Sunday, January 13, 2008

م القلب للقلب

الأسبوع الماضى تفرّجت على فيلم "من القلب للقلب"
أحب هذا الفيلم بشكل خاص أساسا بسبب الأغنيه التى يحمل اسمها كما أنّه يدور فى أجواء عائليه ظريفه و خفيفة الظل .. الفيلم كان مناسب كمان لجو الشتاء و حالة الدفء و الرحرحه التى كنت أحياها "بمناسبة نزولى الشغل النهارده :)"

ممكن نحكى نبذه سريعه عن الفيلم على افتراض أن البعض لا يعرف قصّته .. "عادل" شاب وسيم من أسره ثريه ترغب فى تزويجه من فتاه ثريّه مثله .. يرفض "عادل" و يقرر الدفع بفتاه تعمل فى ملهى ليلى مع قريب لها بصفتهم أفراد من أسره ثريه للتعرّف على أسرته فتنال إعجابهم و رضاهم ومن ثمّ ترشيحهم لها كعروس مناسبه .. قام بدور "عادل" كمال الشنّاوى و قامت بدور البطله "لطافه" التى تحوّلت إلى "هدى" ليلى مراد

المهم إنّى لاحظت بعد اكتشاف أسرة "عادل" لحقيقة الفتاه و كونها بتفتح للزباين تمسّكهم الشديد بها لحد قول والدة "عادل" لها : انا عمرى ما كنت هالاقى لابنى زوجه أحسن منّك !!

هذه المواجهه بين فتاه ليست فوق مستوى الشبهات و أخرى من أسره -غالبا ثريّه- من الأمور التى كثيرا ما لفتت نظرى فى الأفلام القديمه !!

فغالبا ما تكون المقارنه بين فتاه عملت "بشرفها"راقصه فى كباريه مثلا "يمنحك الفيلم طوال الأحداث شعورا أنّه رغم كل الظروف المهببه و رغم كل الضغوط فهذه الفتاه ماشيه بشرفها" و أخرى لا تنتمى لأسره عاديّه "ربّما كى لا تثير حفيظة المشاهدين بتوع زمان و استيائهم على اعتبار أن هذه هى الشريحه الاجتماعيه التى ينتمون لها" بل لأسره ثريه ثراء واضحا فى الفيلم !! هذه الفتاه الثانيه قد تكون ثقيلة الظل / شرّيره و حاقده / هبله و مسّكوها طبله / مرتديه لنظّاره "قعر كوبايه" كما فى هذا الفيلم .. المهم أن تمثّل نموذجا لا يصمد امام جمال /خفّة ظل / ذكاء / طيبة / "نبل أخلاق !!" البطله التى تمتهن مهنه لا تجعلها فوق مستوى الشبهات !! لكن الأكثر إثاره للدهشه لحد الغيظ ليس مثلا الخروج بنتيجة إن "كلّنا ولا حوّا و آدم و محدّش أحسن من حد" أى أن فتاة الكباريه مثاليه و الفتاه الأخرى بنت حلال !! لأ للجبروت تكون النتيجه الدائمه أن فتاة الكباريه أحسن و أروع ولن أجد لابنى عروس أفضل منها !!

لا أفهم لماذا كانت أفلام قديمه لم يكن فى وقت عرضها جدل دائم حول قضية الحجاب مثلا أو وضع للمحجّبات فى مواجهه مستمره مع الغير محجّبات و تساؤل لا يهدأ حول الأخلاق التى تتّسم بها مرتديات الحجاب و مدى اتّساقها مع الزى الذى يرتدينه تجرى هذه المواجهه الأخلاقيه و تنتصر لنفس الطرف فى كل مرّه .. وقتها لم تكن قضية الفضيله و الأخلاق من القضايا الخلافيه كما هو حادث الآن
!! و رغم هذا كانت هذه الأفلام تتحدّى مشاعر مشاهديها بشكل مثير .. ربّما اعتمادا على ثقة الجمهور فى أخلاق البطله شخصيا -خارج سياق الفيلم و ليس من خلاله- فهو لم ير "ليلى مراد" مثلا تتبادل القبلات فى أى فيلم ناهيك عن أن تلبس المايوه مثلا وهى مطربه محترمه جدّا !! ولم ير "فاتن حمامه"ترقص فى أى كباريه -على كثرتها فى أفلام زمان- وهى دائما و أبدا مظلومه وملائكيه حتى وهى تؤدّى دور العاهره كما أن لقبها هو "سيّدة الشاشه العربيه" !! ومن ثمّ قناعته بما تقوله والدة البطل من أنّها لن تجد عروسا أفضل من فتاة الكباريه راجع لأنّه يثق فى أخلاق الممثله ذاتها و ليس لقناعته أن البطله فى ثوبها الجديد .. وهى تجالس زبائن المحل يعنى .. أفضل فعلا من الفتاه الأخرى ..

7 comments:

عدى النهار said...

علشان نوصل للي إحنا فيه إنهارده من جدل حول الأخلاق لازم جزء من إمبارح كان يبقى بالشكل اللي وصفتيه من خلط للأمور

شوفي البوست ده دبابيس تلفزيونية

مش ضرورى يكون أمر مٌخطط له بصورة مباشرة لكنها أفكار يتم الترويج لها من خلال فتح السكة أمام أشخاص مقتنعين بها وتركهم يبدعوا

قبل الطوفان said...

"من القلب للقلب": سعيد باستمرارك في الكتابة والنفاذ إلى جوهر الأشياء، مع قدرٍ مهم من التأمل..والمقارنة

زمان الوصل said...

==========
عزيزى مدحت
==========

معاك حق .. لا أستطيع أن أجادل كثيرا فى هذه النقطه .. شكرا على اللينك البوست ظريف أوى و هاقرا التعليقات على رواقه كده يمكن أشتبك فى الحوار :)


================
عزيزى دكتور ياسر
================
أنا أسعد بتقديرك و متابعتك ..

قلم جاف said...

ذكرني ذلك بشيء..

الأصل في بنات الليل ، والمهربين ، وتجار المخدرات ، والقتلة أنهم شخصيات سلبية أخلاقياً.. ولكل منهم عيوبهم التي أضافتها عليهم "مهنهم".. لكن المشكلة أن الدراما على مدى تاريخها في مصر وضعت هؤلاء في صور إيجابية على أساس أن ذلك استثناء لقاعدة وعلى أساس أن الشرير لا يعد كذلك معظم الوقت..

وسرعان ما تحولت تلك الصور إلى قواعد وأصبح ما عداها شاذاً.. وهكذا أصبحنا نتحدث عن "شرف" بنات الليل و"أمانة" تجار السلاح و"إخلاص" المجرمين و"كلمة" تجار المخدرات اللي لا ممكن تنزل الأرض أبداااً..

حنفييييييي .. حتنزل المرة دي!:)


أستأذنك في حاشية بسيطة :

أستاذي الدكتور ياسر .. أتمنى أن أكون عند عشر شهادتك في حق العبد لله..

زمان الوصل said...

ملاحظه جيّده يا "شريف" :)

ذكّرتنى بمسلسل "صرخة أنثى" الذى يعرض على قناة "أبو ظبى" ..

بطل المسلسل بعد أن تحوّل إلى أنثى لم يجد وظيفه يعمل بها سوى راقصه !!

أنا تقريبا كنت باتراهن مع نفسى على أن هذه هى المهنه التى ستتّجه البطله إليها منّه تستعرض مواهبها فى الرقص و منّه ترفع الظلم الذى لاحق هذه المهنه الساميه الشريفه العفيفه لسنوات عجاف!! الأكاده إن اسمها فعلا فى العمل "عفيفه" !! راقصه اسمها "عفيفه" :)))))

شغف said...

هوه بس بالنسبة لمسلسل " صرخة أنثى" ، فكان عندي نفس توقعك
بس أعتقد إن السيناريو عملها بذكاء شوية
لأنه قدم مبرر لوجودها في المكان ده ، و تورطها بالعمل فيه
مبرر درامي طبعا ما أقصدش مبرر أخلاقي

زمان الوصل said...

==========
عزيزتى شغف
==========

قبل كل شئ هو المدوّنه بتاعتك راحت فين !! كل ما أدخل مالاقيش حاجه و لا حتى الموضوعات القديمه ولا طبعا موضوعات جديده !! هو حصل إيه !!

بخصوص تورّط بطلة العمل فى الرقص هو كان مبرّر دراميا لكن قدرتها على التخلّص لاحقا من هذا الجو يطرح سؤالا هو لماذا تورّطت فيه من البدايه طالما كان الخلاص ممكنا .. عموما أنا باشوف المسلسل ده على شكل لقطات عشوائيه من كل حلقه و أكتفى منه بهذا القدر :)