Friday, January 22, 2010

علوش مات



كنت أتصفّح منتدى مختصّ بعالم السيّارات حين لمحت فى قائمة المشاركات الجديده اسما لموضوع جديد هو "البقاء لله علوش مات" .. تخيّلته أحد الأعضاء و بكل صراحه أتألّم بشدّه مع وفاة الأصدقاء الافتراضيين رُبّما بشكل يفوق ألمى لوفاة بعض من أعرفهم بشكل شخصى

دخلت بقلب حزين بشكل مسبق للموضوع و وجدت أن المتوفّى لم يكن أحد الأعضاء !! المتوفى وصفه الموقع -ومواقع عربيه عديده أغلبيتها الساحقه منتديات سعوديه- بأنّه أشهر هاكر سعودى !!

خرجت من الموضوع دون تعليق و تركته ساعات طويله قبل أن أعود مرّه أخرى لتصفّح المنتدى و زُرت الموضوع مرّه أخرى ..
وجدت خواطر -بعضها يشوبه الابتسام بكل صراحه- عديده تأتى بلا ترتيب على ذهنى .. فالمتوفّى ليس له صفه يُشار إليه بها سوى أنّه "هاكر" !! لستُ أدرى لماذا تذكّرت الجمله الشهيره التى تأتى فى مسرحية "سُك على بناتك" التى يقول فيها أحدهم و يعمل بمهنه بسيطه متسائلا عن "عُمر الشريف" : صنعته إيه يعنى !! بصراحه الجمله على رغم شيوعها بوصفها جمله كوميديه ساخره تشير بطرف خفى لجهل قائلها و عدم اطّلاعه على ما يجرى فى العالم رُبّما أرى فيها الآن مع وفاة "علوش" دلالات أعمق تُحسَب لصالح قائلها و ليس ضدّه .. فهو فى النهايه يتساءل عمّا يجيده "عُمر الشريف" كى يعلم سرّ الأهميه التى أحاطه بها الحديث عنه !! و هو غالبا سيُقيّم هذا ال "عمر الشريف" من خلال اقتناعه بمدى أهميّة ما يصنعه فى هذه الحياه و ما يقدّمه لإخوانه من البشر من إفاده وهو أسلوب تقييم لا يخلو أبدا من وجاهه !! و من هنا وجدت هذه الجمله تقفز لذهنى مع ابتسامه و أنا أقول لنفسى : صنعته إيه يعنى "علّوش" ده؟

إذ حقّا ما هى وظيفة الهاكر !! إذا نحّينا جانبا إيقاع الأذى بالغير و تدمير مجهودهم و عملهم مقابل الإحساس بانتصار تافه ليس له قيمه ملموسه على أرض الواقع !!

فكّرت كذلك فى فكرة "الهاكر" و كونها صفه صارت مفهومه لدى كثيرين من المتعاملين مع الإنترنت و سألت نفسى يا ترى هل كانت هذه التوصيفات / الوظائف مُتصوّره من خمسين عاما مثلا !! و أى نوع من التوصيفات / الوظائف يمكن أن يجمح بنا الخيال لتصوّر ميلادها فى نصف القرن القادم !!

كان مثيرا للاهتمام كذلك تركيز معظم المواقع التى تحدّثت عن وفاة "علوش" إشارتها لجهاده ضد المواقع الدانماركيه بعد موضوع الرسوم المسيئه للرسول -صلّى الله عليه و سلّم- و قيامه باختراق 180 موقع دانماركى تحوّل بعدها لحديث الصحافه هناك "ده هُمّا اللىّ بيقولوا أنا مش بافهم دانماركى" !! و كأن هذه الإفادات تحاول من طرف خفى تبرير أهميّة "علوش" دون أن تُعلِمنا عن صور أخرى من جهاده فى تدمير المواقع و احتلالها أو حتى تخريبها .. وحتى بعض الإشارات لإنجازات "علوش" فى مواقع أخرى لم تشِر بشكل واضح لماذا قرّر "علوش" اختراق هذه المواقع !! بل إنّى وجدت فى أحدها رساله تُنسَب ل "علوش" تتحدّث عن أهميّة حماية الموقع بشكل أفضل من هذا حتى لا يستطيع هو أو غيره اختراقه ثانية !! رُبّما يكون المنتدى المصرى الذى أشترك فيه و الذى قرأت فيه الخبر للمرّه الأولى هو الوحيد الذى جرؤ أعضاؤه على الحديث بصراحه عن إيذاء "علوش" لهم و قيامه فى وقت سابق بمحاولة تخريب الموقع برغم أنّى أراه موقعا شديد الإفاده ولا يستحق أن يهتمّ به "علوش" بطريقته الخاصه فى الاهتمام !! و ذهب البعض لمدى أبعد حين قالوا أنّ "علوش" بحاجه لمن يطلب له الرحمه من الله على ما أوقعه بهم من إيذاء وهو موقف لم أجده فى أىّ من المنتديات السعوديه التى نشرت الخبر .. فعلى ما يبدو لا يستحق ما كان "علوش" يقوم به أى محاوله لإبداء الندم عليه أو التوبه عنه و هو موقف أراه يثير استيائى بشكل شديد بصراحه !! بل إن أحدهم ذيّل حديثه عن "علوش" بإبداء الاستعداد لتلقّى أى طلبات كان الأعضاء بصدد تقديمها ل "علوش" للقيام بها بعد رحيل "علوش" !!

الفكره الأخيره التى جاءت بذهنى مع موضوع الوفاه هذا -إن صحّ لأن مصدره الوحيد هو المنتديات ولا أعرف هل يمكن توقّع إشارة مصادر أكثر رسميه من المنتديات إليه- هى عدم وجود إنجازات حقيقيه ممكن شاب فى سنّ "علوش" -21 عاما- أن يحلُم بتحقيقها .. إنجازات بالشكل التقليدى جدّا للإنجاز بعيدا عن الإنجازات التقنيه التى لا تبدو حتى الآن مفيده لنا فى العالم العربى بشكل ملموس .. قد يكون "علوش" ماهرا جدّا فى معارفه التقنيه و التكنولوجيه لكن كيف انعكس هذا على أرض الواقع !! إحقاقا للحق هناك بعض الروابط تشير لدروس يقدّمها "علوش" لكنّها غالبا دروس فى اختراق المواقع بردو :) !!

على أى حال .. رحم الله "علوش" رحمة واسعه و غفر له و لنا جميعا و ألهم أهله الصبر و أنزل على صدورهم السكينه والرضا و وفّقهم لتقبّل قضاء الله و قدره .. و إنّا لله و إنّا إليه راجعون

ملحوظه : فى هذا الرابط مشهد "صنعته إيه" فى مسرحية "سُك على بناتك" فى الدقيقه 2:17

10 comments:

آخر أيام الخريف said...

ربنا يسعد يا منى زى ما اسعدتينى...خلتينى اضحك من قلبى على قد ما انا صعبان عليا فعلا الشباب اللى زى ده...البطولة بالنسبة له انه يضرب موقع دانماركى لأن الواقع اللى حواليه مش مشجعه للاسف انه يحلم بأكتر من كده

عدى النهار said...

أحياناً بافكر فى شكل الحياة بعد سنوات ، وإيه الإختراعات اللي هاتكون موجودة ، وشكل الحياة هايكون إيه فى ظلها. مين كان يتخيل فى فترة سابقة المتوفر حالياً من إمكانيات تواصل بين الناس فى مختلف أركان
الأرض

أعتقد إن السن له عامل كبير هنا. يعني مثلاً الشباب صغير السن اللي نشأ مع تطور الإنترنت طبيعي أن نسبة من المهتم منهم بعلوم الكومبيوتر لا يستطيع أن يمنع نفسه من محاولة إختراق المواقع لمجرد
إشباع رغبة شخصية فى مجال إهتمامه. فى النهاية ممكن حد يتخذها مهنة تنتهي به للسجن ومن خلاله العمل مع أجهزة المخابرات أو البوليس أو مؤسسات كبيرة لحمايتها من الهاكرز الأخرين

عصفور المدينة said...

أعجبتني هذه الخاطرة بتسلسها المقنع جدا
قال الله عزوجل
وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون

المهندس said...

الاخت العزيزة / زمان الوصل

اولا : اسمحي لي ان اهنيك علي عودتك لمجال التدوين بعد ان حرمتينا طويلا من تدويناتك ذات الشحنة الدسمة ... والتي كثيرا ما تكون فاتحة لطرح العديد من التساؤلات .. اكثر من اعطائها للاجابات الجاهزة

ثانيا : الف لا بأس علي صحة حضرتك .. الذي علمته متأخرا من خلال تدوينة " فتاة الجالاكسي " .. واسمحي لي ان اعلن عن تضامني المطلق مع المبدأ الذي تبنيته مع مديرك .. المشكلة ان هناك الكثير جدا من المديرين .. لا يعلمون حدود الاحتمال البشري والانساني .. " وهي انه ليس دائما .. المزيد من التكليفات في العمل .. تعني المزيد من الانجاز " .. و هذا هو الفارق بين رتم العمل هنا .. وفي الخارج بالدول المتقدمة .. حيث الحرص علي تصفية الذهن خلال الاجازات شئ مقدس .. لمزيد ومزيد من النجاح

ثالثا : عودة لموضوع التدوينة .. اسمحي لي التقدم بالتعازي لاهل علوش .. واصدقاؤه .. ومحبيه .. داعين الله ان يتغمده بواسع رحمته

رابعا : " علوش " .. كنموذج لهو مثال صارخ ..علي حال العبثية التي تسيطر علي مجتمعاتنا العربية .. ربما يظن البعض .. ان الشباب هم من ابعد الاطراف عن حالة الانكسار التي نعيشها في مجتمعاتنا .. ولكني اختلف قائلا ان الشباب هم الاعلي صوتا .. وصراخا من تلك الحالة المزرية التي تردينا فيها .. ولكنه يعبر بطريقته التي يجيدها .. والتي حتما تختلف عما نجيده .. ونستطيعه ونستسيغه

خامسا : تخيلي لو ان هذا " العلوش " كان في مجتمع اخر .. وظروف بيئية .. ومجتمعية اخري .. الم يكن من الممكن .. ان تقرأي نعيا علي هذا النحو " .. ويؤسف جامعة / ... ان تنعي بمزيد من الحزن والاسي .. د/ علوش .. الذي توفي في ظروف مأساوية .. والجامعة اذ تنعي الفقيد لا تغفل اسهاماته الرائعة في مجال البرمجيات .. وجهوده في اعداد دراسات واسعة في مجال حماية الحاسبات الخادمة .. ولاتنسي ادارة الجامعة التنويه بان الفقيد كان اصغر اعضاء هيئة التدريس بالجامعة بعد حصوله علي درجة الدكتوراة في مجال البرمجيات في سن مبكرة للغاية .. وبعد منحة دراسية مقدمة من احد كبار الرعاة للجامعة "

سادسا : شكرا .. والسلام عليكم واغفري لي تقصيري في متابعة تدوينات حضرتك عند نشرها مباشرة .. نظرا لاني اعيش في خضم .. حالة " فتي جالاكسي " ان صح التعبير ... دمتي دائما في خير حال

زمان الوصل said...

--------------
آخر أيام الخريف
--------------

يا رب يكون ما اكتبه سببا دائما فى إسعادك :) صحيح جدّا ما قُلتِ رُبّما تكون هذه هى آخر ساحات البطوله المتاحه للشباب مثل "علوش" بعد ما استولى الأقزام على ما بقى من ساحات


----------
عدّى النهار
----------

أيوه فعلا موضوع التواصل السهل بين الناس ده شئ كان يصعُب تصوّره من خمسين عاما مثلا :) أنا فاكره أوّل ما جِبنا فى بيتنا تليفون كنت بانبسط جدّا إنّى بارفع السمّاعه ألاقى حراره رغم إنّى ماكنتش أعرف حد ممكن أكلّمه أصلا :)))ا

ممكن عامل السنّ يكون له دور فى الشعور بالفضول لاختراق المواقع بس المشكله إن مفيش إحساس عام -حتى لدى من هم أكبر سنّا- بجديّة موضوع اختراق المواقع ولا حتى التفكير فى النظر له من زاوية الدين كما يحدث مع أمور أخرى ربّما تكون أقل إضرارا بالناس !!

زمان الوصل said...

------------
عصفور المدينه
------------

سعدت جدّا بهذه الزياره و أرجو ماتكونش الأخيره :) و يا رب نكون ممّن يرون الأمثال أو يمرّون بها فيعقلون


------
المهندس
------

الله يسلّمك شكرا على الترحيب و الدعاء بالصحّه :) فيما يتعلّق بموضوع المديرين للأسف يبدو أن الانخداع بالمظهر هو سُنّة كثير من الأمور هنا .. ممكن مديرك يشوفك ملازم لمكتبك 24 ساعه و يتخيّل أن هذا دليل الإنجاز بينما بالعقل كده هناك حدود للطاقه بعدها يبدأ الإنجاز فى التراجع و يخفت الحماس !! بديهيا لو الناس مش محتاجه أجازه عشان تواصل كانت النظم الرأسماليه ألغت الفكره من أساسها ..
أعجبنى جدّا تصوّرك للحال لو كان "علوش" ينتمى لمجتمع آخر و كيف كان يمكن لهذا المجتمع الاستفاده من قدراته بشكل أقل إضرارا بمصالح الناس ..
وبعدين إيه حكاية تقصيرى و اعتذارى و الحاجات دى :) طبعا تعليقاتك تسعدنى دايما بس أنا مش ماسكه الساعه للزوّار فإنتم تيجوا فى الوقت اللىّ يناسبكم و بالتوفيق إن شاء الله فى حالة "فتاة جالاكسى" و تطلع منها على خير :)

قلم جاف said...

طل الصباح ولك علوش.. سبقونا ع الحصادي..هات المنجيل والمنقوش..والحقني بالزوادي.. (أغنية شعبية سورية للمطرب السوري "علي الديك")..

لم يختلف عن كثيرين يعتبرون جهادهم السير في مظاهرة أو الهتاف في الشارع أو الجلوس في اعتصام.. ربنا يرحم علوش.. ويرحمنا جميعاً..

بنت القمر said...

ممكن كمان تلاقي الناس بتقول انتقل للرفيق الاعلي الشهيد علوش المجاهد العظيم علي مواقع الانترنت
انه العصر الجديد
احنا عواجيز بقي يا اختي
تحياتي لشريف كلم جاف انه عارف الاغنية ابقي جوجلي عنها
- التدوينة جميلة تنفع تحقيق صحفي
;)

Unknown said...

تحية وصل .. وحمد لله على عودتك للتواصل ونسج زمن الوصل على اتساعه بين متابعي مدونتك الرائعة فقد أسعدني حظي بتصفح بنهم الكثير من تدويناتها فشكرا لمشاركتنا عبق الرأي و شمسية الرؤيا ، و عن تدوينة ... عليش مات ... و لا أدعى معرفتي الصحيحة بوجود عليش من عدمه من حيث المبدأ ... لكن لنأخذه كمؤشر على الحالة العربية الراهنة .. في رأي ـ و قد يكون محملا بالخطأ ـ أن الأمر يصف و يكرس في آن صحة و صلاحية مقولة جفاف الرؤيا و إفلاس القدرة لدي الحكام العرب و ضبابية المنطلقات لدينا نحن الشعوب العربية .. لم نعد نمارس فعل التفكير الأولي كما كان أسلافنا فننطلق من مقدمات منطقية الي نتائج منطقية عبر تحليل منطقي ... سلبونا خلال أربعين عاما القدرة على الفعل الجماعي و التفكير الجماعي و الهدف الجمعي و الجماعي ، فأصبحت المبادرة الفردية غير الواعية والتى تسير وفق قناعات صاحبها بغض النظر على مدى صدق وصوابية قناعاته مدام لا يرى مقياس ذو دلالات عامة متفق عليها مخزون في الذاكرة الجماعية تحدد هذه الصوابية ، فنتبنى بفعل الضرورة ما نراه مناسبا لقدرتنا على الفعل ... و عليش رأي أنه قادر وفق قناعاته مساعدة المسلمين بإحداث ضرر في المواقع المعادية للمسلمين ... و لم يستقر في ذهنه أن الأفضل أن يبني نموذج للمسلم مادام قد وصل الي هذه القدرة التقنية خلال العمر الذهبي 21 عام فكان الأصلح أن يطوعها ـ من خلال الأفضلية النسبية التى يتمتع بها وهى التقنية ـ في بناء موقع ضخم تفاعلي بعدة لغات يناقش منطلقاتهم الفكرية و ليس نتائج هذه المنطلقات فيجرون الحوار في دوائرة مفرغة ، وكذلك ليس ممارس فعل الضرر بهم فيؤكد فكرتهم الخاطئة عنا بأننا مخربون ... و نحن في معظمنا بشكل أو بآخر نمارس فعل عليش ـ كنمط تفكير وممارسة ـ و لكن تتفاوت النسبة .. عفوا فقد ضبطت نفسي متلبسا بجرم الإطالة ، و شكر موصول لأتساع وقتك لقراءة تعليقي
و للحديث بقية إن كان

PUBG MOBILE said...

شركة كشف تسربات المياه بالرياض
شركة ترميم وصيانة منازل بالرياض
شركة كشف تسربات المياه شمال الرياض والخرج
كشف تسربات المياه بالرياض والخرج
شركة تسليك مجاري بالرياض
عزل اسطح بالرياض والخرج