سيظل فيلم "أنا حرّه" بأفكاره حول الحرّيه و ما إن كانت غايه أم وسيله .. من الأفلام -وبالتبعيه الروايات- التى تثير كثير من التساؤلات بالنسبة لى ..
كنت قد أشرت لموقف التناقض الشعبى الأثير الذى يثيره هذا الفيلم فى
..و لعرض الفيلم بالأمس على إحدى القنوات تذكّرت فكره أخرى طالما أثارت استغرابى لطرحها الذى قد ينقصه بعض النضج ..
البطله كما نعرف حصلت على شهاده جامعيه و بدأت العمل فى شركه قطاع خاص ؛ تعلّق لافتات قد تكون غير مألوفه فى مجتمع العمل المصرى فى هذا الوقت من نوعية "وقتك ملك للشركه" و "لا تستخدم تليفونات الشركه فى المحادثات الشخصيه" و كذلك "ممنوع استقبال الزوّار خلال أوقات العمل" .. قد تكون اللافتات بهذا الشكل غريبه و غير معتاده لكنّها قطعا لا تقول شيئا يمكن استهجانه او الاعتراض عليه بدعوى أنّه يتناقض مع الحرّيه !! لهذا كلّما أعيد الفيلم و شاهدت المشهد الذى يزور فيه الأب ابنته فى مكان العمل و يدور حوار كالتالى :
يا بابا ماتقدرش تستخدم تليفون الشركه -
الله !! هى دى الحرّيه !! -
لازم تستأذن دلوقت عشان وقت الشغل .. -
الله !! هو انتى كده بقيتى حرّه !! -
عندى شغل متأخّر النهارده وماقدرش اروّح بدرى -
ما شاء الله .. انتى حرّه !! -
أستغرب جدا من تعليقات الأب الغيرمتّزنه والتى تعكس فهما غريبا لفكرة الحرّيه !! و إذا كان هذا الفهم المغلوط للحرّيه -باعتبارها ممثّله فى حريّة الرجوع للمنزل فى وقت متأخّر أو فى تعلّم الرقص- يمكن قبوله من البطله فى مراحل المراهقه باعتبارها أصغر سنّا فهذا لا يمكن قبوله من الأب الناضج الحكيم !! والذى قد يعكس بدوره فهما غير ناضجا لفكرة الحرّيه فى المجتمع ككل فى هذا الوقت ..
و إلى لقاء ..
5 comments:
لا أعتقد إن موقف الأب غير ناضج، و إنما يعبر عن نوع آخر من الضغوط التي تكبل حرية الإنسان، و هي ضغوط الاستقرار الوظيفي و ما يتبعه من قيود. هي نفس الفكرة التي طرحها العبقري تشارلي تشابلن في تحفته
Modern Times
مرحبا :-)
ربّما يصعب علىّ تصوّر أن الأب الذى ظهر بالفيلم أكثر نفهّما من شقيقته و زوجها و أكثر استعدادا لمنح ابنته حريّات كانت نادره بالنسبه للفتيات فى عصرها .. هذا الأب يصعب تصوّر أنّه لا يدرك أن هناك حدود حتى للحرّيه !! أو أنّه لا يدرك أن استخدام تليفون العمل فى اجراء محادثات شخصيه ليس من قبيل الحرّيه بل قلّة الأمانه :-) و أن وقت العمل ينبغى أن يخصّص للعمل و فقط كما كانت ابنته تخصّص وقتا للمذاكره و التفوّق ولم تنل منه هذا "التقطيم" من وقت لآخر و ترديد كلمة "هو انتى مش حرّه" عمّال على بطّال !! :-)
أنا أراها تعليقات لمباوية أكثر منها غير متزنة!
أذكر بأن هذه هي قواعد الشركة التي قبلتها هي بحريتها .. والتي يفترض أن السيد الوالد المحترم يدرك أن ابنته لم يضربها أحد بالخيزرانة على يديها المسلوعتين على العمل في شركة هذه قواعدها..
أنا حر في أن أقبل التزاماً أو لا أقبله .. وجزء من قبولي للالتزام هو التزامي بالالتزام ، أما لو قلت ح أقبل الالتزام ورجعت أتمرد عليه أبقى عيل قاصر مش حر وما أستحقش هامش الحرية اللي أنا واخده..
لو افترضت حسن النية في الكثير ممن يكتبون للدراما عن الحرية ، فإن استنتاجي أنهم يكتبون عن الحرية وهم نائمون.. ولو كان فيهم حد فايق وهو بيكتب كنا حنشوف حاجات مختلفة شكلاً وموضوعاً..
ليه سوء النيه السيناريو -بامناسبه كان لنجيب محفوظ- عن طريق تساؤلات الأب لم يكن يقصد بها استفهاما ولكن تقريرا لمبدأ ان الحريه تعنى المسئوليه و ليس كما كانت تفهمه البطله فى الماضى
مرحبا ب "مش فاهمه" .. :)
السيناريو جزء كبير منه يستند على الحوار الذى جاء بالروايه .. برغم رؤيتى للفيلم قبل قراءة الروايه و اعجابى بكثير من اجزاء السيناريو -خاصة ذلك الجزء الذى تتناقش فيه البطله مع البطل حول مفهوم الحريه و هل هى غايه ام وسيله- لكنه فى النهايه "مثل فيلم عمارة يعقوبيان" مبنى على حوارات وردت اصلا بالقصه ..
وأستبعد جدا ان يكتب احسان عبد القدّوس روايه و تتحوّل الروايه الى فيلم من اجل تقرير فكرة "الحريه تعنى المسئوليه" !! إذ أفترض بداهة هذه الفكره للدرجه التى لا تغرى بكتابة روايه عنها و من ثمّ تحويلها إلى فيلم !! حتى انّى تخيّلت لو دار حوار بين البطله و والدها على النحو التالى :
- الله .. الإسوره دى جميله أوى
- بتاعة مين دى يا أمّوره؟
- دى بتاعة فلانه جارتنا استلفناها عشان اقابل العريس بيها
- طيب ما تاخديها لنفسك يا حبيبتى !!
- لا طبعا يا بابا حرام !! اللى يسرق يروح النار
- ايه ده !! انتى مش حرّه ولاّ إيه
لو دار مثل هذا الحوار الذى يقر حقيقه يعرفها اى تلميذ بالابتدائى لدبدبت الجماهير و قالت "سينما اونطه عاوزين فلوسنا" !! فليس هناك حريّه مطلقه بدون مسئوليات !! و حتى البطله فى عز مطالبتها بالحريه فى الفيلم كانت تعرف ان هناك حدودا للحريه و ان الموضوع ليس مطلقا .. بدليل ضغطها على نفسها فى المذاكره و الذهاب للمدرسه و حضور الامتحان !! لهذا افترض ان الفيلم -والروايه قبله- كانا لمناقشة فكرة "هل الحريه غايه ام وسيله" ..
قلم جاف ..
هى الحقيقه كانت تعبيرات شديدة المباشره لطرح فكرة ارتباط الحريه بالمسئوليه !! وكما قلت سابقا لو وردت على لسان البطله وهى اصغر سنّا لبلعناها على مضض لكن ان ترد على لسان الأب !! غريبه شويه ..
Post a Comment