Tuesday, January 01, 2008

الرحله - 1

اليوم أوّل أيّام العام 2008. انتهى عام 2007 بحدث قد لا يتكرر فى حياة الانسان هذا إن حدث أصلا وهو الحج. قبل الرحله لم يدر بخلدى أن ألتقط صورا للمكان تثبّت صوره معينه أو حدث ما فى ذاكرتى .. لكن خلالها وجدت الأحداث و الأفكار تدفعنى دفعا لكتابة بعض التعليقات على ما أشاهد -وكثير منه لا علاقه له بالحج فى حد ذاته- و على ما يطرأ بذهنى من أفكار و تساؤلات حتى فوجئت مع نهاية الرحله بانتهاء النوته الصغيره التى اصطحبتها معى فى الأساس لكتابة أسماء من حمّلونى أمانة الدعاء لهم أو لغيرهم.

رغم أن أفكارى حول الرحله بدأت قبلها بيوم لم أبدأ فى كتابة أى شئ فعلى سوى قرب انتهاء أيّامنا فى المدينه المنوّره بعد أن شعرت بعجز عقلى عن تخزين كل ما يطرأ عليه من أفكار .. لهذا فما أكتبه هنا لا يمكن وصفه باليوميات لأنّها أفكار غير مرتّبه و بعضها نتيجة تراكم أحداث وقعت فى أيام مختلفه .. كما أن بعض ما أكتبه ليس سوى ذكريات عاديه أحببت أن أحتفظ بها دون أن أعتقد أن لها قيمه فكريه خاصه مثلها مثل الصوره العائليه التى لا تحمل ما تحمله صورة منظر طبيعى من فن أو إبداع لكنّها تحمل قيمه خاصه لمن يظهروا بها ..

البدايه

كانت فكرة الحج فى ذهنى منذ فتره؛ قبل هذه الفتره لم يكن أداء فريضة الحج يدور بخلدى و كنت أستغرب لماذا يتلهّف كثيرون لأداء الفريضه و لماذا لا أشعر بنفس شعورهم !! حماسى لأداء الرحله بدأ يتكوّن خلال مشاهدتى السنويه لوقوف الحجّاج بعرفات !! لا أدرى لماذا لكنّى بدأت أشعر مع كل عام يتكرّر فيه المشهد برغبه قويه فى أداء هذا الركن لكن وجوب وجود محرم كان يقف عائقا أمام الفكره بسبب انشغال كل من يصلحون محارم لى بشئون أخرى أو عدم توفّر القدره على القيام بهذه الفريضه. لفتره من الوقت كان لدىّ يقين أنّى سأؤدّى فريضة الحج قريبا جدّا لكن مع مرور عامين أو ثلاثه دون تحقق هذا اليقين شعرت أنّه مجرّد وهم وبلغ هذا الشعور مداه العام الماضى حين توقّفت عن التفكير فى الأمر تماما و سلّمت بأنّ الدعوه للزياره لن تأتى على الأقل فى المدى القريب.

فى اجتماع عائلى كان الحديث يدور مع أحد أخوالى حول قرب خروجه من الخدمه و تفكيره فى القيام بالحج !! لم تكن فكرة الحج -حسبما أتذكّر- تدور فى ذهن خالى هذا بسبب مشاكل صحيّه لهذا حين أعلمته برغبتى فى الذهاب معه إن قرّر الذهاب بالفعل كنت أتوقّع أن يظل الأمر دائرا فى حيّز الأمنيّات. ومثل موضوع يبدأ بمزحة و ينتهى بحقيقه فوجئت به يبدأ فى الإجراءات بالفعل بعد أن تحمّس للموضوع مع وجود من سيصحبه وبعد أن كان يفكر فى القيام بالحج العام القادم بدأ السعى فى الاجراءات لنقوم به هذا العام !!

بالنسبة لى كنت أتوقّع أن شيئا ما سيحدث بسبب إجراءات إثبات صلة القرابه بيننا سيعطّل ذهابى معه خاصة و أنّى لم أستلم أوراق السفر الخاصه بى سوى قبل السفر بيوم لكن الغريب أن كل شئ سار بسلاسه شديده و كثير من الاجراءات انجزت فى وقت قياسى وذهبنا أخيرا للحصول على أوراقنا قبل السفر بيوم واحد!!

فى هذا اليوم نظّمت شركة السياحه ما يشبه الاحتفال لتسليم الحجّاج أوراقهم و شرح برنامج الرحله. فى هذا اليوم لمست أوّل مظاهر الاحتفاء الشديد الذى يكنّه المصريون للحج. إذ لم يذهب كل حاج بمفرده بل كان هناك ما يشبه المظاهره من أهل الحجّاج أتوا لاصطحابهم و الاستماع -وربّما الاستمتاع- لما سيقوم به ذويهم من مناسك .. كان لقب الحاج/الحاجه قد بدأ إطلاقه بالفعل !! ذكّرنى هذا بأيّام الدراسه فى الكليّه إذ حصلنا على لقب "باشمهندس/باشمهندسه" ونحن بعد فى السنه الإعداديه !! وقتها كنت أشعر بأن حصولنا على هذا اللقب ونحن لازلنا على نقطة البدايه أمرا مثيرا للسخريه خاصة حين يخاطبنا به أحد الأساتذه و إن كنت أعلم أنّهم لا يقصدون أى سخريه. كان بداخلى رغبه أن أطلب ممّن حولى عدم استخدام لقب "حاجّه" معى حتى بعد أن أعود ولازال هذا الشعور يراودنى. احتفاء المصريين الشديد
بالحج ومن يتسنّى له القيام به يتمثّل كذلك فى ذهاب ما يشبه المظاهره من الأهل و الأقارب إلى المطار مع الحاج و البعض يصطحب معه فرقه موسيقيه و البعض الآخر يحمل الأعلام البيضاء !! يتكرّر هذا طبعا مع العوده الميمونه من الحج :)

كانت طائرتنا مسافرة فجر اليوم التالى. يتملّكنى شعور بالرهبه لا أدرى له سببا ولكن يبدو أنّى كنت آخذ الموضوع بجديّه شديده؛ إذ قضيت الأيام السابقه فى القراءه حول ما يجوز ولا يجوز و فى الاستماع للدروس المختلفه حول ما ينبغى على الحاج القيام به قبل الرحله و خلالها وبعدها .. كنت قبل هذا أستمع لمصطلحات كثيره متعلّقه بالحج دون أن أفهم منها شيئا ربّما لأنّى وقتها لم أكن ذاهبة إليه فلم يكن الكلام يلقى
لدىّ صدى ولم أبذل جهدا لاستيضاحه. الآن الأمر يختلف كثيرا و صرت تقريبا أعى و أحفظ معانى تلك المصطلحات المرتبطه بالحج بل و يمكننى شرحها و الإفتاء بما يجوز أو لا يجوز :) كنت أنظر للحج باعتباره تجربه قد لا أستطيع خوضها مرّة أخرى وبالتالى ليس لدىّ مجال متّسع لتصحيح أى شئ. التقيت كذلك بكثير من الأصدقاء ممّن سبق لهم أداء الحج و استفدت كثيرا من نصائحهم التى كان على رأسها "لا تجادل يا أخ على" و التى أقرّ أنّا أفادتنى كثيرا

وقت طويل مرّ قبل أن نخرج من مطار "جدّه" و إن كانت المعامله الجيّده التى لقيناها من موظّفى المطار قد لفتت نظرى ربّما لأنّى كنت أتوقّع عكسها أو للدقّه كنت أتوقّع معامله محايده؛ أشعر بمزيد من الحرج مع لقب "حاجّه" الذى خلعه علىّ موظّفو المطار إذ لم نضع أى خطوه بعد فى هذا الاتّجاه !! رحله طويله و مرهقه من "جدّه" إلى "المدينه". حين توقّفنا بعدها فى إحدى استراحات "المدينه" لفت نظرى كثرة عدد "العصافير" التى تسقط من السماء ثمّ لا تظهر مرّه أخرى !! عصافير حجمها أصغر من الحجم المعتاد للعصافير !! ثمّ حين سقطت عصفوره على ظهرى و تشبّثبت بملابسى عرفت أنّها جراده وليست عصفوره بعد ثوان من الفزع فى محاوله للتخلّص منها !! الجراد منتشر بشدّه فى "المدينه" :( فى هذه الاستراحه التى توقّفنا بها بدأت الفتاوى التى كانت تدور وقتها حول هل ينبغى أن نصلّى العشاء قصرا و جمعا مع المغرب أم ننتظر حتى نصل للفندق بعد حوالىّ ساعه. لم أشارك فى الحديث و إن كنت لاحظت أن إحدى المتحدّثات تدلى برأيها بناء على سؤالها لزوجها ولم أفهم هل هو متبحّر فى العلوم الدينيه حتى يكون لرأيه هذه الحجيّه لديها ؟ إذ أن هناك شيخ يصاحبنا فى الرحله و يمكن لها بكل بساطه أن تسأله. لماذا أكتب هذه الملاحظه !! أكتبها لأنّى لاحظت طوال الرحله أن كثيرا من السيدات المشاركات بالرحله لديهن الاستعداد لأخذ أى رأى دينى من أى رجل بالرحله بينما لو أدليت لها بنفس الرأى من قبل لا تقتنع !! بل و لو عرضته عليها مكتوبا فى الكتب لا تقتنع حتى تسمعه من أحدهم !! ولا أدرى هل لهذا علاقه بالسن أم بالجنس أم بكليهما !!

كان أوّل ما لفت نظرى فى المحال و المرافق التى نمرّ عليها هو شيوع استخدام الأسماء العربيه و ندرة الأسماء الأجنبيه. تذكّرت وقتها مقالا كنت قد قرأته ل "خالد منتصر" حول ما أسماه "مؤامرة سعودة الوجدان المصرى" تناول فيها انتشار شرائط القرآن لمقرئين سعوديين بمصر مع بيعها بأسعار زهيده للغايه !! كنت وقت قراءتى لهذا المقال أجد فيه مبالغه مقيته و شعور متزايد بالذات المصريه !! إذ لماذا
نفخر نحن بشيوع ثقافتنا المصريه المحليه و معرفة الشعوب العربيه بلهجتنا و نستهجن أى محاولة انتشار مماثله من غيرنا خاصة إذا لم تكن مفروضه بمؤامره كما يتخيّل !! ما جعلنى أتذكّر هذا المقال و أنا أقرأ أسماء المحال العربيه فى "المدينه" هو عدم ضيق "خالد منتصر" بتراجع اللغه العربيه فى كافة مظاهر الحياه فى مصر ومنها أسماء المحال التجاريه و انتباهه فقط لظاهرة شرائط القرآن السعوديه !! إذ كيف ينزعج أحدهم من سماع القرآن بلهجه مغايره لما اعتاد عليه و بأسلوب مختلف ولا يتوقّف أمام ما قد يكون مؤامره حقيقيه لمحو لغتنا -وليس لهجتنا فقط- من وجداننا الثقافى !!

بدأت فى هذه الرحله أكوّن تصوّرا حول وجود "نسخه" من التديّن يمكن أن نسمّيها النسخه المصريه؛ انطلاقا أيضا من مقال "خالد منتصر" الذى وصف التديّن السعودى بوصف التديّن البدوى الجاف على عكس نظيره المصرى .. فى الحقيقه أنا أتّفق معه فى هذا و إن كنت لا أراه مبررا للافتخار. إذ نحن نميل حقّا لأن نضع بصمتنا فى كل شئ حتى فى الدين فنخترع ما لا يمت له بصله كالتمسّح بالأضرحه و
الموالد و التوسّل بغير الله و غيرها من مظاهر مميّزه جدّا للتديّن المصرى تجعله يستحق وصف التديّن "الملدّن" أو "المحبّش" فى مقابل التدين السعودى "الجاف".

ازددت يقينا من موضوع نسخة التديّن المصريه هذا مع قراءتى لكتابات مختلفه حول الحج. الإصدارات التى أنتجتها السعوديه تميل بشدّه لأن تكون أبسط ما يكون استنادا لما ثبت عن الرسول القيام به بينما نظيرتها المصريه تميل لإضافة الكثير و الكثير من الأمور التى و إن كانت جائزه إلاّ أنّها لم تثبت عن الرسول بل و تكاد تشكّل عبء على الحاج مثل اقتراح دعاء لكل شوط من أشواط السعى أو الطواف أو رؤية الحجر الأسود و غيرها .. التديّن المصرى كذلك يفترض أن أداء فريضة الحج يحسن أن يكون قبل نهاية العمر بقليل !! أى حين يتجاوز عمرك الخمسين أو الستين مثلا !! إذ أن التساؤل حول لماذا أقوم بالحج فى هذه السن الصغيره -التى لا أراها كذلك بأى حال من الأحوال- تكرّر كثيرا فى بداية الرحله و "اكتشاف" زميلات الرحله أنّى أصطحب خالى للقيام بالمناسك ولم أذهب معه للحفل لمجرّد الفسحه !! قد يكون تأجيل الفريضه لعمر متقدّم مرتبط لدى الكثيرين بالقدره الماديه و الانتهاء من أعباء الحياه ؛ لكن تساؤل البعض حول سبب قيامى بالرحله فى سن صغيره و نصيحتهم لى بأن "أحافظ عليها" على اعتبار أن الباقى من عمرى أطول من الباقى من أعمارهم جعلنى أتصوّر أن الموضوع لا يرتبط فقط بالقدره الماديّه بل بتصوّر استحسان تأجيل أداء الفريضه قبل الموت بوقت قصير ؛ الفوج المصرى يغلب فيه عدد كبار السن على عدد الشباب على عكس أفواج دول كثيره جدّا يكاد يشكّل الشباب الأغلبيه الواضحه فيها.

6 comments:

محمود عزت said...

حج مبرور و ذنب مغفور بإذن الله يا حاجة زمان :))
إن شاء الله تكرريها تاني
و التقليد الشعبي المصري بتأخير الحج أعتقد سببه إن المصريين طول عمرهم فقرا و غلابة فأكيد لو حيحجوا مرة يأخروها عشان مش حيعرفوا يطلعوا تاني يكفروا اللي بيعملوا في بعض !
وعن التدين الجاف و التدين المحبّش :))
الموضوع مش موضوع متعلق بالشعائر و الطقوس
التدين السعودي إن جاز التعبير يتم ترويجه كصورة الإسلام المثلى في حين إنه عبارة عن مزيج من الإسلام على عادات أهل الجزيرة البدوية
فالمشكلة هي حصر الإسلام في شكله البدوي _ و بدوي هنا مش نعت سلبي ,عادي الناس بدو و حضر _
خاصة و إن أسباب إنتشار التدين السعودي أو التدين البدوي كان له أثر سلبي على الشعوب اللي عرفت الحضارة و الإسلام البدوي يمثلها تكوين صلب غريب جاف عنهم و عن طباعهم فعمل مشاكل كتير جدا يطول شرحها
بس هو خالد منتصر فعلا كالعادة بيزودها حبتين , حبة إعلام و العاشرة مساءا يعني :))
حمد لله على السلامة
سأواصل القراءة بقى

زمان الوصل said...

كتبت رد طويل و الكهراب فصلت قبل ما ابعته :(
شكرا يا محمود و عقبالك يا رب ..
الحقيقه خلال رحلة الحج لم ألمس موضوع أن التديّن السعودى هو التديّن الأمثل
الناس ببساطه بتقول لك ده ثبت عن الرسول و هذا لم يثبت .. هذا بدعه ولا أصل له فى الدين و هذا ليس بدعه ..
الفكره إن إحنا كمصريين اللىّ بالفعل اختلط الدين عندنا بكثير جدّا من عاداتنا و تقاليدنا و الختان مثل واضح .. ده غير موضوع التمسّح بالأضرحه و التبرّك و التوسّل بغير الله و الموالد و غيرها من مشاهد يختلط فيها الموروث الشعبى بالدين !!

خلال انتظارنا فى احدى المرات لدخول الروضه الشريفه كانت السيدات المصريات بيتكلموا مع احدى الفتيات السعوديات التى تنظم دخولنا للروضه و كان الكلام بيدور عن اتّباع الجنائز فالبنت قالت النساء عندنا لا تتّبع الجنائز هن فقط يشاركن فى صلاة الجنازه ويكون هذا آخر عهدهن بالميّت .. فالسيدات المصريات ردّوا و قالوا بس عندنا فى مصر بنعمل كذا و كيت (طبعا انت عارف الأفلام اللىّ بتحصل فى مصر مع وجود ميّت) .. و دار الحديث على هذا المنوال فى مواضيع عديده فى آخرها البنت قالت لهم انتم عاوزين تتكلّموا فى حكم الدين أم فيما يحدث فى كل بلد من عادات و تقاليد

احنا عندنا رأى فى أنفسنا اننا شعب متدين و انا نفسى نخضع هذا الراى لبعض التحليل و النقاش .. يعنى ما نوعية هذا التدين وما مدى جودته ولماذا لا نوجه نقد لما يختلط فيه الموروث الشعبى بالدين !! بالعكس احنا بنشوف الخلط ده داعى للفخر و نصفه بأنّه تديّن مصرى متسامح/سمح لا لشئ سوى لاختلافه عن تديّن آخر نصفه بالبدوى الجاف و كأنّه طبق سلطه و اللىّ يكسب هو اللىّ يحط أصناف أكتر ..

أتمنّى ربنا يلهمك الصبر على القراءه لأنّى عارفه الموضوع طويل ..

عدى النهار said...

حمدالله على السلامة

مش عارف أعلق على إيه ولا إيه :) بس بصراحة كلامك حرك ذكريات كثيرة

أنا أيضاً لفت نظرى مع بداية عملي بجدة شيوع إستخدامهم لأسماء عربية للمحلات والشركات والشوارع ويتفننوا فى إختيارها.. مثل المحمل والطازج والخباز
وأيضاً إحترامهم لعاداتهم وتقاليدهم وعدم محاولتهم حشر كلمات أجنبية فى حواراتهم من أجل المنظرة كما يحدث فى أحيان كثيرة عندنا. أعتقد إن كل ذلك راجع إلى أن بلدهم لم تكن مٌحتلة بالمعنى الحرفى للكلمة مثل مصر

أذكر أن وزير تجارة أو تموين سابق إسمه الجويلي كان تطرق لموضوع الأسماء الأجنبية للمحلات وتحدث عن رفضه لذلك ووجود أفكار عنده لتغيير ذلك الوضع. لا أدرى إن كان لذلك الفكر والتوجه علاقة بالتخلص منه

الملاحظ هو أن التشوه الموجود فى مصر لم يترك مجال إلا وكان له فيه بصمة كبيرة

زمان الوصل said...

الله يسلّمك :)
آه أنا عارفه إن فيه كلام كتير جدّا بس الرحله دى شديدة الخصوصيه أنا عمر ما جه فى ذهنى كل هذه الأفكار و التساؤلات فى رحله واحده !!
وبردو حسّيت إن الأسماء العربيه تحمل قدر ملحوظ من الأناقه و العمق و مش بلدى يعنى كما يظن من يطلقون أسماء أجنبيه على مشاريعهم !!
"أحمد جويلى" كان وزير محترم و ترجمة هذا الاحترام لأفكار جيّده من ضمنها المتعلّق بالأسماء العربيه أكيد له دخل كبير فى إقصائه بس الحقيقه هو اللىّ كسبان :)

محمود عزت said...

كلامك سليم يا زمان
بس في رأيي إن لو المصريين خلطوا العادات بالتقاليد بالدين , فده حصل برضه بس بشكل أقسى في السعودية خصوصا مع تصديره كشكل الدين الأمثل و النموذج الوحيد للإسلام
هل ده بيحصل و لا لأ
في رأيي برضه إن النموذج السلفي للإسلام اللي بتروجه السعودية بقوة و بتدعمه في كل مكان هو عبارة عن : إسلام + عادات و تقاليد و نموذج حياة البدو

في حين النموذج المصري مشهور إنه الإسلام مختلط فيه عند العامة بأساطير و بخور و أوليا
و بالتالي لا يتم الحديث عنه في صورة إن ده الإسلام

أما إننا شعب متدين فمش معناها إطلاقا شعب ملتزم :))
دي بتعني عقلية قايمة على التصديق و الخضوع الضخم لقبول فكرة الدين و الغيبيات و الميتافيزيقا
متربيين على التفكير في الآلهة و الثواب و العقاب و الخير و الشر المرتبط بقوى أكبر مننا
و ده من أيام الفراعنة
غير شعوب أخرى مكنش الموضوع متأصل فيها و مرتبط بدول أساسها ديني و فراعنة بيستمدوا قوتهم إنهم ظلال الآلهة
الموضوع كبير كبير يا زمان
بس أنا مستمتع جدا بذكرياتك عن الحج
:))
إكتبي يا فندم

زمان الوصل said...

عزيزى محمود

النموذج المصرى لا يتم الترويج له طبعا بصفته الإسلام صافيا من كل الإضافات و معروف أنّه إسلام اختلط فيه الدين بالموروث لكن الفكره أنّه يروّج له بصفته نموذج للدين سمح/متسامح ممّا يضع من يخالفه أو يعترض عليه تلقائيا فى خانة المتشدّد أو المتعصّب فى موقف أراه يحمل بعض الإرهاب الفكرى للمعارضين للنموذج المصرى للتديّن

حلو ترجمة كلمّة "نحن شعب متديّن" إلى أنّها لا تعنى "نحن شعب ملتزم" هى فقط تحتاج لأن توضّح فى عقولنا كمصريين خصوصا حين لا ترى أثرا لهذا التديّن فى معاملاتنا اليوميه ممّا يشعرك ببعض الارتباك و الحيره !!

أنا سعيده جدّا إن ما كتبته أعجبك !! آخر رحله كتبت عنها بضمير كانت رحله للأقصر و أسوان سنة 2002 ومن وقتها لم أكتب عن رحله بهذا الشكل المفصّل !!

طيب بمناسبة التديّن المصرى .. بعد أن أدّيت طواف الوداع و هذا كان يوم السفر الصبح كلّمت والدتى فى التليفون و قلت لها فسألتنى

- طيب سبتى حاجه فى الكعبه عشان ترجعى تانى

فأنا طبعا استعبطت و قلت لها

- حاجة إيه يا ماما فيه حاجه بالشكل ده

فأصرّت على إن اللىّ يسيب حاجه فى الكعبه بيرجع تانى و أنا بكل جلافه قلت لها

- بس أنا مش عاوزه أرجع تانى

أنا بجد متضايقه جدّا من نفسى من ساعتها لهذا الرد رغم اقتناعى إن اللىّ بيرجع بيرجع عشان ربنا كاتب له مش عشان ساب حاجه قبل كده !! بس بجد إحنا لينا أفكار بتاعتنا إحنا بس :)