Tuesday, November 18, 2008

تلك الأيّام ..




حين مات أبى ؛ ارتدت أمّى السواد طويلا .. ارتدته أوّلا بدافع الحزن ثمّ بدا لى أنّها اعتادت عليه فصارت ترفض تغييره .. ارتدته طويلا حتى أنّى لم أكن أتعرّف عليها وهى آتية فى الطريق بعد أن استبدلت ثيابها السوداء بملابس عاديه ملّونه !! كنت أقف فى الشرفه فى موعد عودتها لأنتظر امرأة أخرى كل ملابسها سوداء و أحتاج لبعض الوقت قبل أن أدرك أنّها ظهرت :).. يمتلك هذا اللون تأثيرا نفسيا هائلا على من يرتديه أو يعاشره لفترة طويله حتى أنّى كلّما تذكّرت هذه الفتره من حياتنا أشعر باكتئاب

20 comments:

Anonymous said...

هذه المرة سأكون أول من يعلق :)

كأنك تكتبيني يا زمان الوصل

مع فارث وحيد

مازالت أمي ترتديه

خمس سنوات حتى الآن

حاولنا

بفرح أخي مرة

و بخطوبة أخي الآخر مرة ثانية

و انتهينا باستسلامنا لواقع أمي بالأسود

و لا أظنها ستخلعه بيوم

Unknown said...

اذا فلم تكن ايام فتحي غانم

بنت القمر said...

:(

Anonymous said...

هو اقترن بالحزن دائما .. نعم

لكن الا ترين انه فى غاية الوقار حتى فى اصعب المواقف والمشاعر؟

هو الأأنق حتى فى أفراحنا .. وانظرى الى سهراتنا فستجدينه كذلك .. والسيارات الفارهة أيضا

هو لون جدير بالاحترام .. وهو اعلان صامت عميق عن حزن صادق .. لاتنفع معه كلمات

عدى النهار said...

الموت بطبيعته ثقيل جداً على النفس لكننا أحياناً نزيد من وطأته بإطالة أمد الأجواء التى نحيطه بها

أعتقد أن تذكُّر "تلك الأيام" بيكون فيه من التأمُّل والتفكُّر أكثر مما فيه من شعور بالإكتئاب

ربنا يرحم موتانا جميعاً ويحسن خاتمتنا

خمسة فضفضة said...

اسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عادة سيئة تلك التي تقرن بين الحزن والسواد

لا يقتنع احد ان الحزن في القلب وليس في الملابس


الحمد لله ان مامتك قلعته ، في ستات بتستمر لابساه طول عمرها



سلام

زمان الوصل said...

==
علا
==

مبروك عليكى التعليق الأوّل و يا رب دايما :)
الحمد لله والدتى غيّرت الأسود مع نجاحى فى الثانويه العامّه و يا رب عقبال مامتك ..
بجد الوقع مش بيبقى محسوس لغاية ما يحصل التغيير من الاسود فتكتشفى إن كان له أثر عليها هى شخصيا من غير ما تحسّوا ..

زمان الوصل said...

====
شمعون
====

أهلا و سهلا :) و الله بجد انا فى غاية الامتنان ليك ..
طول مانا بافكّر فى عنوان التدوينه حاسّه إنّها تخص عمل فنّى و عرفته من تعليقك
و خلال البحث عن رواية "فتحى غانم" أو معلومات عنها وصلت لمدوّنة "كروان" و اللىّ فيها الكثير جدّا يستحق الاستمتاع بيه .. فبجد شكرا :)

زمان الوصل said...

=========
بنت القمر
=========

:)


===============
Cognition Sense
===============

أهلا و سهلا :) فعلا الاعتياد على الاسود و الالوان الداكنه بشكل عام بيتحوّل لاعتياد صعب الخروج منه


====
شريف
====

طبعا الأسود مناسب جدّا للمناسبات الحزينه التى تستدعيه .. لكن المشكله فى الإفراط فيه و الاعتياد عليه
فى السهرات يكون ممتزجا بزينه قويّه و حلّى واضحه بتخفف كتير من وطأته كما أنّه يرتدى لساعات فقط و ليس لسنوات .. و العربيات السوداء بقت تعطينى انطباع أنّها سيّارات تخصّ المسئولين يعنى حاجه خنيقه بصراحه

فى بداية ارتداء الأسود لحدث حزين يكون كما وصفته بالضبط .. تعبير عن الحزن دون كلمات لكن بعد هذا يتحوّل لاعتياد ربّما يكون غير صحّى

زمان الوصل said...

==========
عدّى النهار
==========

فعلا .. رغم أن النسيان طبيعه إنسانيه أحيان بيكون فيه إصرار على مد أمد الأحزان بالإصرار على التواجد فى نفس الأجواء .. مش عارفه ليه جت على بالى "تلك الأيّام" .. يمكن من باب التأمّل و استغراب تغيّر الأحوال بشكل يمكن كنّا لا نتخيّله فى "تلك الأيّام" لدرجة إحساسى أحيانا أنّها أيّام عاشها ناس غيرنا .. و يمكن عشان عاوزه أكتب مذكّراتى :)


=========
خمسه فضفضه
=========

عليكم السلام و رحمة الله و بركاته :) أهلا أهلا
صح ارتداء السواد جزء من طقس اجتماعى خاصة بعد ما تمر فترة الحداد .. بس انتى عارفه إن أحيان بيكون للمجتمع ضغط قوى يجبر الناس على تقبّل ما يفرض عليهم بل و التعايش السلمى معه

Anonymous said...

اللون الاسود بيأثر على نفسية البشر بالسلب
ياريت بجد نبطل العادة الذميمة دى
لان مش لازم نبين للناس اننا حزانى

blackcairorose said...

هو أيضا اللون الوحيد الذى يتم ارتداءه من قبل السيدات فى عدد من المجتمعات كزى شعبى أو رسمى كالريفيات فى مصر أثناء خروجهن أو الريفيات اليونانيات أو الخليجيات والعراقيات

قابض وقاحل وكئيب وأنيق وساحر ووقور

ولكن الغريب أن كل صفة من صفات اللون تقف بذاتها، فلا نقول على فستان سهرة أسود أنه أنيق وكئيب لأننا لا نرى فيه الا الأناقة، ولا نقول على زى الحداد أنه كئيب ووقور لأننا لا نرى فيه الا الكآبة، ولا نقول على العباية انها وقورة وساحرة لأننا لا نجد فيها الا الوقار

كل صفة تطغى فى لحظة ما وسياق ما على ماعداها من الصفات

زمان الوصل said...

===========
An Egyptian
===========

الفكره إن أحيانا الناس بتطالبنا بإثباتات شكليه لمشاعر داخليه لا سبيل لإثباتها سوى للمحيطين بك و المقرّبين منك .. هذه ضريبة العيش فى جماعات :)


==============
blackcairorose
==============

تصدّقى فعلا زمان كنت باسأل والدتى ليه نينا -والدتها يعنى- دايما لابسه إسود أو كحلى رغم إن مفيش حد ميّت لها !!
مش فاكره نص الإجابه كان إيه بس كان حاجه لها علاقه بكبر السن و الوضع الاجتماعى و اللىّ يصحّ و اللىّ مايصحّش أو ما معناه فى الآخر إن "ماينفعش" تلبس ألوان غير كده !!
أينعم جدّتى لم تولد فى القاهره لكنّها انتقلت للعيش فيها من وهى شابه صغيره بعد زواجها و رغم كده ظلّت مثلها مثل أخواتها اللىّ فضلوا فى المدينه الأصليه بيلبسوا غوامق مع التقدّم فى العمر .. ملاحظه دقيقه فعلا المتعلّقه بعدم اجتماع صفتين فى الفستان الاسود .. إمّا أن يكون أنيق أو كئيب ..

ذو النون المصري said...

النفس البشريه سهل جدا انها تتاثر باشياء ربما تكون خارج توقعاتنا منها الالوان و البعض بيقلل من شانها
اعتقد اننا متخلفين في الدراسات النفسيه بالرغم من كونها ذات شان في العصر القادم مع الليزر و الهندسه الوراثيه و الذره

soly88 said...

ارتداء الملابس السوداء لا يعنى اننا اكثر حزنا من الآخرين
ولكنه يعفينا من كلام الناس
التى تقيس مقدار الحزن بطول فترة السواد

د. إيمان مكاوي said...

المشكله مش في اللون الأسود ززالمشكله في الحزن إللي ممكن يفضل في القلوب سنين حتى لو لبسين كل الألوان
ده بقى حله إيه؟
تحياتي

يا مراكبي said...

اللون الأسود من أكثر الألوان "شياكة" في الملابس .. ومع ذلك لا أدري لماذا وقع عليه إختيار المصريين ليكون رمزا دائما للحزن

في بلاد الغرب قد يرتدونه في الجنائز لكنه لا يدل بعد ذلك على إستمرارية الحزن كما هو عندنا

يمتلك هذا اللون -عندنا- تأثيرا نفسيا على من يرتديه .. تماما مثل قائد الأوتوبيس الذي يحس بالقوة المفرطة ضد السيارات الصغيرة لمجرد أنه يقود شيئا ضخما

قلم جاف said...

مع اتفاقي المبدئي مع ما قلتِ..

لا يمنع هذا من تسليمي بأن الحياة ستستمر بنا أو بدوننا إلا أن البعض عندما تخلو أماكنهم يتركون لدينا فراغاً قد لا يملؤه كليةً استمرار الحياة وتقلب الأحداث..

ديمومة "السواد" لها أكثر من سبب من بينها التقاليد ، ومن بينها قوة زيجات الأمس عن زيجات اليوم.. لي زميلة في العمل لم تشاهد كثيراً بملابس الحداد حتى بعد وفاة زوجها الذي ترك لها طفلاً وحيداً وإرثاً من المشاكل مع عائلته..

باي ذا واي..

في بعض بلدان العالم يعد اللون الأبيض هو لون الحزن .. وملابس الحداد في بعض الثقافات حمراء.. وصححيني إن أخطأت..

زمان الوصل said...

ترحيب متأخّر بكل من زار المدوّنه للمرّه الأولى ..


========
ذو النون
========

ولا ينبّئك مثل خبير :) صحيح فيه دراسات شيّقه أوى عن علاقة الألوان بالأثر النفسى لها على الناس
فتلاقى مثلا ألوان مناسبه لغرفة الطعام و ألوان ارتباطها مع بعض بيكون له تأثير سلبى على من يراها لكن طبعا إحنا مش فاضيين للكلام الفارغ ده :(


======
soly88
======

لا طبعا مفيش زىّ معيّن يعنى أن أحدا أكثر حزنا من أحد .. الحزن قيمه معنويه لا سبيل لقياسها أو حتى لمقارنتها .. زى ما كل واحد بيفرح بطريقه مختلفه أكيد كل إنسان له طريقته فى الحزن

زمان الوصل said...

========
أم البنين
========

الحل المتبقّى إن ربنا يخفف عن المحزونين و يرفع عنهم و يعوّضهم خيرا فى الدنيا و الآخره عمّا أحزنهم


========
مراكبى :)
========

جديده هذه الملاحظه المتعلّقه بإحساس سائقى الأتوبيس !! تخيّل إنّى زمان كان نفسى أسوق عربية نقل كبيييره إعجابا بقدرة سائقيها على التحكّم فى هذا الكيان الضخم بس عمرى ما فكّرت فى تأثير قيادتهم لهذه السيارات العملاقه على شخصياتهم أو تفكيرهم !!


=======
قلم جاف
=======

أظن أن القيمه الحقيقيه للإنسان هى فى قدر ما يتركه من أثر فى نفوس غيره .. خاصة بعد أن يرحل عن الحياه و تنعدم قدرته "الماديّه" على إحداث أى أثر بالسلب أو الإيجاب ..
أنا سمعت فعلا أن اللون الأبيض فى بعض الثقافات هو لون الحداد !!