Monday, May 29, 2006

من الأرشيف

خالتى فرنسا و الواقعيه الشرشوحيه
**************************************
لم أر من فيلم "خالتى فرنسا" سوى الاعلان !! الذى كان كافيا جدا لإقناعى بعدم جدوى مشاهدة الفيلم الذى يتحجج كاتبه انه يتحدّث عن فئة المهمّشين -ومنهم الشراشيح- بواقعيه !! هذا النوع من الواقعيه ليس نوعى المفضّل على الاطلاق .. فمن الواقعيه ان كل انسان على هذه الارض يدخل الحمّام وليس معنى انه يفعل هذا فى الواقع ان يتحفنا المخرج بمشهد واقعى -الاصح ان نقول واقع- من هذا النوع !!
************************************************
لو تذكّرنا مثلا فيلم "لعبة الست" حين كانت تحيه كاريوكا عائده الى منزلها وقت تصوير احد المشاهد التى تدور فى حاره و المخرج يصرخ انه يريد فتاه واقعيه تمثل كما تتصرف فتيات الحاره وكيف تعاملت تحيه مع الممثل الذى كان يعاكسها فى الطريق .. تحيه كاريوكا أدّت هذا المشهد بخفة ظل رائعه و دلال جميل جدا بدون ما نتخيله نحن عمّا يحدث فى مثل هذه المواقف من "فرش للملايه" و ردح و سباب بالاب و الام مع الحركات التعبيريه بالوجه و الجسد اللى كلّنا عارفينها !! اغلب ظنّى ان اى مخرج "واقعى" من مخرجى هذه الايام لو فكر فى تصوير مشهد مماثل لن يكون فى باله سوى ما فعلته منى زكى و عبله كامل من شرشحه و بذاءه فى فيلم خالتى فرنسا .. كيف يمكن ان يقول كاتب السيناريو او المخرج انه بذل اى جهد او قدّم اى ابداع اذا نقل لنا الواقع بحذافيره فى فيلم سينمائى !! الا يحسن اذن ان نتفرج على فيلم تسجيلى؟ أم أن البعض يظن ان جعل "منى زكى" الفتاه التى تمثل ادوار البنت الرقيقه تردح و تشرشح هو قمة الاعجاز !!
*************************************
االاطرف ان المؤلف ذكر ان السيدة الشرشوحة هى تقوم بعمل اى شئ غير اخلاقى مثل السرقة او البلطجة على السيدات او ترمى بلاها على اى راجل محترم ولكن لا تفرط فى شرفها فهو الوحيد الذى تمتلكه .
و هذه حيله نفسيه قديمه لا يستطيع اى كاتب سيناريو الاقتراب منها بعد !! فما هو مفهوم هذا الشرف الذى يسمح لصاحبته ان تسرق و تدّعى و تبلطج و تضرب و تسرق دون ان تفرط فى شرفها !! ما هو هذا الشرف الذى يتحدث عنه الفيلم !! الموضوع ببساطه ان هذه منطقه لازال الاقتراب منها محظورا كى يضمن المؤلف قدرا من التعاطف مع بطلتيه !! لكنه يساهم من حيث لا يدرى فى الخلل بمفهوم الشرف الذى ينبغى ان يتسع ليشمل اشياء اخرى غير ما اشار اليه فى الفيلم

كتبت التعليق السابق قبل مشاهدة الفيلم على قناة ايه آر تي ولم يتغير موقفى منه بعد مشاهدته *


2 comments:

قلم جاف said...

عارفة نظرية "أسرق .. آه.. أقتل.. أستغفر الله العظيم.. دة حتى حرام"!

تذكروا صورة "الرقاصة" في الدراما الكلاسيكية القديمة ، التي هي أشرف من نصف أبطال الفيلم من وجهة نظر المؤلف ، رغم أنها رقاصة .. وبترقص!

سؤال لأي مؤلف : طالما فتحت الموعظة وبتديلنا سيادتك دروس في الأخلاق .. الشرف دة (مع تسليمنا إن مفيش أحلى منه)..مطلق ولا نسبي؟

محمد النقيب said...

لو هنتكلم على الفيلم كفيلم..فانا رأيي اني حسيت انهم بيعملوه وهما رايحين ياكلوا ..يعني مستعجلين..لو هنتكلم على اللي فيه ..عبله كامل زودتها في الدور بتاع الشرشحه والفيلم اقل ما يقال عليه زباله ..والقصه مش مترابطه..تاجر المخدرات والكلام ده كله..انا اساسا شايف ان الفيلم ميستاهلش انه يتكتب عليه اي كلمه ..
واحلى من الشرف مفيش ..