Friday, March 20, 2009

بدون عنوان ..






لم أكن أنوى كتابة أى شئ له علاقه بعيد الأم !! بكل صراحه كده .. لم يكن الأمر فى ذهنى على الإطلاق .. ربّما لصعوبة الأمر و ربّما لأن الموضوع خاص و شخصى فما الذى يمكن أن أكتبه لأمّى على هذه المدوّنه !!


لكن المنتديات التى أشترك فيها بالقراءه و المتابعه تجعل للموضوع زخم -الكلمه دى باتلكك عشان استخدمها- يجعل الفكاك من فكرة الحديث عن الأم فى عيدها شبه مستحيل .. البعض تحدّث عن أجمل أغانى الأم و أكثرها التصاقا بالذاكره و البعض تحدّث عن الأم فى السينما ومن هى أفضل من أدّت هذا الدور بصوره دفعتنى لمحاولة تذكّر نماذج للأمّهات فى الروايات و الأدب فلم أجد سوى النموذج الأشهر -غالبا- وهو ست "أمينه" زوجة المخيف المتجبّر "سى السيّد" و إن كنت -مثل كثيرات غالبا- لا أحب نموذجها برغم ثرائه الشديد فى الروايه و الذى جاء بعمق أكبر ممّا كان على الشاشه ..



نموذج الأم الذى تذكّرته خلال قراءتى للموضوعات السابق ذكرها كان نموذج قد يكون غريبا بعض الشئ :) وهو نموذج "سعاد
حسنى" فى فيلم "غريب فى بيتى" .. فعلا كنت أراها فى هذا الفيلم "نموذج" لأم مصريه متعبه من غير شعارات أو زعيق بحاجه إنسانيه ماسّه لمن تتشارك معه الحياه و تتتقاسم معه صعوباتها و جمالها .. "تحيه كاريوكا" كمان فى "أم العروسه" كانت بديعه .. كنت أشاهد الفيلم اليوم و أبتسم كلّما ظهرت و أشعر بها أم حقيقيه و حبّوبه جدّا .. و ربّما أصدقائى على "فيس بوك" يتذكّرون وقتا اخترت فيه صوره قديمه ل "تحيه" كصوره رمزيه لى .. لابد أن أعترف أن أكثر أمّهات الشاشه اللاتى أكرههن هى "كريمه مختار" بسبب دورها فى الدرّه الخالده "حماده عزّو" .. ماما "نونا" التى يبدو أن الله يعاقبنى على كرهى الشديد لها فلا يجد ابن أختى اسما ينادينى به بديلا عن اسمى الحقيقى سوى "نونا" رغم أنّه لم يسمعه من أحد من قبل و حسبنا الله و نعم الوكيل :(



الأغانى المخصّصه لعيد الأم تصيبنى بالاكتئاب .. فهى تذكّرنى بأعوام المدرسه .. فى بعض الأحيان تقرر إدارة المدرسه تشغيل مجموعه من هذه الأغنيات فى إذاعتها فى هذا اليوم المفترج ممّا كان يثير حزن الزميلات ممّن توفيت أمهاتهم و يتحوّل اليوم بالنسبة لهم -ولى فى بعض الاحيان- إلى مناحه طويله كنت أشعر خلالها بالإشفاق الشديد عليهم و على نفسى إذا لا قدّر الله رحلت أمّى عن الحياه .. لهذا فهذه الأغنيات رغم روعة بعضها تثير داخلى شعور غامض بالحزن و أفضّل عليها أغانى لم تكن قد انتشرت بشدّه وقت ما كنت فى المدرسه مثل أغنية "سعاد حسنى" -بردو- صباح الخير يا مولاتى أو أغنية "أمى" التى غنّتها "شاديه" و التى رغم جمالها الشديد هى الأخرى تجعلنى فى غاية الحزن لارتباطها لدىّ بموقف محزن ..



سيبونا من كل الوشّ ده فعلى أى حال ليس أيّا من هذين الموضوعين ما قررت أن أكتب عنه .. قررت أكتب عن أشياء تعلّمتها من أمّى و أشياء فشلت فى تعلّمها ..



ربّما يكون على رأس هذه الأشياء قراءة "بريد الجمعه" فى جريدة "الأهرام" وقت أن كان يتولاّه "عبد الوهاب مطاوع" الله يرحمه .. حقيقة لا أذكر فى أى سنّ تعلّمت هذا لكن المؤكّد أنّه كان عن طريق أمّى التى كانت تتابع هذا الباب بشغف عظيم .. فبدأت أقرأ المشكلات ولا أقرأ الردود عليها و التى كنت أجدها فى البدايه مملّه للغايه حتى نبّهتنى هى لأهميّة الرد و ما يحمله من أقوال و مواقف تجعل قراءة الرد أكثر أهميّه من قراءة المشكله التى كنت أقرأها كحدّوته لا أهتم بقراءة حل لها ..



على نفس المنوال تقريبا كنّا نتابع برنامج "لو كنت مكانى" فى إذاعة "البرنامج العام" .. لم يكن الاستماع للمشكلات هو الهدف فى حد ذاته بل كان الوقت ذاته فى مساء الأحد وقتا جميلا نغلق فيه التليفزيون و نجتمع حول الراديو و حبّذا لو كان هذا فى أيّام الدراسه حيث التحيّن لأى فرصه للتخلّص من سخف المذاكره !! الآن يندر جدّا أن نحظى بمثل هذا الوقت بعد الهجوم الكاسح للفضائيات و الرتاجع المخجل للراديو أمام هذا الهجوم لكن الذكريات الجميله لازالت باقيه ..



تعلّمت من أمّى الادّخار :) ليس عادة الادخار هو ما أقصد الحديث عنه لكن هذه الحصّاله العجيبه التى اشترتها لى أمّى حين كنت طفله و التى لازلت أذكر حتى اليوم شكلها و ميكانيكيتها !! حتى أنّى أبحث عن مثيله لها حتى الآن فلا أجد أبدا و كل ما أجده علب صفيح يقال عنها حصّاله يصعب إقناع أى طفل أن يستعملها وقد يجد أن ملأها بالرمل أفيد ..



تعلّمت من أمّى -بعد طول مناوشات و خلافات- أنّه يمكن للأم أن تحب أبناءها كلّهم بنفس القدر لكن بطريقه مختلفه لكل منهم تتناسب مع ظروف و شخصية كل منهم لدرجة أنّى أعاتب نفسى على الوقت الذى احتجته كى أصل لهذه النتيجه و أقتنع بها



ّمما فشلت فى تعلّمه من أمى و يثير ابتسامى كلّما تذكّرت الموقف هو سواقة العربيات :) أتذكّر هذه المرّه اليتيمه التى خرجنا فيها معا لتعلّمنى و اخترنا منطقه سكنيه ليس بها مكان متّسع للتعلّم أنّى كنت فى أوّل طلعه هاخبط فى حمار بيجر عربيه كارو وكان رد فعل أمّى اللحظى التلقائى جدّا : حاسبى الحمار بألف جنيه (وقتها كان مبلغ بالنسبه لنا يمكن مثلا من 15 سنه) فضحكت جدّا و قلت لها يعنى خايفه ع الحمار و مش خايفه عليا !! هذا فراق بينى و بينِك .. بس عشان ماظلمهاش هى طبعا ماكانتش عاوزه يحصل مشاكل بيننا و بين صاحب الحمار اللىّ يمكن يفتح علينا ساطور ولاّ حاجه طلبا لفديه .. المشكله ماكانتش فيها طبعا بدليل إنّى لحد دلوقت مش عارفه أتنيّل أتعلّم السواقه .. بس لغاية دلوقت لازم أفكّرها بالموضوع ده و أقول لها يعنى الحماركان أهم منّى ولاّ إيه !!



مش عاوزه أتكلّم عن الحاجه التانيه الجوهريه جدّا اللىّ فشلت فى تعلّمها و مارست كل فنون التزويغ و التنطيط للهروب من تعلّمها و الحياه تسير بمبى بمبى و آخر حلاوه .. و كما قلت فى البدايه لم يكن فى ذهنى حتى ساعه مضت أن أكتب أى شئ له علاقه بعيد الأم و كتبت ما جاء على ذهنى وقت كتابة هذه التدوينه .. لكن من بضع سنين كتبت فى أحد المواقع خاطره فى عيد الأم بعنوان "رساله إلى أمّى" وجّهت فيها الشكر لأمّى على أشياء كتيره بسيطه لكنّها جوهريه جدّا عملتها فى حياتى .. و حين ذكرت هذا الموضوع عرضا أمامها وجدتها تطلب نسخه من الرساله و تقرأها بتأثّر شديد و فوجئت بعدها أنّها احتفظت بها فى حقيبة يدها .. ينبغى أن أقوّل أنّى أنا من تأثّر جدّا بهذا -عيله متأثّره أوى إحنا :)- خصوصا حين سألتنى فى العام التالى ماكتبتيليش حاجه جديده و سلّمتها ما كنت كتبته عنها خلال انهماكها فى الإعداد لزواج أختى و الانفعالات الشديده و المتناقضه التى مرّت بها .. و مش عارفه حتى هذه اللحظه هل سأعرض عليها ما كتبته هنا ربّما لأنّه لا يدور حصريا عنها و هو ما تستحقه و تستحقه طبعا كل الأمّهات فى عيدهم .. فكل عام و كل أم بخير و فى خير ..


ملحوظه : للأسف الصوره ظاهره مأطوشه بس هى أكثر صوره حسّيتها مرتبطه بالموضوع على اعتبار إن البطّه بتبص للكتكوت بشكل يحسسكم انه أعظم كتكوت فى العشّه فتقرر تعلّمه حاجات كتيره تفيده فى حياته المستقبليه البطابيطيه

4 comments:

عدى النهار said...

كلام جميل أوي يا نونا
:)

التدوينة الجميلة دي نموذج للكتابة الرشيقة

بالنسبة لكلامك عن الأغاني.. من كام يوم شاهدت جزء من فيلم قديم لشادية وسي عماد أفندي حمدي غنّت فيه شادية أغنية لإبنها بتقول "سيد الحبايب يا ضنايا إنت". الأغنية كلماتها ولحنها وتصويرها وأداء شادية حاجة مؤثّرة جداً مثلها مثل أغنية "ست الحبايب". رغم روعة الأغنيتين إلا إن فيهم نغمة حزينة وكئيبة بسبب زخم :) المشاعر فيهما. أذكر أن أمّي كانت دائماً تبكي عند سماع أغنية "ست الحبايب" وترفض أن نغيّر محطة الراديو أو التلفزيون عند عرض الأغنية وذلك رغم مرور سنين طويلة على وفاة أمّها

إعلامنا يميل دايماً للولولة حتى عند التعبير عن مشاعر جميلة

مش لوحدك فى مسألة سواقة العربيات دي بس أنا لأني ماعندش ميل لها بالمرّة وبالتالي ماعنديش صبر على تعلّمها

أمّا الحاجة التانية الجوهرية اللي أشرتي إليها من بعيد فأنا قادر أخمّن هى إيه بس الطيب أحسن
:)

كل سنة وكلهن طيبات

قلم جاف said...

عدى النهار أخدها من على طرف لساني .. ليه معظم أغاني عيد الأم الكلاسيكية حزينة ككلمة وكلحن؟

هل لذلك علاقة بـ "سوداوية المتعة"؟

http://foorga.blogspot.com/2008/01/blog-post_10.html

زمان الوصل said...

=============
عدّى النهار :)
=============

شكرا شكرا على موضوع الكتابه الرشيقه :) أغنية "سيد الحبايب" ل "شاديه" أغنيه بشعه .. عفوا للصدمه التى قد يسببها الوصف بس فعلا أغنيه شديدة الكآبه و نموذج لأغانى عيد الأم التى لا يمكن احتمالها !! كمية الشجن التى تثيرها الأغنيه و مثلها "ست الحبايب" -وإن كان بصوره أقل- بتخلّى الواحد يبعد عنهم بسبب المود الحزين اللىّ متوقّع يدخّلوه فيه .. صباح الولوله فعلا ..

سواقة العربيات :( هذا حديث ذو شجون و يبدو أنّه لا مفر من إعادة المحاوله و الأرزاق على الله و إن كنت أشعر أن الطريق بينى و بين تعلّم السواقه انقطع خلاص بس هاحاول تانى ..

آه هى فعلا الحاجه التانيه دى هى اللىّ انت خمّنتها :)))


========
قلم جاف
========

ياه على موضوع "سوداوية المتعه" ده .. بجد كان موضوع أستاذ و كل ما أسمع غنوة "خلاص مسافر" أفتكره و أفتكرك :)

PUBG MOBILE said...

خدمات منزلية بالرياض
يجب أن يتم تقسيم المنزل إلي أجزاء أو تقسيم مهمة التنظيف نفسها الى مهما صغيرة فمثلا يتم تنظيف غرف النوم وبعدها المعيشية ويليها المطبخ والحمام وغيرها .
طرق تنظيف منازل بالرياض في وقت قياسي
يجب أن يتم تنظيف الأماكن العلوية من الأتربة ويليها الأماكن التي تقع فى الأسفل لحمايتها من الأتربة وحثي لا يتم إعادة عملية التنظيف مرة أخري .
شركة تنظيف بالبخار بجدة
يجب أن يتم تغطية المفروشات المعرضة للأوساخ مثل الكنب والانتريهات
تنسيق حدائق بالرياض
يجب أن يتم رش رذاذ من الماء في الهواء لحماية المكان من الأتربة
شركة تنسيق حدائق بالرياض
بعد عملية التنظيف يجب تهوية المكان عن طريق فتح النوافذ ورش المكان بالمواد المعطرة .
شركة تنظيف منازل