Wednesday, February 27, 2008

ED tv


نشرت جريدة "الاتّحاد" الإماراتيه خبرا حول ضبط كاميرا صغيره بأحد حمّامات النساء فى "دبى" للتلصص عليهن !! أسعدنى أن وقعت الحادثه فى "دبى" حيث لا مجال للحديث عن الكبت الذى يولّد الانفجار لو كان الحادث وقع فى "السعوديه" مثلا ..خلال نقاشى مع بعض الأصدقاء حول هذا الخبر و ارتباطه بالكبت وقمع الحريّات تذكّرت فيما شاهدته من سنين طويله وكان اسمه "إد تى فى" و لازلت أتذكّره جيّدا جدّا ..


الفيلم كان يدور حول تصوير الحياه اليوميه لمواطن أمريكى بسيط !! تصويرها بكل تفاصيلها حتى لحظات وجوده بالحمّام !! يلقى العرض بعد فتره حماس الجماهير و متابعتهم الشغوفه بصوره يبدأ "إد" معها الشعور بأنّه لم يعد له حياه فكل تفاصيل حياته منقوله على شاشات التليفزيون ليل نهار .. ثمّ تبدأ علاقة "إد" بصديقته فى التوتّر .. لماذا؟ لأن الجرائد لم تكتف بما ينشر عن الجدع لكنّها بدأت استطلاعا للرأى حول آراء الشعب فى صديقة "إد" و هل هى جميله بما يكفى وجاءت الآراء سلبيه !!


من ضمن المواقف الذى أذكرها جيّدا بالفيلم ذلك الذى أدّى للقطيعه بين "إد" و صديقته إذ فى لحظه ما تخيّلا أنّهما بمأمن من تلصّص الكاميرا و أنّهما قد نجحا فى تضليلها و الهرب منها ومن ثمّ باتت الفرصه سانحه للقاء حميمى .. وحين بدأت الفتاه فى خلع ملابسها انتقل الفيلم لينقل رد فعل أحد متابعى الفيلم صائحا أن الفتاه صدرها عارى وهو ينادى زميلا له بالغرفه !! الموقف ده وقتها أذهلنى بسبب أن مشهد كهذا و غيره متاحين بسهوله شديده لأى شاب فى "أمريكا" وهو بغير حاجه لأن يقضى الساعات الطوال فى متابعة حياة شخص آخر انتظارا لمشهد من هذا النوع !! لكن يبدو أن الناس -كما أشار
من قبل- بالفعل تعشق التلصّص و مشاهدة مواقف يظن أبطالها أنّهم بمأمن من المشاهده !!


المهم انفصل "إد" عن صديقته التى اختارت الانزواء بعيدا و بدأت وسائل الإعلام البحث ل "إد" عن صديقه جديده أكثر إثاره و جاذبيه من صديقته الأولى .. و بالفعل يعثر "إد" عليها و تبدأ الترتيبات لعرض اللقاء الجنسى الأوّل بينها و بين "إد" على الهواء مباشرة !! نقل الفيلم كيف استعدّ الملايين لمشاهدة الموقف -تانى رغم أنّهم يمكنهم مشاهدته ببساطه على أى فيلم إباحى- و اشترى البعض الفيشار و الكولا استعدادا لقضاء سهره ممتعه بل و بكى بعض الحرّاس الشخصيين الملازمين ل "إد" لعدم قدرتهم على متابعة الحدث لارتباطهم بحراسة الشقّه من الخارج .. و مع وصول العرض الجنسى للماستر سين يحدث شئ ما يفسد العرض تماما ويفسد معه متعة الجماهير المترقبه .. و بالتدريج يكتشف "إد" أن صديقته الجديده المثيره لم تكن سوى فتاه باحثه عن الشهره ترغب فى العمل فى بطولة أفلام البورنو و أنّه كان مجرّد سلّمه فى طريق صعودها لهذا المجد .. و يبدأ البحث عن صديقته القديمه و يبدأ محاولته للتملّص من رقابة القناه عليه لكن القناه تتمسّك بحقّها فى العرض المستمر ..


لا يعود امام "إد" سوى حل واحد وهو قلب السحر على الساحر .. و ذات يوم يخاطب "أمريكا" قائلا ما دمتم تحبّون الفضائح فلنبحث معا عنها .. و يعرض عليهم جائزه قيّمه لمن يدلى بسرّ يفضح مسئولى القناه و يمنحهم بعض الوقت للاستعداد لليله مثيره أخرى يكشف فيها عن هذه الفضيحه طالما ظلّت القناه مصرّه على عرض حياته .. وفى الليله الموعوده يتلقّى "إد" اتّصالا تخبره فيه إحدى العاملات بالقناه بسرّ يخص صاحب القناه شخصيا .. وهو سرّ -كما يجب أن نتوقّع- له صبغه جنسيه خالصه .. وقبل أن ينطق "إد" بما لديه من معلومات يقرّر صاحب القناه إنهاء العرض و ينتصر "إد" ويستعيد خصوصية حياته


تذكّرت كل هذا وانا أقرأ الخبر المنقول من "دبى" بعد شعورى بالاختناق من الاتّهام الدائم لبعض المنتمين للدول العربيه بالكبت الذى أوصلهم للشذوذ أحيانا و للتلصص أحيان أخرى .. فها هى بلد لا تعانى من أى كبت تعشق التلصص بكل صوره .. فتنتج برامج الواقع التى تحوّل بعضها لبرامج مصنّفه بسبب ما تحويه من مشاهد مخلّه .. و صحفيوها و مصوّروها لا يرون أى غضاضه فى انتهاك حرمات المشاهير بحثا عن صوره ساخنه تباع بالملايين .. و "بريتنى سبيرز" تنقل عملية ولادتها لأطفالها على الهواء .. و المواقع الجنسيه تخصّص قسما خاصا بالكاميرات المتلصّصه !! و غيرها من نماذج لا يناسبها قالب الكبت الذى يؤدّى للانفجار الذى أصبح اسطوانه مشروخه تبعث على الملل ..

10 comments:

abderrahman said...

مقال حلو يا زمان. عرفتي تربطي الموضوعين بفكرتك
بس عندي سؤال بعيد شوية.. ليه الليبل اسمها سابع وعاشر؟
:D
معلش متغاظ عشان امبارح كنت في مشوار وطول اليوم عمال اسمع
تامن تبه عاشر.. تامن تبه عاشر
:))

زمان الوصل said...

شكرا يا فندم :) سعيده أن الموضوع أعجبك ..

ليه اسم التصنيف "سابع و عاشر" :)

هو التصنيف كان مخصّص للموضوعات التى تتناول الأفلام باعتبار السينما هى الفن السابع !! وبعدين لقيت إنّى ممكن أحب أتكلّم عن المسلسلات أو الأغانى مثلا و دى فنون لم تصنّف و لو تخيّلنا أنّها ستصنّف ممكن يكون فيه الفن الثامن و التاسع و العاشر .. طيب تسمّيه إيه يا "زمان" !! سابع ولاّ تامن ولاّ إيه !! قلت أسمّيه "سابع و عاشر" زى ما بتوع الميكروباظ بينادوا "سابع و عاشر سابع و عاشر" :))

هى لفّه شويه أنا عارفه

Leonardo said...

فيه موضوع فى منتدى روايات نت دوت نت اسمه فليخرج كل منا مافى نفسه
الموضوع ده حقق نجاح رهييييييييييييييب بسرعه غير مسبوقه
مش بس فى عدد المشاركات ولكن فى عدد المشاهدات والقراءة للموضوع
يمكن لأن الموضوع أتاح الفرصه للأعضاء لقول أى شىء حتى لو أهبل أو بدون معنى مما لايتاح فعله فى موضوعات المنتدى العاديه التى ينبغى أن تكون الردود فيها ذات معنى
ربما لأنه أعطى طاقة للتنفيس عما فى الصدور
ربما لأنه تحول فى بعض الأوقات إلى مجرد غرفة شات
لكن فى رأيى أن السبب الأهم هو أنه كان بمثابة ثقب المفتاح الذى يطل على أرواح الأعضاء ونفوسهم
!!
هل من الممكن مقاومة متعة التلصص على نفوس الناس؟ وبخاصة إذا ماأزاحوا هم الستار بأنفسهم ؟
أعتقد أن الفضول والتلصص غريزة أو شهوة مثل الطمع أو شهوة القتل على نحو أو آخر وإلا ماكان الله قد نهانا عن التجسس فى القرآن !
ولهذا أيضا يكون من حسن الخلق عدم دس المرء أنفه فيما لايعنيه أو تصفح مذكرات شخص آخر بدون إذنه أو الإطلاع على خطاباته ... إلخ

بالمناسبة الفيلم اللى اتكلمتى عليه ده من الأفلام اللى عجبتنى جدا جدا
وحملته فى برنامج إيميول من على النت فى حوالى شهر أو شهر ونص :)

!

بنت القمر said...

انتي قريتي يازمزم عندي الماجنه والماكرة؟؟
كأنك بتوصفي الماكرة تماما
حكايه الكبت هو نوع من الدونيه لما نعمل الغلط يبقا احنا مكبوتين ولما الاخر يعمله يبقا صرعات عصر
نظم برامج جديده
جراءه
مجتمع مفتوح
سماوات حره
ثورة اتصال
ناس تجاوزت مرحله كذا وكيت
*************
في المسأله الحضريه
انهارده سمعت في او تي في تعليقا علي نفس الموضوع مقارنه بين رحيل عمر الشريف مع رحيل الحضري!!ا
نجاح الشريف ونجاح الحضري
وبكرة تلاقي رساله ماجستير عن هروب الحضري
تحياتي

karakib said...

كلام معقول جدا .. تدوينة من وجهة نظر جديدة و حلوة اوي صحيح
لكن ليه الناس بتعشق التلصص !؟

زمان الوصل said...

=============
أهلين "ليو" :)
=============

بس الموضوع اللىّ بتتكلّم عنه يظل الكلام فيه خاضع لسيطرة المتكلّم و اختياره ما الذى سيبوح به من مكنونات نفسه .. فاللىّ بيتلصّص على هذا الكلام هيبقى عارف و واعى أنّه يقرأ ما اختار الكاتب أن يقوله و اللىّ ممكن جدّا يكون فشر :)

أنا شخصيا أعتقد أن التلصّص ممكن يكون له شهوه لكن مش على كل الناس .. يعنى ممكن تهتم بالتلصّص على ناس يهمّك تعرف عنهم كل شئ لكن ناس ليس لك بهم أى صله تتلصّص عليهم ليه و إيه المتعه أو الإفاده اللىّ ممكن تحصّلها من التلصّص عليهم !!

نزّلت الفيلم فى شهر أو شهر و نص !! انت شكلك صبور أوى ما شاء الله :)


========
قمّوره :)
========

طبعا قرأت الموضوع أنا أقرأ كل ما تكتبيه :) آخر حاجه وصلنا لها فى تبرير ما يحدث بالخارج أنّه متّسقين مع أنفسهم ولا يخجلوا من الحديث عن عيوبهم -الخيانات الزوجيه مثلا- فى العلن و احنا اللىّ بنحب نعمل شرفا و نفضّل الخفاء !! و كأن إعلان الخيانه يقلّل من بشاعة أنّها خيانه !!

موضوع "الحضرى" ده يستحق يسمّى "مولد سيدى الحضرى" !! اليوم قرأت أن محاميا سيرفع قضيه على "الحضرى" لأن زوجته خلعت الحجاب فى سويسرا !! مش عارفه إمتى هيطلّعوا الجدع من دماغهم !!

نوّرتى ..


======
كراكيب
======

وقت ما قرأت تعليق من مختار يقول فيه أن الناس تحب التلصّص كان لدىّ ميل لمعارضة هذا و بعدين لقيت ان الفيلم بيقول غير كده .. أظن التلصّص هو وسيلة الناس الوحيده لرؤية بعضهم البعض من غير زواق ولا رتوش .. وهم آمنون تماما أن لا أحد يراهم ومن ثمّ يكونوا على طبيعتهم كما لا يكونوا أبدا .. ده تفسير متواضع

تحياتى

عدى النهار said...

شوفي.. هو لو عدسة الكاميرا
wide angle
يبقى الموضوع تلصّص وإحتراف وكلام كبير لازم يتنصب له أكمنة للقبض على المكبوت اللي عمل العملة دى
:)

نتكلم جد

هو فى كبت من كل نوع فى مجتمعاتنا ومن الطبيعى إن يكون فى سلوكيات بتعبّر عن هذا الكبت ومنها سلوك زى ده. لكن مش الكبت بس هو سبب مثل هذه السلوكيات زى ما الفيلم وضّح. بيتهيألي إن الجماعة بتوعنا لمّا بيرجِعوا السلوكيات دى للكبت بيكون هدفهم الترويج للانحلال وقبوله عند الناس بدل القول مثلاً بأن السلوك ده علامة على الانحلال و عدم وجود وازع ديني وخُلقي كافي عند الناس

زمان الوصل said...

هممم ..
الحقيقه ماكانش فيه كلام كتير عن نوع العدسه :)

مجتمعاتنا فيها كبت طبعا لكنّه ليس السبب وراء كل سلوك منحرف .. بدليل إن فيه مجتمعات غير مكبوته تمارس نفس السلوكيات !! إيه ده .. ده تقريبا زى الكلام اللىّ قلته و أنا مش لاقيه حاجه أضيفها !! @-@

حنة said...

المقال حلو قوي
وزاوية التلصص زاوية مهمة لفهم النفس لبشرية التي لا تشبع من السر
حلو قوي بجد وتقبلي صداقتي

زمان الوصل said...

عزيزتى حنّه

أهلا بيكى و أسعدتنى جدّا زيارتك عارفه ليه :)

عشان عن طريق صديق وصلت من فتره لمدوّنتك و لقيتك كاتبه موضوع عن فيلم "سكّر بنات" و كنت على وشك مشاهدته فقلت أؤجّل القراءه لما بعد الفيلم و ارتحت جدّا بعد قراءة مدوّنتك عنه لأنّى كنت ناويه أتكلّم عنه باستفاضه بس كسّلت و اكتفيت بما قلتيه .. عشان كده قلت سبحان الله النت صغيّره جدّا أمّا لقيت اسمك :)

بجد يشرّفنى جدّا صداقتك و سعدت أوى إن الموضوع عجبك بس فى النهايه هو مجرّد حكى لفيلم عجبنى يعنى ماجبتش حاجه من عندى :)