديدا و كونه يعبّر عن رغبه حقيقيه فى إطلاق الحريّات" لأنّه موقف لا يضع الجميع تحت مظلّته دون سبب مفهوم لى على الأقل .. بيفكّرنى بموقفنا حين ننتقد الغرب لكيله بمكيالين فيما يتعلّق بموضوع الحريّات و حقوق الإنسان ..