Sunday, January 20, 2008

أشياء تستحق الحياه


حين دخلت فراشى بالأمس بعد منتصف الليل بحوالىّ نصف ساعه .. كان كوب كبير من "البليله" بصحبتى و روايه مترجمه من روايات "نوبل" .. بعد أوّل رشفه من الكوب ابتسمت و شعرت بسعاده كبيره .. السكّر مظبوط كما أحبّه و بدأت أشعر بالدفء فى هذا الجو قارص البروده .. برغم إحساسى بأنّى شربت مقلب فى الروايه "مراعى الفردوس" إلاّ أنّى لا أشعر بأى ضيق و أواصل قراءتها بصبر كى أعرف كيف ستنتهى و إن كنت أتساءل دوما : لماذا حازت هذه الروايه على جائزة "نوبل" و الترابط بين أحداثها و شخوصها يحدث بالكاد !!


لكن سعادتى بالدفء و روعة "البليله" تتغلّب على كل المشاعر السلبيه الأخرى و تدفعنى للتفكير فى أمور أخرى منحتنى السعاده مؤخّرا على طريقة "أذكر خمسة أشياء جعلتك سعيدا خلال الأسبوع الأخير" ..


صوت "محمّد صدّيق المنشاوى" المألوف جدّا الذى تسمعه من إذاعة القرآن الكريم خلال الطريق إلى العمل فى الثامنه صباحا .. حاله من السكون و السكينه تخيّم على التاكسى مع صوت القارئ حاملة معها شعور عجيب بالدفء !!


أشعّة الشمس المتلصّصه التى تظهر كأنّما لتخرجنا من حالة الكآبه التى تسببها الغيوم لا كى تبث فينا الدفء فهى ضعيفه جدّا لكنّها كافيه !!


الشوارع الخاليه تقريبا من المارّه سواء فى الذهاب أو العوده بسبب قرب إجازة نصف العام و بسبب البرد


مش لازم تكون القائمه التى أذكرها مضتمّنه لخمسة أشياء بالعدد لهذا سأكتفى بهذا القدر .. و إن كنت خلال التفكير فى هذه الأشياء تذكّرت هذه الأبيات ل "محمود درويش" و شعرت أن أحدها يمكن أن يكون عنوانا لهذه السطور




على هذه الأرض ما يستحق الحياة



تردد إبريل

رائحة الخبز في الفجر

آراء أمرأة في الرجال

كتابات أسخيليوس

أول الحب

عشب على حجر

أمهات تقفن على خيط ناي

وخوف الغزاة من الذكريات


على هذه الأرض ما يستحق الحياة



نهاية أيلول

سيدة تترك الأربعين بكامل شمسها

ساعة الشمس في السجن

غيم يقلد سربا من الكائنات

هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين

وخوف الطغاة من الأغنيات


على هذه الأرض ما يستحق الحياة



على هذه الأرض سيدة الأرض

أم البدايات

أم النهايات

كانت تسمى فلسطين

صارت تسمى فلسطين

سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة

6 comments:

عباس العبد said...

ساعات يا زمان بحس فى لحظات معينة من حياتى انى لو مت دلوقتى حكون سعيد جدا لأنى فى اللحظات دى ببقى فى اسعد حالاتى
...
ساعات الواحد بيحس بحاجات ملهاش وصف
كوباية جيلاتى شيكولاتة فى شهر 8 و الغرفة مكيفة و انت جاية من الشغل من الموقع بعد 14 ساعة فى الشمس و لا حاجة
فى لحظات ملهاش تفسير غير حالة رضا ثلاثية الابعاد
رضا النفس و الجسد و الروح
اول ما يحصل حالة توافق ما بينهم
بتبقى كده يعنى ... فاهمه قصدى
...
متخشيش عندى اليومين دول علشان مشغل
لأ و النبى يا عبده

عدى النهار said...

بالهنا والشفا طبق البليلة :) جرّبى الجنزبيل سادة أو بعسل خفيف خاصة فى البرد

غريب إرتباط السعادة فى ذهن الكثيرين بصورة معينة ، عادة مٌرهقة وفى غير المتناول ، يجب على من يسعى للسعادة تحقيقها ليكون سعيداً حتى لو كانت هذه الصورة ليست على هوى من يسعى لتحقيقها لكنها الصورة التى إتفق المجتمع عليها كوصف للإنسان السعيد فى حين أن الأشياء البسيطة التى لايخلو منها يوم إنسان فيها سعادة حقيقية

زمان الوصل said...

أعتذر على الرد المتأخّر نوعا ما بسبب مشاكل تقنيه :)

الدوق "عبّاس" :)

صحّ جدّا .. أنا كنت باحس نفس الإحساس مع أوّل كوباية شاى أشربها الصبح حتى كتبت تدوينّه مخصوص عنها أتساءل هىّ ليه بتبقى الأروع على مدار اليوم !! و عجبنى التفسير بتاع حالة الرضا ثلاثية الأبعاد ده ..

عزيزى "مدحت"

إتفضّل معانا :) أرجو يكون فيه "بليله" فى "كندا" .. فضلت أدوّر على صور "بليله" فى المواقع العربيه و طبعا صعب تلاقى صوره فى "جوجل" لأنّى مش عارفه هل فيه مقابل انجليزى لكلمة "بليله" !!

أصلها كانت توابع متأخّره نوعا ما لعاشورا .. هاجرّب الجنزبيل و يمكن بعدها تلاقى تدوينه خاصّه عنه ..

بخصوص ما قلته عن الأشياء البسيطه التى لا يلتفت إليها الإنسان حتى لو كانت تقدّم له سعاده حقيقيه .. أعتقد الإعلام له دور كبير فى التأثير على الناس و إلهائهم عن هذه الأشياء لصالح أشياء أخرى صعب الحصول عليها أو تحقيقها للغالبيه العظمى من البشر :( قبل كده لم أكن أتخيّل أن للإعلام هذا التأثير الطاغى على عقول الناس و رغباتهم لكنّى مؤخّرا و بعد بعض المواقف فوجئت أنّى قلّلت من تأثيره بصوره تكاد تكون مخلّه ..

بس بردو فيه حاجه تانيه .. يعنى ممكن مثلا فى فيلم أجنبى تلاقى الناس بتخرج تمشى على البحر و الفيلم يشير لهذا بوصفه أكتر شئ يدخل البهجه على قلوبهم .. يعنى فيه تنبيه للناس على ان فيه حاجات بسيطه ممكن يعملوها و يبقى سعداء بينما عندنا فى افلامنا عمرك ما تلاقى الافلام تطرح شيئا مماثلا إلاّ فيما ندر !! يعنى ماتلاقيش الناس خارجين يقعدوا على النيل مثلا إلاّ لو كان الفيلم ناوى يشير إليهم بوصفهم فقراء مش لاقيين يروحوا يتسكّعوا فى مول مثلا باعتبار أن الأمر الثانى أكثر إمتاعا !!

قلم جاف said...

بدأت أقتنع بأن الاستمتاع بالحياة ليس بالنية..

بمعنى..

بمعنى إن الواحد ممكن يستمتع بلحظات شايفها عادية ومش متوقع حتى يفتكرها بعد كدة.. بينما لو خطط لفسحة أو لتجربة يعمل فيها كل اللي نفسه فيه ولا يحس بيها بل يشعر بإحباط بعد ما كل اللي هو عايزه تحقق..لإنه مالقاش رغم اللي عمله الحاجة الصغيرة الناقصة اللي هو عايزها..

مثلاً..

أنا من عشاق حاجة اسمها البحر.. ولكن أوقات ما بأسعدش لما بأقف على الشاطئ!

عن المنشاوي له في حياتي ذكريات ،وهو أحد القراء الذين أرَّخوا لمراحل في حياة العبد لله..

قبل الطوفان said...

ببساطة وصدق وعفوية، ينساب النص مثل لحن

أعجبتني التفاصيل الصغيرة والتلقائية في سرد لحظات من الحياة.. تخيلي كم تكون الحياة حلوة بأبسط الأشياء

زمان الوصل said...

==========
عزيزى شريف
==========

إزّاى مش بالنيّه !! ده بالنيّه و نص .. يا سيدى بلاش تدوّر على الحتّه الصغيّره الناقصه و ركّز فى الحتت الكبيره اللىّ كملت ..

بخصوص البحر .. طيب ما تجرّب النيل؟ :) باعتبارنا أقارب فى البرج يعنى و البحر أو النيل أو حتى ترعة "المحموديه" يسعدنا القرب منها :)

================
عزيزى دكتور ياسر
================
بجد إطراء حضرتك يسعدنى جدّا .. أنا فعلا باحب التفاصيل الصغيره و باستغرب إنّها بتلفت نظرى دايما ..

على فكره أنا اشتريت كتباك "جمهورية الفوضى" النهارده فى المعرض و كنت سعيده لك جدّا بالتواجد الجميل ده .. إن شاء الله موفّق دائما