Sunday, February 22, 2009

التعريف المصرى للاشتراكيه

بسبب طبيعة عملى حضرت اليوم اجتماعا دعا إليه البنك المركزى المصرى ليناقش مع بعض البنوك آليه جديده تنوى وزارة الماليه تطبيقها كى يتم صرف مرتّبات العاملين بالدوله بشكل آلى من خلال ماكينات صرف البنوك المعروفه باسم
ATM

من حوالىّ سنه أو يزيد قليلا أو يقلّ قليلا انتقل البنك المركزى من مبناه العتيق -عتيق عتيق مش هزار- فى "11 شارع الشريفين" إلى مبنى شديد الفخامه فى شارع "الجمهوريه" .. ذهبت للمبنى القديم عدد لا بأس به من المرّات لمناقشة بعض الأمور المتعلّقه بالعمل مع أفراد من البنك المركزى و لمست الحاله شديدة السوء التى كان عليها المكان المخصّص للزملاء العاملين فى إدارة الحاسب الآلى لدرجة أن أحدهم و كان شخص مهذّب للغايه و متعاون جدّا الحقيقه كان يجلس إلى مائده صغيره تشبه تلك التى يجلس إليها الطلبه فى الجامعات الخاصّه و على هذه المائده محدودة المساحه وضع جهاز الحاسب و كوب من الشاى اندلق عليه و على أشيائه لضيق المساحه !! فى هذا المبنى كان يمكن للكثيرين أن يصعدوا السلالم للوصول لإدارة الحاسب الآلى بدلا من ركوب المصعد الذى كانت حالته لا تسرّ عدو ولا حبيب و تجعل أمثالى من أصحاب فوبيا الأسانسيرات يتشاهدوا طول وجودهم فى الأسانسير .. كان يمكن أن تطلق لخيالك العنان و تتصوّر أن الدواليب المتراصه بجوار الحوائط لو فتح بعضها لخرج منه فأر أو عرسه أو أى كائنات حيّه

لكل هذه الأسباب مجتمعه سعدت جدّا بانتقال البنك المركزى لمبناه الجديد :) الواحد لازم يحب الخير لزملاء مهنته كما يحبّه لنفسه حتى لو لم يكن مستفيد بشكل مباشر :) لكن الطريف فى الأمر هو إحساس -قد يكون خاطئ- أن التغيير فى بعض الأحيان يكون تغييرا خارجيا يمسّ المظهر فقط دون تغيير موازى فى الجوهر و الروح .. فالاجتماع يبدأ دائما بممثل للبنك المركزى مبتسما مستبشرا يقف و خلفه "داتا شو" و قد أعدّ عرض شرائح لشرح المشروع الجديد و مزاياه التى تكون فى كثير من الأحيان نظريه للغايه و جمل إنشائيه من قبيل "تنمية الثقه الائتمانيه" لكن لا بأس من كل هذا فهذا شئ طبيعى و متوقّع .. لكن الطريف فى الأمر -من الاعتياد بتّ أجد الموضوع طريفا و مسلّى عوضا عن رخامة الاجتماع- أنّه خلال الاجتماع طبيعى يكون هناك تحفّظات و اعتراضات من ممثلى البنوك المختلفه على بعض النقاط المقترحه .. و هنا .. تختفى الابتسامه من على وجه موظّف البنك و يعود قرونا للخلف ناسيا "الداتا شو" و "اللاب توب" و عناوين البريد الإلكترونيه الخاصه بنا التى سنتراسل معه من خلالها .. ينسى كل هذه الرموز التى توحى بتغيّر الأحوال و ينسى المبنى الفخم الذى نجلس فيه جميعا و يشهر فى وجهك جمله باتره ينهى بها أى حوار :

هذا المشروع وافقت عليه وزارة الماليه و البنك المركزى وهو فى طور التنفيذ .. انتهى -

فى شهر "أغسطس" الماضى حضرت اجتماعا مماثلا فى الشركه المصريه للاتصالات .. وقتها يبدو أن الشركه كانت مهدّده بمنافس جديد -ألغيت الفكره حسب معلوماتى- ففكّرت فى استقدام نظام جديد لمحاسبة العملاء "قالت" أن الهدف منه هو تسهيل السداد عليهم و إن كنت -من واقع اطّلاع محدود على شروط هذا النظام- أشعر أن الهدف يختلف قليلا عن هذا الهدف المعلن البرّاق كالمعتاد .. المصريه للاتصالات هى الأخرى بعد أن كانت مبانيها قديمه مشتّته فى أنحاء "القاهره" انتقلت لمبنى فخيم فى القريه الذكيه .. مبنى يتصدّره هرم زجاجى و يقف على بوّابته أمن و حراسه و حاجه زى الفل .. خلال الاجتماع و كما حدث فى البنك المركزى وقف المهندس المسئول عن شرح النظام الجديد و ابتسامه عريضه تملأ وجهه -أبتسم كلّما أتذكّرها- و بدأ الشرح وكلّه حماس للنظام الجديد و حين انتهى كان طبيعى أن يكون هناك أسئله و تحفّظات يبدو أن النظام الجديد لم يأخذها فى الحسبان ومن ثمّ كان الانطباع الذى ظهر على وجهه هو نفس الانطباع الذى ظهر على وجه "هناء الشوربجى" حين أخبرها "محمد صبحى" أنّه قرا أن الاشتراكيه تعنى أن يعمل الشعب و الحكومه تلمّ المكسب !! فسألته طيب و بعدين؟ فرد قائلا : أنا قريت لحد هنا و بس !! و بالطبع ووجهت التحفّظات و الاعتراضات بالجمله الشهيره :

إحنا اشترينا النظام و هو كده .. انتهى -

ليس هذا فحسب .. بل خلال النقاش و الاختلاف مع ممثلة الإداره الماليه فى المصريه للاتصالات فوجئت الزميله التى تمثل بنك آخر بموظّفة المصريه للاتصالات تنفعل و تتعصّب و تسألها عن تفاصيل عملها و اسمها و بياناتها ليتّضح أن مديرة هذه الزميله على معرفه سابقه بموظّفة المصريه للاتصالات و من ثمّ اتّصلت بها هذه الموظّفه المحترمه لتشكو لها و تطلب منها تأديب هذه الزميله بطريقه لا يوجد أى وصف محترم لها و كنت أظنّنا تخطّيناها بقرون و ليس أعوام و كأنّها مخبر فى الأمن و ليس موظّفه محترمه فى شركه تدّعى أنّها جزء من حكومه ذكيه !!

إحنا بنصرف فلوس كتيره جدّا -بشكل مرعب- على تجديد المبانى و الكراسى و المكاتب .. و ده كلّه طبعا ممتاز و من حق أى شخص يعمل أن يكون مكان عمله مريح له كى ينتج و يبدع .. بس الفكره أنّنا بحاجه مماثله لإنفاق مماثل على تغيير الثقافه إن كان تغيير الثقافه بحاجه لإنفاق مال .. أنا باستغرب جدّا ادّعاء بعض رموز الحكومه أنّنا بصدد التحوّل لحكومه ذكيه -أيّا كان تعريفهم للذكاء- بينما بعض المؤسسات الحكوميه لازالت تتعامل مع عملائها باعتبارها الأولى و الأخيره و التى لن يجدوا سواها للتعامل معها .. فهذا الوضع حتى و إن استقرّ طويلا لن يدوم ..

ملحوظه 1 : أعتذر فهذه تدوينه غير مثيره ولا مبهجه بس تكرار التجربه يجعلها مستحقّه للتسجيل
ملحوظه 2 : شكرا جزيلا لكلّ من سأل عنّى و عن أسباب اختفائى .. أنا أتابع و أشارك -قدر المستطاع- بالتعليق أو القراءه و هذا أضعف الإيمان

11 comments:

Anonymous said...

تعريف جميل للاشتراكية

وان كنت اتذكر نكتة شهيرة فى هذا الصدد

كان روسيا يحلق شعره أيام جمال عبد الناصر.. فسأله الحلاق ما هو النظام السياسى عندكم ؟ فشرح واستفاض الروسى فى مميزات النظام الشيوعى

وحين سأل الروسى الحلاق نفس السؤال أجاب
حاجة بسيطة جدا .. اشتراكية .. والاشتراكية كفاية وعدل .. يعنى يكفونا وبعدين يعدلونا

التغيير ممكن سيدتى .. وأسهل وأسرع مما نتوقع .. بشرط أن تبدأ به القدوة .. أى قدوة .. وتتبناه دائما بلا كلل ولاملل حتى يصبح طريقا وأسلوبا .. فأين هى؟

عدى النهار said...

هو إنتم عايزين تتناقشوا ويكون لكم رأي فني! لأ وكمان يتم الرجوع إليه وإتخاذ قرارات على أساسه! أمّال "المسؤلين" الكبار بيعملوا إيه! فوقوا وماتنسوش نفسكم إنتم مش هاتفهموا أحسن من البهوات

بس كله كوم واللي طلبت تأديب الزميلة كون لوحده

الواحد بيشعر إنه عاجز عن تصوّر حل لهذه النوعية من المشاكل لتوغّلها فى كل المجالات تقريباً لكن يمكن لو قلنا محاربة الفساد بقوة وعدم تهاون ممكن الأمور تسير فى مسارتها الطبيعية

Askandarani said...

i understand it awi, just happy ur back to writting.

... said...

أولا أنا شايفاها تدوينة مبهجة جدا :) لأن رؤية كم التناقض دة كوميدي جدا .. العقليات المسيرة للمنظومة الذكية في غاية الغباء والتخلف بالفعل
وأكتر من كدة .. الفلوس كمان مش بس التكنولوجيا مش بتغير العقول المتحجرة .. المفترض اني في مكان لا يعاني موظفوه من نقص في الرفاهية .. ولهذا هم متفرغون تماما لممارسة الغباء الوظيفي والتحنط الفكري .. باستخدام أحدث تكنولوجيا ممكنة
إنه الكاتب المصري الجالس القرفصاء

Unknown said...

أول شي أنا مبسوطه انك رجعتي:) كنت فاقديتك

ثانيا هاد "الاستبداد الديموقراطي" موجود حتى في القطاع الخاص اللي بيدعي انه أحسن ومتحرر أكتر من القطاع الحكومي ولكن في النهايه يتضح انها مجرد شعارات يتشدق بها ولا تصلح على أرض الواقع

بس حركات "بروباجندا" يعني

مش فاهمه said...

هل هلالك شهر مبارك ......ليكى وحشه و الله ............
طبعا تدوينه جميله وفى محلها و خصوصا قبض المرتبات عن طريق ATM ولو تشوفى م منعم بتاع الأسانسير عندنا وهو واقف يدى بطاقته لكل واحد شويه و كل الناس شايفه مرتبه و هو بيعمل بيه ايه .....و الكارثه لما الماكينه بتاخد الفلوس و تضرب عليها و حلنى لما تدخل فرع البنك تقول لهم الماكينه خدت فلوسى يبصوا لك بكل اشمئزاز و قرف البطاقه دى تبع الماليه فقط و ليس لكم اى حقوق لدى البنك ما انتم الا عبيد احسناتنا قصدى ما انتم الا موظفين حكومه و احنا بنساعدكم لكن اى تساؤلات او اشكاوى او او سيس خرسيس

قلم جاف said...

حمد الله ع السلامة .. طالت الغيبة المرة دي.. دة أولاً..

أنا شايف اللي بيحصل عادي جداً .. من الاعتياد يعني..

من عشرين سنة بيتكلموا عن تطوير التعليم وبنكتشف - في آخر الفيلم - إن التطوير دة شكلي ، بس من الخارج .. إنما المضمون والعقلية المتخلفة قاعدة على قلبنا لطالون..

من خمس سنين قالوا حنطور التليفزيون ، وبالفعل الشكل اتطور جداً على مستوى القنوات التليفزيونية الأرضية ، بس المضمون فضل زي ما هوة..

ما أحلى تغيير اسم المحل من "وكالة توفيق ودن القرد" إلى "وكالة عوضين ودن القرد"!

سياسة تعميم الزبون.. اصحابها المثقفين المتعلمين شايفين إن الناس حتتبسط من التغيير ، أي تغيير ولو كان في واجهة المحل ، مش مهم المحل من جوة يتغير ولا لأ..

خلي الناس تتبسط.. وخلي قياداتنا تحس إن الناس بتتبسط ، وان احنا بنشتغل (ـــهم):(

زمان الوصل said...

====
شريف
====

هو تعريف جميل للاشتراكيه و صادق جدّا فى وصف حال كثير من حكوماتنا للأسف ..
التغيير ممكن طبعا لكن أين هى الرغبه فيه !! :(


==========
عدّى النهار
==========

أصل الدعوه للاجتماع بتكون فى صيغة "تعالوا نتناقش" فالناس بتروح على هذا الأساس فبتكون الصدمه قويه أمّا يكتشفوا الفوله .. شخصيا بطّلت أتناقش و باتعامل مع الموقف بطريقة "قولوا لنا كل طلباتكم و ما يرتبط بها من بلاوى عشان نشوف هنجيبها لكم من أى داهيه" .. بالنسبه للزميله اللىّ كانوا عاوزين يأدّبوها مش هتتخيّل إن الموظّفه بعد ما رزعتها الإسفين التمام راحت تنسّق مع زملاء البنت اللىّ حاضرين معاها الاجتماع عشان تبقى أقوالهم زى أقوالها !! تخيّل المسخره !!


========
إسكندرانى
========

:) طبعا لازم تتخيّل .. انت مش معانا فى القصّه دى !!

زمان الوصل said...

=====
بثينه
=====

الله يجبر بخاطرك :) الفكره هى .. طيب ما إحنا مصريين بس مش عاجبنا اللىّ بيحصل !! هل ده بسبب عدم قدرتنا على جلو القرفصاء زى جدّو الكاتب؟ :)


======
مياسى
======

شكرا يا جميله ألف شكر :) معاكى أن الاستبداد موجود كذلك فى القطاع الخاص بس ممكن نقول أن المنافسه و السوق المفتوح هى اللىّ بتحمى الناس من توحّشه لكن الحكومات تتعامل مع الناس بفوقيه و تعالى على اعتبارها المتحكّمه فى مصائرهم !!

زمان الوصل said...

=======
مش فاهمه
=======

شكرا على الترحيب :) الصدفه اللذيذه إنّى كنت من فتره قريبه جدّا باقرا مقال عن شكاوى المواطنين اللىّ مرتّباتهم بالفعل بتتحوّل للبنك عشان القبض و المعاناه الفظيعه اللىّ بيعانوها فطبعا كان كل ما أسمعه فى الاجتماع مثار سخريه بالنسبه لى .. اللىّ خرجت بيه من الموضوع إن فيه هدف إحصائى غير معلن من وراء العمليه دى يمكن يكون مرتبط بفكرة رفع الدعم و يمكن يكون تنشيط للبنوك بعد الركود المتوقّع بسبب الازمه الاقتصاديه و أكيد من ضمن اسبابه عمل إحصائيه بمرتبات الناس و إجمالى دخولهم لكن الهدف لا يمكن -فى رايى المتواضع- يكون تسهيل اى شئ على الموظّفين لا سمح الله


=======
قلم جاف
=======

الله يسلّمك :)
المشكله إنّنا أحيانا نبدو و كأنّنا مش واخدين بالنا إن تغيّر الجوهر و المضمون هو الأهم و ليس الشكل الخارجى !!
الناس هتستفيد إيه أصلا من تغيّر الشكل التغيّر ده عائد على من يعملون بالجهه أو المكان الذى يغيّر جلده لكن ما الفائده التى تعود على الناس إذا لم يتغيّر الجوهر للأفضل؟ حاجه كده ممكن نشبّهها بالعبادات و المعاملات .. العبادات الناس لا تستفيد من أدائك الجيّد لها ولا شأن لها أصلا بكفيفة أدائك لها فهى علاقتك بربّك لكن ما يعنيهم حقّا هو معاملاتك معاهم هى دى اللىّ محتاجه تطوير ..

PUBG MOBILE said...

خدمات منزلية بالرياض
المبيدات الحشرية
شركة مكافحة حشرات بالرياض
هي مركبات الفوسفور والتي يتم استخدامها للقضاء على الحشرات التي توجد بالمحاصيل الزراعية, وهذه المركبات لا تضر على صحة الإنسان لأنها لا ينتج عنها رواسب وتسمى مبيدات الفوسفاتات العضوية.
مكافحة الحشرات بالرياض
مبيدات لا تضر بالمواد الغذائية وتستعمل في القضاء على الحشرات تسمي بالمبيدات الكربامات.
شركة رش مبيد بالرياض
المبيدات الغير عضوية: يتم عمل تلك المبيدات بالخامات المعدنية, وتستخدم في القضاء على الحشرات التي توجد في المحاصيل الزراعية, خاصة الحشرات التي توجد بالقطن وبأشجار الفاكهة وغيرها من المحاصيل.
خدمات منزلية بالدمام
مبيدات جرثومية: تستخدم هذه المبيدات للقضاء على الحشرات, تكون هذه الحشرات تأتي عن طريق العدوى, ويتم استعمالها لحشرات معينة دون غيرها من الحشرات.
شركة مكافحة حشرات