Monday, May 21, 2007

جتك إيه يا مضروب !!

برغم حالة رغبه فى التوقّف التام عن الكلام بكل أشكاله -ومنها الكتابه بالمدوّنه- و الاكتفاء بالاستماع .. لم أستطع أن أمتنع عن التعليق على خبر قرأته كثيرا فى مناسبات مختلفه فى الأيّام القليله الماضيه
...
الخبر يدور حول ضرب الأزواج بمصر و احتلالها -يا ما شاء الله- المركز الأوّل فى هذا المضمار .. و الخبر طبعا أثار استنكار و
اشمئزاز غالبية من قرئوه و استدعى معه حديث -ضرورى- عن الموضوع "إيّاه" بتاع المساواه و "قاسم أمين" و باقى الاسطوانه المشروخه
...
وما يستفزّنى كلّما قرأت تعليقا يتضمّن الإشاره لهذا الخبر هو هذه الانتفاضه المصاحبه لخبر ضرب الأزواج بينما التعامل مع ضرب الزوجات من قديم الأزل يتم التعامل معه بنظرية "عادى فى المعادى و كذلك فى الزمالك" !! فعلا شئ أقل ما يوصف به أنّه شئ مقزّز قد يفقدك قدر كبير من التعاطف مع "المضروبين" من الرجال على اعتبار أنّهم "قلّه" مندسّه خرجت عن السياق فى مجتمع لا يرى غضاضه فى تقنين العنف !!
إذ لا يعترض على ضرب الخادمات الصغيرات !! لا يعترض على ضرب سائق الميكروباص على قفاه بواسطة أمين الشرطه و يرى فى الأمر إعاده لحقوق الراكبين السليبه !! لا يعترض على ضرب حرامى الجزم فى الجامع بدلا من تسليمه لقسم الشرطه .. كما يفعل المثل مع النشّال و المتحرّش فى الأتوبيس
...
بعد كل هذه الصور من التراضى على استخدام العنف كأسلوب تعامل أرى الموقف ممجوجا بشدّه حين ينتفض البعض للحديث عن المضروبين من الرجال و كأنّهم كانوا يتخيّلون أن الرجل يعيش فى مجتمع منفصل و المرأه كذلك .. فيظل عقلها يتلقّى كل صور العنف اليومى ضد نماذج مختلفه من البشر و تظل كما هى فى وضع المتلقّى دون أن تفكّر بعض النساء ذات يوم فى تطبيق قانون الحركه الأشهر : لكل فعل رد فعل .. و كمّلوا انتم بقى
...
الحديث عن المضروبين اليوم و مواكبته للحديث عن الكلاب و كيف تقتل فى شوارع المحروسه و صورة "مصر" التى تشوّهت أمام عينّى "بريجيت باردو" و استدعت قيامها بإرسال رسالة احتجاج للرئيس "مبارك" ذكّرنى -لا أدرى لماذا- بمن ثاروا على الموقف بالكامل قائلين : نراعى حقوق الإنسان الأوّل و بعدين نلتفت للكلاب !!
رغم أنّه من يفعل هذا سيفعل ذلك !! و رغم أنّه ليس هناك تناقض فى الموقفين كما أنّه ليس هناك أولويه لأحدهما على الآخر .. يعنى مفيش ترتيب أولويات من نوعية :الإنسان أوّلا ثم الكلاب و القطط ثانيا !! خاصة حين يكون تعذيب الحيوانات الأليفه و المطالبه بالرفق بها لا علاقة له من الأصل بالمستوى الاقتصادى إذ أنّه يجرى من قبيل التسليه فى أفقر المناطق .. يعنى لو كانوا الفقرا بيقتلوا الكلاب عشان ياكلوها فى المناطق الفقيره كان ممكن أفهم العلاقه بين الاهتمام بالإنسان و الرفق بالكلب .. فنغض الطرف عن ذبح الكلب لأنّه يمثل غذاء لأسره تحت خط الفقر !! لكنّهم يسحلون الكلاب و يغرقون القطط و يلسعون الصراصير و الفرقع لوز بالنار لمجرّد التسليه .. هييييييييييه .. أنا إيه اللىّ جابنى هنا

4 comments:

قلم جاف said...

مع احترامي للست بي بي ولكل ما يقال عن الرفق بالكلاب ، أذكر بأنني رأيت الموت مرتين في حياتي ، إحداهما كانت على يد الكلاب الضالة ، وذلك عندما استفردت بي مجموعة من الكلاب الضالة في آخر أيام شهر رمضان 1414 في مارس 1993 على ما أتذكر..

قالت إحدى الناشطات في مجال حماية الحيوانات لا فض فوها أن هذه الكلاب تحمينا من الحيوانات المفترسة الأخرى ، وأدعو الست الهانم للنزول للشارع ولتبين الحقيقة التي تتلخص في أن البوبيهات الحلوين يركزون نشاطهم على البني آدمين!

زمان الوصل said...

زى ما فيه كلاب متوحّشه فيه كلاب بنت حلال !! تنعكس فيها الآيه حين تراها تفر بجلدها من أطفال البنى آدمين الحبّوبين أحباب الله !! و أعتقد أن سوء أخلاق الكلاب الضالّه انعكاس لسوء أحوال البشر ..

لكن بمناسبة ناشطة حماية حقوق الحيوانات الداعيه لتعقيم الكلاب أتساءل : أليس فى عملية التعقيم ما يؤدّى لنفس نتيجة قتل الكلاب بالسم و الطلقات !! و أليس فى هذه العمليه ابتعاد شديد عن قيمة الرحمه و الرفق بالحيوان !!

قلم جاف said...

لا أعرف لماذا خطرت على بالي "حالة الشحتفة" التي قام بها محمد الباز على ضرب المذيعة السعودية رانيا الباز؟ وكأنها من طينة أخرى ومن مجتمعات أخرى لا تضرب فيها الزوجات ليل نهار..

بعض الصحفيين يمارسون التهييس العلني بإدعائهم تناول قضايا عامة وتسليط الضوء على أوضاع من خلال قضايا لأشخاص معينين ، في الوقت الذي يحدث فيه في الشارع ما هو أسوأ وأنكى لأناس لا تجري في عروقهم الدماء الشيلساوية الزرقاء!

زمان الوصل said...

لأ مافهمتش سرّ اعتراضك !!
:-)
هل معنى أن ضرب الزوجات فى المجتمع شئ يحدث من زمان أن يصير مألوفا لدرجه لا تثير أى قدر من الشحتفه !! على فكره عدم الشحتفه قد يحمل معنى عكسى للمشاهدين وهو إن : إذا كانت المذيعه الشهيره تضرب و تظهر بالبرنامج و عينها مزرقه من الضرب يبقى لماذا تعترض زوجه عاديه مغموره و ليست مشهوره مثل المذيعه الأمّوره !!

قد يكون وضع "رانيا الباز" أسوأ من وضع باقى الزوجات ضحايا العنف العائلى لأن عملها يستدعى ظهورها بهيئتها المضروبه هذه امام ملايين !!