Friday, November 24, 2006

من ذكر و أنثى

في رمضان الماضي تابعت المسلسل السوري "عصىّ الدمع" .. من ضمن شخصياته نموذج لامرأة وصفها العمل بالتشدد .. وقد لا استطيع أن أختلف كثيرا حول هذا الرأى كون المرأة كانت تركز فى خطبها لمن يستمعن لدروسها على ضرورة بقاء المرأة بالمنزل و التحذير من مغبّة خروجها منه و تفضيل صلاتها به عن صلاتها بالمسجد إلى آخر تلك النقاط التى كثيرا ما يشار إليها بوصفها تشدّدا ..

من ضمن ما جاء على لسان هذه المرأه هذه الجمله
شر خصال الرجال خير خصال النساء ، البخل والزهو والجبن ، فإن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال زوجها ، وإذا كانت مزهوة استنكفت أن تكلم كل أحد بكلام لين مرتب ، وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء فلم تخرج من بيتها واتقت مواضع التهمة خيفة من زوجها.

التى عرفت حين قمت بالبحث عنها حين اردت كتابة هذه المدوّنه انّها من اقوال "على بن ابى طالب" كرّم الله وجهه .. ولا ادرى هل يمكن لمثلى ان "يتحفّظ" على هذه الجمله .. خاصة بعد ان يعلم من هو قائلها !! إذ أن هناك وجهة نظر مجتمعيه تقصر بعض الصفات الايجابيه على الرجال فقط كما تشير هذه العباره .. فترى الشجاعه و المروءه و البذل و العطاء صفات رجاليه بحته !! تستنكر ان توصف بها النساء و قد تتسامح فى بعض الاحوال و تصف النساء المتصفات بتلك الصفات بأنهن "كالرجال" فى اصرار غريب على ان هذه صفات رجوليه بحته !!

المثير للضيق فى هذا كله ان تصدق النساء فى هذا !! فيعتقدن ان البخل ميزه !! و ان الجبن أنوثه .. و أن قول الحق "استرجال" لا داعى له !! برغم أن الله سبحانه و تعالى يقول فى سورة النحل

مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

أى أنّه سبحانه و تعالى لم يقصر الجود و الكرم على الرجال و تغاضى عن بخل النساء !! وبديهى ان من تتصف بالبخل لن يرجو منها زوجها خيرا فيما عداه من صفات !! و الأكثر بداهه أن إنفاق المرأه لمال زوجها بالصوره التى ترضيه هو "أمانه" و ليس "بخل" !! ولله الأمر

3 comments:

قلم جاف said...

لنفترض حسن النية : العمل ركز على المتشددين وكيفية توصيلهم لمعلومات وأقاويل مدسوسة للناس.. بما أنك شاهدتِ الحلقة تستطيعين الحكم على مدى صحة تلك الفرضية من عدمها..

زمان الوصل said...

عزيزى قلم جاف اللى منوّر المدوّنه ..
الحقيقه العمل الفنّى و ما جاء به كان مجرّد وسيله لمناقشة هذه الفكره المتعلّقه بصفات ايجابيه مرتبطه بجنس دون الآخر

من فتره أحد الأصدقاء طلب منّى خدمه بسيطه جدا كان باستطاعتى أداءها بسهوله .. لكنّى وجدته يشكرنى بحراره كأنّه كان مستغرب !! الحقيقه أنا اللى استغربت من موقفه هذا فهل كى تكون المرأه امرأه حقيقيه مفروض تتحلّى بالنداله مثلا !! و تتراجع عن تقديم خدمه لوجه الله لن تكلفها أى شئ لأن الشهامه و المروءه صفات ذكوريه !!

وكى تكتمل الرؤيه أنا لا أعيب على الرجال فقط هذه الطريقه فى التفكير .. لأنّها تسرّبت كذلك لبعض السيّدات وصار الجبن -حتى فى التعبير عن الرأى و رفض المنكر- مرادفا للأنوثه !! ربنا يعفو عنّا جميعا

زمان الوصل said...

نعم للأسف الشديد هناك خلط ..
ربّما يكون راجعا للخلط بين ما هو عادات و تقاليد -قد يكون بعضها إيجابى و بعضها الآخر سلبى- و بين ما هو دينى يقرّه الشرع أو يرفضه .. لدرجة "استظراف" البعض فى تفسير بعض آيات القرآن الكريم التى تحمل كلمة "رجال" على أن المعنى بها هو الذكور فقط !! ليس فقط كما فى الآيه الكريمه التى أوردتها بل و فى آيه لا علاقه لها بالجنس أصلا مثل "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله