Sunday, December 03, 2006

عروس الصعيد



ذهبت فى رحله قصيره الى المنيا .. بدأت صباح الجمعه و انتهت مساء السبت .. مدّه قصيره لا تسمح سوى بتعليقات و تأمّلات بسيطه


شويّة ميّه يا كفره


فى مسرحية "تخاريف" حين ينجب محمد صبحى طفل أسود البشره بينما هو و زوجته من ذوى البشره البيضاء ممّا يوحى بخيانه زوجيه يختنق محمد صبحى من المفاجأه حين يرى الطفل لأوّل مرّه و يصيح فى الخدم الواقفين حوله "شويّة ميّه .. شويّة ميّه يا كفره" .. تذكّرت هذه العباره الضاحكه التى كثيرا ما أستخدمها حين بحثت فى كل أكشاك ميدان عبد المنعم رياض عن كشك واحد يبيع أقلام و لم أجد !! وسط أكوام الشيبسى و البسكوتات و اللبان و الشيكولاته !! قلم واحد يوحّد ربنا !! مفيش ..


الدنيا شيشه فى هوا


فى مقهى متواضع على طريق أسيوط كانت الاستراحه الأولى فى الرحله مع كوب شاى فى وقته تماما ؛ بالمقهى عدد من الرجال معظمهم يرتدى الجلباب و العمّه الصعيديه بعضهم يفطر و البعض الآخر يشرب الشاى و يدخّن الشيشه ؛ كان الجو رائعا جدا و الهواء منعشا و علامات الاسترخاء باديه على مدخّنى الشيشه حتى انّى شعرت ببعض الحسد تجاههم و وجدتنى أغنّى مع سعد عبد الوهاب "الدنيا شيشه فى هوا"


"ضانس" فور لايف


من حوالى أسبوع أو عشرة أيام أذا برنامج العاشره مساء فقره بعنوا "دانس فور لايف" وكانت حول قيام حوالى خمسة آلاف شخص بالرقص فى وقت محدد من أحد الأيام تضامنا مع مرضى الإيدز فى العالم .. خمسة آلاف شخص فى مصر تضامنوا رقصا هم و آلاف آخرون غيرهم حول العالم مع مرضى الإيدز ..


بعدها بأيام قليله كنت أقرأ فى أحد الجرائد حول راقص يدعى "ميرو" يرقص رقص بلدى فى فنادق "شرم الشيخ" .. "ميرو" معجب كثيرا بأداء الراقصه "صفوه" و إن كان -كما يقول هو- قد طوّر الحركات الخاصه به و صار له جمهور يتابعه ..


مساء الجمعه فى المنيا كان هناك حفل بديع اقامه الفندق كان بطله الرئيسى هو المزمار البلدى .. يصاحبه -طبعا- طبّال كان الله فى عون يديه .. من ضمن فقرات الحفل تقديم شاب صغير السن لرقصات تعبر عن مدن مصر المختلفه .. من بحرى و من قبلى و رقص بالعصا ..

كنت خلال مشاهدة الحفل افكر فى "دانس فور لايف" و أواصل لتساؤل "المتخلّف" .. ما الذى قدّمه رقص الراقصين لضحايا الإيدز؟ و يا ترى هل يمكن ان نقول أنّه مثلما يرقص الشاب الصعيدى فور لايف "أكل العيش يعنى" يرقص "ميرو" رقص بلدى فى شرم الشيخ فور لايف بردو !! ولاّ ده "دانس" و دكهمّا "ضانس" !!

3 comments:

قلم جاف said...

ربما يرى العباقرة أصحاب حملة "دانس فور لايف" أن الرقص هو أضعف الإيمان..في الوقت الذي يتمسكون فيه خاصة في العالم الغربي بجعل العقاقير التي تؤخر ظهور أعراض الإيدز أعلى سعراً من متناول مرضى الإيدز في العالم الثالث!

HANY said...

يذكرنى ذلك بحديث اشرف الخلق " عليه الصلاه والسلام", الذى يقول فى أخره " حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه "

تقليد جاهل وأعمى لأحقر ما نجبه الغرب , وربنا يعوض عليكى يا مصر

وتقبلى تحياتى

زمان الوصل said...

من دقائق قليله كنت اقرا رساله حول فكرة "دانس فور لايف" تتحدّث عن جمع التبرّعات لصالح مرضى الإيدز .. انتابنى شعور بأنّى قد أكون ظلمت الفكره ذات الهدف النبيل .. لكن بكل صراحه لا أستطيع ابتلاع فكرة أن نرقص للتعبير عن التضامن مع مرضى الإيدز حول العالم .. قد أحترم أكثر فكرة إرسال رسائل إنسانيه لهم أو حتى مكالمات هاتفيه مع أشخاص يعانون فى مختلف أنحاء العالم و أستطيع أن أستوعب الناتج المباشر لهكذا أفعال لكن الرقص .. !!