Sunday, February 17, 2008

على الجسر

"على الجسر .. أسطورة الزمان" هذا هو عنوان كتاب الدكتوره "عائشه عبد الرحمن" الذى سردت فيه بعض اللقطات من حياتها وكيف نجحت فى الالتحاق بالتعليم المدرسى فى وقت لم يكن تعليم الفتيات شائعا فيه و كيف جاهدت كى تحوّل مسارها الدراسى من مسار إعداد المعلّمات إلى مسار التعليم الجامعى و كيف التقت بزوجها دكتور "أمين الخولى" الذى كان يدرّس لها بكلية الآداب ..

لم أكن أفهم -قبل قراءة الكتاب- ما عنته بعنوانه "على الجسر" لكن مع الصفحات الأولى له أدركت أنّها كتبته بعد رحيل زوجها عن الحياه و كيف ترى نفسها واقفة على جسر بين الحياه و الموت فى انتظار أجلها كى تلحق به !!

الكتاب حجمه صغير قرأته فى يومين لكن اللاّفت جدّا للنظر فيه أن الكاتبه لم تعبّر بكثير من الكلمات أو التفاصيل عن المشاعر المتبادله بينها و بين زوجها لكنّها واضحه جدّا فى الصفحات و السطور التى تناولته فيها !! ربّما بسبب طبيعه متحفّظه أو عدم رغبه فى الخوض فى أمور شديدة الخصوصيه لم تتحدّث "بنت الشاطئ" عن كيف فاتحها زوجها -مثلا- فى أمر الزواج أو شعورها فى هذه اللحظه وغيرها من لقطات مميّزه فى علاقه تبدو شديدة التميّز .. لا أنكر أنّى كنت أحب جدّا أن تتحدّث باستفاضه أكبر عن مشاعرها تجاه زوجها الراحل العزيز لكنّى رغم عدم تحقّق رغبتى هذه شعرت أن "الرساله وصلت" .. قلت لنفسى ده حب "من بتاع زمان" .. سيره ذاتيه ليس بها بهارات ولا تحابيش و رغم هذا لم تخل من مشاعر نبيله جدا وصلتنى دون كثير من الكلام ..

أكثر ما آلمنى فى الأمر أن "أمين الخولى" توفّى فى مارس 1966 بينما توفيّت "بنت الشاطئ" فى العام 1998 أى أن انتظارها الوصول إليه طال لأكثر من ثلاثين عاما .. رحمهما الله و جعل مثواهما الجنّه

هذه بعض من أبيات كتبتها بعد رحيل زوجها مباشرة تحت عنوان "رؤيا"

قلت : أشكو من تباريح النوى
قال: لا ؛ ليس ذا وقت الشكاه
حسبنا أنّا التقينا فاغفرى
لزمان البين ما اغتالت يداه
قلت : أخشى ما طوى من غدره
ليت ما ذقناه منه قد كفاه
قال : خلّى همّ أمس و غد
أمس قد ولّى ولم تأت الغداه
قلت : ما أدرى ؛ أحلم ماأرى
أم بعثنا ..
وانتهى الصوت و تاه

ثمّ كتبت أبيات أخرى فى ذكرى رحيله بعد مرور عام على هذا الرحيل كانت نهايتها كالتالى :

هل مضى عام ومازلت هنا
اأثقل الخطو ؛
على الجسر إليك؟
أبأنفاسك أحيا أم ترى
مات بعضى ؛
وبكى بعضى عليك؟

4 comments:

عدى النهار said...

قرأت الكتاب من فترة بعيدة وأعجبنى جداً خاصة الصفحات الأولى منه والتى أعتقد أنها قالت فيها كل شىء. غريبة جداً مقدرة إنسان على التعبير عن نفسه ومشاعره وحياته كلها فى كلمات وجيزة بهذا الوضوح وهذه التعبيرات الجميلة القوية والسلسة فى نفس الوقت.. مافيش إصطناع خالص حسيت أنها عصرت نفسها فى تلك الصفحات

زمان الوصل said...

همممم .. قد أكون فعلا بحاجه للعوده لقراءة الصفحات الأولى منه التى أعترف أنّى تعجّلت قراءتها تشوّقا لقراءة السيره الذاتيه بتفاصيلها ..

فعلا كان شئ مدهش أن يكون الكتاب بهذا العدد القليل جدّا من الصفحات -مقارنة بمعظم السير الذاتيه- ورغم هذا تشعر أنّه قد قال كل شئ !! كل شئ مهم يعنى بصرف النظر عن التفاصيل التى يطمع فيها الفضوليون أمثالى :)

Anonymous said...

لم أكن قد سمعت عن كتاب د.عائشة من قبل، ولكن بعد قراءتي لما كتبته عنه في بوست معرض الكتاب، حرصت على شرائه من جناح دار الهلال.

أما الآن فقد حمستيني لأبدأ في قراءته :)

زمان الوصل said...

طيب يا رب يعجبك يا "محمّد" كما أعجبنى
:)