كان آخر فيلم شاهدته بالسينما ل "عادل إمام" هو فيلم "السفاره فى العماره" بناء على طلب الست الوالده .. من قبلها بزمن كنت قد قرّرت أن أفلام "عادل" لا تصلح للمشاهده فى السينما و آخرها أن تشاهدها مرّه على أى من قنوات الأفلام ..
لكن خروجا على هذا القرار كنت قد قرّرت بناء على قراءة قصة فيلمه الجديد "مرجان أحمد مرجان" أنّى سأشاهده فى السينما لطرافة الفكره التى تؤكد أختى أنّنا شاهدناها فى فيلم أجنبى منذ سنوات لكنّى فشلت تماما فى تذكّر هذا :(
المهم .. الحمد لله رب العالمين تخلّى "عادل إمام" عن غرامه بممارسة التحرّش ببطلات أفلامه !! تخيّلوا الإنجاز !!هو طبعا لم يتخلّ عن الصوره النمطيه للمتديّن فى أفلامه لكن ما قد يخفف من تأثير هذا أن الجميع فى الفيلم -باستثناء البطله و أبناء البطل- من المرتشين و أصحاب الذمم الخربه فمش هتحس أوى بتحيّز ضد المتدينين تحديدا !!
لا تنس قبل أن تدخل الفيلم أن تعطّل عقلك بعض الشئ عن العمل و التفكير فيما تراه و بهذا قد يزيد استمتاعك بالفيلم .. فلا تسأل مثلا عن الملياردير صاحب المؤسسات الاستثماريه الضخمه الذى يهتم بالجلوس بنفسه مع رجل الضرائب لتقديم الرشوه له !! أو تتساءل عن حالة "العته" التى ألمّت بالبطل خلال إلقاء بيان بمجلس الشعب و التى لا تتناسب إطلاقا مع تكوينه لثروه ضخمه و كونه رجل أعمال من الطراز الأول !! أو تتساءل مثلا : لماذا يهتم رجل أعمال ثروته متضخمه بهذا الشكل بصورته الاجتماعيه رغم أن مجتمعنا يشهد نماذج لرجال الأعمال لم يحصلوا على أى شهادات ولم يتساءل أحد عن ثقافتهم أو مستوى تعليمهم !! رغم ما لهذا التساؤل من أهميه لأن الفيلم ببساطه مبنى عليه ..
آه نسيت أقول أن فكرة الفيلم ببساطه هى أن أبناء رجل الأعمال يشعرون بالاستياء و الخجل من كون والدهم غير مثقف و غير متعلم تاره.. و تاره أخرى بسبب تلميحات الصحافه لمصادر ثروته الغير شرعيه .. فيقرر الاب دخول الجامعه التى يدرس بها ابناؤه للحصول على شهاده جامعيه .. و هى نفس الجامعه التى تدرّس بها البطله لابناء البطل .. لا تتساءل من فضلك عن هذه الصدفه التى جعلت البطل و البطله أبناء حى واحد بحيث يخوض كل منهما انتخابات مجلس الشعب عن نفس الدائره فكل هذه تفاصيل غير مهمه ..
أفلام "عادل إمام" غالبا ما تتميز ب "لزمه" حواريه يكررها على مدار الفيلم وكنت أرجو أن يتخلّص الفيلم من هذا الملمح كما حدث مع موضوع التحرّش بالبطلات لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه و قد تخرج من الفيلم كارها ل"لشاى بالياسمين" و "قعدة المكاتب" وهى اللزمات التى دأب "عادل" على ترديدها كلّما كان بسبيله لتقديم رشوه .. آه .. نيجى للرشوه ..
اللزمه الأخرى التى تكررت لحد الملل على مدار الفيلم هى تقديم "عادل" للرشوه لكل مخلوق .. بدءا برجل الضرائب .. مرورا برجال لجنة الشعر و الإبداع و أساتذة الجامعه التى يدرس بها و مدير هذه الجامعه و زملاء الدراسه و لجنة تقييم الأعمال الفنيّه بالجامعه و حكّام المباراه التى لعب فيها لفريق الجامعه و خطيب البطله السابق و رئيس الجماعه الدينيه و كل النماذج و الرموز التى يمكن أو لا يمكن أن تتخيلها .. و هذه ليست مبالغه لأن البطل تخيّل أنّه يمكن أن يفعل المثل مع الله سبحانه و تعالى فى لحظه لم يكن ممكنا فيها تقديم الرشوه لإنسان !!
كل هذا قد يمكن قبوله و ابتلاعه باعتباره من ضرورات عمل رجل الأعمل لكن ما لا يمكن قبوله هو هذه المحاضره القصيره المركّزه التى ألقاها عادل فى تحليل الرشوه و لماذا يقدمها لأنه الأكثر إحساسا بالمواطن المطحون و أن من ينتقدوه يعيشون فى برج عاجى !! رغم أن اغلبية النماذج التى قبلت الرشوه فى فيلمه لم تكن مطحونه ولا مهروسه ولم تكن بحاجه لبيع ضمائرها و التخلى عن مبادئها !! ورغم أن تقديمه الرشوه فى كثير من المواقف حرم أصحاب حقوق من حقوقهم كما ظهر فى مشهد حصوله على جائزة التمثيل الذى مرّ عليه الفيلم بسرعه شديده و كنت أرجو أن يترك عادل و مؤلفه المطحونين فى حالهم و ألاّ يتاجروا بهم في فيلم لم يظهر به أى مطحون حقيقى .. لكن كلّه يهون فى سبيل أن يلقى عادل علينا محاضرات أخلاقيه فى كل فيلم من أفلامه !!
برغم السخريه المعتاده التى يلقيها الفيلم على المثقفين و الفنانين و الشعراء و رجال التعليم -الجامعى تحديدا- و كونهم فى انتظار اى عضمه يلوح بها لهم كى يتخلّوا عن كل قيمهم و افكارهم كان لابد من التصالح معهم كى ينتهى الفيلم النهايه السعيده و تقبل استاذة الجامعه الزواج بالطالب الفاشل سابقا الذى نجح فى نهاية الفيلم فى الحصول على الشهاده الجامعيه .. و نسمّع الناس الحلوه دى كلمتين حلوين من قبيل : بالعلم حاسس انّى ملكت الدنيا كلها !!
ملحوظه أخيره : مش عارفه ليه منصب استاذ الجامعه بقى دور مغرى لكثير من العاملين بمجال الفن !! فسمعنا عن قيام "محمد السبكى" بدور استاذ جامعى فى فيلم "عمر و سلمى" ومش فى اى جامعه لا فى جامعه كنديه !! و كنت ارجو ان يكون قيام ميرفت امين بدور استاذه جامعيه متضمّنا لما هو اكثر من ترديد كلمات مثل "حضاره" و "متحضر" و "حضارى" مثل البغبغان طول الفيلم لا لشئ الا لانها تدرّس ماده اسمها "حضاره" !!
لا اريد ان يفهم من كلامى هذا انى لم استمتع بالفيلم !! بالعكس انا خرجت من الفيلم فى حالة انشكاح قد يكون سببها غير مرتبط به خصيا .. لكنّى خرجت من الفيلم مبسوطه لدرجة إنّى مارحتش الشغل النهارده ..
9 comments:
هناك شبهات حول اقتباس (أو شيء آخر) الفيلم من فيلم أجنبي آخر وهو
back to school (1986)
شبهة أثيرت في الآونة الأخيرة ..
يبقى أن يوسف معاطي قال لمجلة أخبار النجوم رداً على الاتهامات التي لاحقته بـ"الاقتباس" أن "كل" أفكار أفلامه مستوحاة من الشارع المصري! هل في ذلك فيلمه المستوحى من
meet the parents؟
الله أعلم..
للتذكير .. آخر لقاء بين عادل إمام وميرفت أمين كان في فيلم "واحدة بواحدة" المستوحى من قصة فيلم لا أذكر اسمه للممثل الأمريكي الشهير الراحل روك هدسن .. إلا أن مخرج الفيلم نادر جلال والسيناريست صلاح فؤاد كانا من الأمانة بحيث أوردا اسم المصدر الأصلي في تتر بداية الفيلم .. أمر أحترمه في نادر جلال رغم اختلافي مع كثير مما قدم..
في لقائه مع المذيعة الراحلة إلى خارج مصر هالة سرحان ذكر عادل إمام أن أفلامه (بتؤرخ) لمصر..!
معتقدش أبدا ان اللي قاله ده صحيح
:)
-------
قلم جاف
-------
الفكره جميله فعلا لكن المؤسف أنّها لم تستغل جيدا بصرف النظر عن الاقتباس .. يعنى كان ممكن نتسامح مع الاقتباس لو خرّجوا منها كوميديا أكتر من اللى شفناه
لكن ردّا على الأخ معاطى و اقتباس أفلامه من الشارع المصرى أحب أقول له :أنهو شارع يا يوسف بيك !! "عريس من جهه أمنيه" ده من أى شارع؟ و "مرجان أحمد مرجان" من أى عطفه أو زقاق !!
أمّا عن فيلم "واحده بواحده" .. الحقيقه عيب جدا إن سيناريست يكتب اسمه على هذا العمل حتى مع ذكره أنّه مقتبس !! لأنّه مش بس مقتبس ده مستنسخ .. بدون أى ميالغه الفيلم مستنسخ ..
---------
عبده باشا
---------
كارثية تأريخ من النوع الذى يقدّمه "مرجان أحمد مرجان" أنّه لو شوهد بعد خمسين سنه مثلا مؤكّد الانطباع الذى سيخرج به المشاهد أن البلد كلّها لصوص و مرتشين وليس بها إنسان شريف يوحّد ربنا .. رغم كآبة المنظر و قتامة الصوره أظن أن هذا غير صحيح و غير عادل فى نفس الوقت :(
أنا مشوفتش الفيلم ،إنما متوقع الإطار العام ليه ، ومع إن عادل إمام كان نجمي المفضل في فترة من الفترات ( وأنا صغير ) ،إنما لمّا بديت أفكر بعمق شوية في أفلامه ، لاحظت إن في أفكار معينة دايما بيحاول يوصّلهالنا في كل فيلم ، وأكتر فكرة لقيتها موجودة في معظم أفلامه هيّ إنه بيحاول يُظهر إن الإنسان علشان يكون طبيعي و سوي لازم يغلط ويكون ضعيف أمام الإغراءات ، علشان هو بني آدم مش نبي ، يعني كلنا زي بعض وبالتالي محدش يعملنا فيها خضرا الشريفة ، وبالذات إنتو ياللي عاملين فيها متديينين وعارفين ربّنا ، ودا اللي بحسّوا لمّا بشوف صورة المتدين في أفلامه ، وتلاقي دايما بيطلع إنو بيتاجر بإسم الدين علشان يوصل للمال أو السلطة أو أي غرض تاني .
قد تنتفق بعض الشيء على إن الإنسان بيغلط ، ولكن اللي أنا شايفو إن عادل مزوّدها قوي ، وبيحاول يقنعنا إن أي حد ممكن يبيع مبادئه أو دينه من أجل المال ، متناسيا إن في شرفاء كتير لا تستطيع شراء ذممهم بالفلوس ، وحتى لو كنا بنغلط كل يوم ففي حدود معينة المفروض منتجاوزهاش ، وكمان غلط عن غلط يفرق ، يعني مينفعش نساوي واحد بيشتم مثلاً بواحد مرتشي أو خائن لبلده .
حاجة أخيرة أحب أقولها ، إن الإنسان طبيعي إنّو يغلط ، لكن بردو ممكن يتوب ويقلع عن الخطأ أو المعصية اللي بيعملها ، يعني مش لازم يستمر في نفس الخطأ على طول زي مالأستاذ عادل بيحاول يفهمنا .
أنا معاكي في إن الفكرة جميلة ، بس مش فكرته ..
وطريقة معاطي في الاقتباس تخلو تماماً من الإبداع ، وما تختلفش كتير عن طريقة الفوتوكوبي اللي اتعملت في "واحدة بواحدة" وعملها شريف شعبان بالتخصص في فيلم "طأطأ وريكا وكاظم بيه" وغيرها..
دة ما يمنعش إن الاقتباس ممكن يكون فيه إبداع ، لما تاخد عمل عن أصل أدبي أو فلكوري أو حتى فيلم تاني وتغير طريقة التناول ، أو تحط دوافع وأبعاد جديدة للشخصيات ، أو حتى تغير في الأحداث وتحتفظ بالفكرة.. ودي حاجات نسبة كبيرة من كتاب السيناريو المصريين بيعتبروها ترف وربما بدعة وضلالة!
الفيلم كان ممكن يبقى افضل بكثير و موضع الرشوه زاد و بهوأ منهم قوى قوى ......و بجد افضل ما فى الفيلم احمد البكرى الولد ابو كانيش ....بجد له طله و هو مخرج بالأساس ....بجد ساعات باحس انه كان هو الند لعادل امام
أيوه أنا شفت فيلم روك هدسن وأنا صغير جدا وبعدها بفترة شفت فيلم واحدة بواحدة، طبعا معجبنيش الفيلم العربي علي الرغم إن منتج الفنكوش اسمه أشيك بكتير من منتج *فيب* بتاع الفيلم الأجنبي .
في رأيي عادل إمام ماعملش غير شاهد ماشفش حاجة. ما قبلها وما بعدها مجرد إرهاصات ونفخ بلالين
ايوا انا موافقة على حكاية شاهد ما شافش حاجةوانها اول إبداعات الزعيم وآخرها
اما عن حكاية الفيلم، فهو بصراحة مش محتاج كل التحليل والتنظير ده
لأن الفيلم بطبيعته سطحية جدا ومن نوع الأفلام "اللايت" اللي هي لا تشبع ولا تسمن ولا تغني من جوع.
اما عن الانطباع العام، ففكرة الفيلم سواء كان مقتبس أو غيره، حقيقة يعني انا حاسة فعلا انا ما بقاش حد شريف في البلاد دي، والهاجس بجد انه يكون اللشخصيات اللي راصدها الفيلم (سواء بقي في صورة مثقف/ لاعب كرة/ ممثل/ مخرج/ شاعر....إلخ)هم من آخذي الرشوة والعياذ بالله....وده مش مستبعد لأن الأمثلة كثيرة حوالينا ودالّة جدا.
تعليق هام: هل كانت السيدة المبجلة ميرفت أمين لائق بها أن تتشبه بالهيفا؟؟؟؟
انا قعدت حيرانة اوى طول الفيلم
المشهد ده فعلا كان مستفز ولا ايه؟؟؟
ما تضيعوش و قتكم فى مشاهدة أى عمل يكتبه المؤلف يوسف معاطى
لإنه معدوم الموهبة و الخيال
و مرجان أتفه من إن أى حد يكتب عنه حرف
سلام
Post a Comment