Friday, October 12, 2007

الطبقيه فى المسلسلات الرمضانيه

لم أتابع سوى مسلسلا واحدا فى شهر رمضان وهو "قضية رأى عام" .. باقى الأعمال كنت أشاهد لقطات منها صدف أو لتزامنها مع وقت السحور مثلا .. المهم أن سوء الحظّ أوقعنى فى مشاهدة لقطات لمست فيها نبره طبقيه لم أسترح لها .. آخرها كان اليوم -آخر أيّام الشهر الفضيل- و مع آخر حلقات مسلسل "قضية رأى عام" يدين ابن الوزير الفاسد -الأب و الابن فاسدان- والده لانشغاله عن تربيته بجمع المال و الجرى وراء النفوذ فيقول له :

- عارف مين كان مرشدى و ناصحى؟ عم فلان السوّاق .. أمّا كنت أحب أتعلّم حاجه أو أسمع نصيحه أروح له .. عم فلان كان أبويا .. واحد أبوه سوّاق منتظر يطلع إيه !! "أحمد زويل" مثلا !!

الحقيقه الحوار فى غاية التناقض و الاستفزاز !! إذ ها هو الوزير لم يخرج لنا "أحمد زويل" و إنّما أنتج مجرم عتيد فى الإجرام رغم حداثة سنّه !! غاب عن مكانه كأب و تركه للسوّاق !! أليس السوّاق رجل شريف فى نهاية المطاف !! ولماذا يستكثر مؤلّف العمل أن ينجب السوّاق من يطاول "زويل" فى القامه و المقام إذا كان لا ينشغل عنه و يؤدّى دوره كأب تجاهه على أكمل وجه !! ختام يعكنن ..

المشهد الآخر كان فى مسلسل "حماده عزّو" الرجل الذى لا يشغل عقله سوى الجرى وراء متعه و ملذّاته له ابن أنجبه من خادمه تزوّجها فى مقتبل العمر .. الابن يعيش مع أمّه ذات الحال البسيط و تحبّه ابنة الجيران التى يعمل والده سبّاك .. بدون أى مناسبه تتحدّث والدة "حماده" إليه عن البنت التى تحب ابنه ثم تحشر هذه الجمله فى الحوار

- فلانه بتحب فلان .. و أبوها سبّاك

فيلوى "حماده" بوزه استغرابا و يردد خلفها "سبّاك" !! ولا نفهم نحن كمشاهدين هل يفترض أن نضحك مثلا !! أنا وقتها حاولت أتخيّل أحاسيس تلميذ فى المدرسه والده بيشتغل سبّاك و قعد ببراءه يتفرّج على "يحيى الفخرانى" لما له من حضور طاغ و إعجاب حتى من الأطفال و يرى هذا الانطباع عن مهنة والده !! أعتقد وقتها أنّه لن يكره "الفخرانى" بل سيكره والده و يستعرّ منه و من اليوم الذى نسب إليه فيه !!

و أخيرا .. حديث دار بين "تامر و شوقيه" حول أحلام كل منهما حول مهنة الابن الذى ينتظرانه !! و حديث "شوقيه" عن حلمها أن يمتلك ابنها "فرنه" وما صاحب هذا الحوار من نظرات استعلاء و اشمئزاز من "تامر" و أسرته !! يعنى لو بعث "صلاح جاهين" من قبره ليعيد كتابة فيلم "خلّى بالك من زوزو" هيكون صعب عليه يضع جملة "زوزو" الشهيره (أنا لو كانت أمّى فرّانه كنت رجعت من الجامعه وقفت مكانها فى الفرن) و سيكون وقتها بحاجه للبحث عن مهنه أشيك لا تجلب عليها نظرات الاشمئزاز و الاحتقار .. و حسبنا الله و نعم الوكيل

8 comments:

bluestone said...

أكيد طبعا لان مفيش وزرا بينجبوا اولاد فاسدين .. أمال اختاروه وزير ازاي؟؟
انما سواق مفهومة ..

المشكلة انه فعلا فيه تيار خفي في كل الدراما المصرية اللي بتتعرض في رمضان زي ما يكون هدفه ترسيخ فكر ما داخل رؤوس المصريين بطريقة الحشو على يد النجوم
السنة اللي فاتت كان عام مغازلة رجال الأعمال .. وان بعض الظن اثم وان مش كل الحيتان في البلد حرامية ولما تقروا الجرايد ما تصدقوش عنهم حاجة

اما السنة ونظرا للأحداث الجارية فان الموضة هي رجال الشرطة ..
والغزل السنة صريح ومباشر كمان
فكل رجال الشرطة حلوين وطيبين وبيعانوا يا حرام مع الشعب ولاد ...

من اول مسلسل رأي عام وشخصية سامي العدل
ومسلسل حماده عزو وشخصية ابنه الظابط
ثم المسلسل اللي خصص بالكامل للدفاع عن ضابط اتهم بتعذيب مواطن لكن يا حرام الشعب هو اللي وحش والظابط هو احسن وانضف واحد في المسلسل كله وده مسلسل الفريسة والصياد ..

حتى الدراما بقت موجهة .. حاجة تقرف

قبل الطوفان said...

إنها الصور النمطية التي استكان إليها المجتمع واستسهلها المؤلفون

رجال الشرطة المحترمون دائماً، الصحفيون إما على طريقة نادية الجندي أو بأسلوب مسلسل "الدالي"، التطرف قرين التدين كما هي الحال في صورة الشاب في "يتربى في عزو"

أما الطبقية، فهي للأسف مؤلمة ومزعجة..والأخطر منها العنصرية.. وهكذا كان رد فعل "حمادة عزو" هو الدهشة والضيق عندما علم بأن ابنة قريبه تحب وتريد الارتباط بشاب أسمر البشرة، فقال لها " بس ده زنجي"! و"أسمر قوي"!
إنهم يكرسون الطبقية ويهللون للعنصرية في أقبح أشكالهما..ثم يجدون من يصفق لهم ويمنحههم الجوائز والأوسمة

قلم جاف said...

الطبقية في الدراما المصرية حديث ذو شجون.. خاصةً في سنوات سابقة.. وكثيراً ما كانت تستغل - في كل اتجاه - من أجل فرض وجهة نظر أو تسول تعاطف الناظرين..

اللعبة كالتالي : فمن أجل تعاطف المشاهد الفقير خلي كل الفقراء طيبين وكل الأغنياء حرامية.. ومن أجل تحقيق التطلع الطبقي للمتفرجين وتثبيت صور نمطية معينة اعمل العكس..

والأمثلة على قفا من يشيل كما يقول التعبير الدارج.. ولله الأمر من قبل ومن بعد..

Anonymous said...

أنا فعلا شفت المشهد بتاع قضية رأي عام واتخنقت من الجملة اللي الواد قالها وبعدها بدقائق حاولت أراجع نفسي فقلت أن من المنطقي أن تخرج هذه الجملة من شاب مجرم سكير ومدمن ، وأن هذه الجملة تأتي متناسقة مع الخط العام لشخصيته في اللقطات التي رأيته فيها حيث يبدو أنه يضع آمالا كبيرة علي نفوذ وسطوة أبيه، وينكر ويكابر في القضية ولا يملك أي شعور بالذنب أو إعتراف بالجريمة، وبالتأكيد له نبرة تعالي في كلامه عن باقي المجتمع وطبقاته الممحونة. يعني لو قال جملة فيها احترام للسائق سيكون ذلك بمثابة
out of character

لكن هل جموع المشاهدين ستضع الجملة في سياقها مع شخصية الولد رامي المغتصب؟ أم سيميل المشاهد إلي احتقار السائق ومهنته دون النظر إلي الصورة الكلية لشخصية رامي وما تفرزه من أفكار وعبارات؟

أعتقد أن الاحتمال الثاني أقوي وسينظر المشاهد بدونية لمهنة السائق ومهنة الكنّاس.

بالأمس كنت أتحدث مع زوجتي عن مهنة الكنّاس بالذات واتفقنا أن مهنته أصبحت شتيمة متداولة. وقالت زوجتي أن عمال النظافة غير موجودين في العيد وها نحن نشم رائحة قذرة منبعثة من أكوام القمامة لأن العمال الذين يجمعون "زبالتنا" غير موجودين. الزبالة زبالتنا في الأول والآخر باردو.

للأسف هناك مهن كثيرة تفقد الإحترام في ظل طغيان قيم الكسل والتهليب. أصلا العمل الشريف بصفة عامة فقد قيمته. يعني من الممكن أن نجري إستطلاعا عاما بسؤال: أيهما أفضل للمجتمع الكنّاس الذي يراعي ضميره ويجتهد في عمله أم هيفاء وهبي أم ضابط الشرطة الجبار أم طبيب الأطفال الخايب ... ؟

زمان الوصل said...

---------------
عزيزتى بلو ستون
---------------
السنه اللىّ فاتت كانت صدمه لكثيرين أن ينتهى مسلسل مثل حضرة المتهم أبى بادانه جماعيه للفقراء و الاغنياء على طريقة امى اما كانت تغضب مننا ولا تحب معاقبة المخطئ لوحده فتقول لنا كلكم زفت !! انا كنت باتخنق جدا من الطريقه دى و أراها حتى الآن قمّة الظلم
و يبدو كما قلتى أن التيّار هذا العام لصالح رجال الشرطه .. حاجه تقرف فعلا


----------
عزيزى ياسر
----------
لم ألحظ هذا المشهد الخاص بالحديث عن زنجية حبيب الابنه و المؤسف ان حتى من شاهدوا الحلقه و لاحظوه لم يتوقفوا اصلا عنده !! و كثيرون لم يستفزهم اصلا كثرة حديث حماده و اسرته عن السباك و ابنته انبهارا باداء يحيى الفخرانى و هذا ما يقلق .. ان تكون شعبية بعض النجوم هى الطريق الذى يتسلل له اصحاب افكار رديئه لعقول المشاهدين من غير ما ياخدوا خوانه :(


-------------
عزيزى قلم جاف
-------------
زمان كان فيه كليشيهات يحفظوا بها ماء وجوههم من قبيل ان العمل الشريف لا يعيب صاحبه حتى لو اثبت العمل انه لا يقتنع بهذا !! دلوقت بقى التحقير و الاستهزاء عينى عينك من غير اى شعور بالذنب !!

---------
عزيز مختار
---------
انا ايضا بعد كتابة المدونه قلت ما المؤلف هيقول يا جماعه هذا يقال على لسان ابن وزير طبيعى يكون بيبص للناس من فوق و أن هذا متسق مع الشخصيه إلى آخره .. لكنى وجدتنى ارد على نفسى بالتساؤل:

بس ده مش بيكون موقفنا لو حد فى فيلم اجنبى مثلا تكلم عن الاسلام و المسلمين او العرب بصوره سلبيه !! ولو فكرنا نحن فى اظهار مسلم متطرف يتحدث عن المنتمين لديانات أخرى بصوره سلبيه لقامت الدنيا ولم تقعد رغم اتساق الكلام مع شخصية القائل !! فى الحالات دى يطلب من المؤلف اظهار معادل موضوعى يوضح رؤيته و الا كل مبدع يكتب على لسان ابطاله ما يقولونه فى الحياه العاديه من غير ما يكون له هو شخصيا راى و رؤيه فيما يجرى على لسان ابطاله !!

Anonymous said...

استفزتني نفس الجملة جدا , خصوصا ان المشهد كله كان فيما يبدو محاولة لتلخيص أسباب فساد الابن

مش بس الطبقية و العنصرية , من زمان و انا ناوية اكتب عن اعتبار "المختلفين" ثيمة للضحك , قصار القامة مثلا , و خصوصا بقى السخرية في أغلب الأفلام القديمة من لابسي النظارات :D
أصل موقفي من الأخيرة شخصي :D:D:D

كل سنة و انت طيبة يا زمان الوصل

زمان الوصل said...

عزيزتى بلو روز ..

لسّه راجعه حالا من مدوّنتك و قلت أوّل ما شفت عنوان التدوينه قبل الأخيره "بصصصصصصصصره"
بس ده شئ متوقّع بسبب سخف الجمله و تناقضها مع الواقع الذى يعيشه قائلها !!

يا ريت فعلا تكتبى التدوينه التى أشرتى لها حول تعامل فنوننا مع "المختلفين" و السخريه منهم لأن المؤكّد أن هناك فئات عديده تأذّت من هذا التعامل الذى يظنّ أصحابه بأنفسهم خفّة الظل بينما هم عديمو الإحساس

على فكره فيه مقال جميل جدّا كنت قد قرأته فى موقع "المندره" وهو منتدى حركة "كفايه" يتحدّث عن العنصريين الجدد فى السينما المصريه و يدور حول السخريه من أصحاب البشره السمراء فى أفلامنا بس اللينك بتاعه على جهاز الشغل فبكره إن شاء الله أبقى أضيفه ..

كل سنه و انتى طيبه :)

دينا فهمي said...

معاكي تماما في كلامك عن المهن اللي احتقروها في المسلسلات
شوفت المشاهد دي وفعلا جالي نفس الأفكار

حسبنا الله ونعم الوكيل