للمرّه الأولى منذ أيّام عديده أسير على أرض المطار بقدمىّ معا. أذهب للفرجه على السوق الحرّه لا لشئ سوى لرغبتى فى المشى مثل باقى خلق ربنا .. يتأخّر موعد الطائره ساعتين و أكاد أجن و أشعر أنّى غير قادره على المزيد من الانتظار .. نصعد الطائره فى الثانيه صباحا .. فى الرابعه إلاّ الربع بتوقيت القاهره يعلن قائد الطائره وصولنا مصر أخيرا .. امتلأت عينىّ بالدموع مع سماعى لصوته و ربّما كانت المرّه الأولى التى أشعر فيها بأنّى أنجزت شيئا ما .. رغم الفوضى الرهيبه فى المطار نجد حقائبنا أخيرا و نخرج من المطار لمقابلة الأهل المنتظرين .. كانت ملابسنا بحكم الجو فى السعوديه ملابس صيفيه تماما بينما جو القاهره فى هذا الوقت من العام بارد جدّا .. كانت أمّى قد أرسلت لى بالطو لأرتديه بعد أن علمت فى آخر مكالمه بيننا أنّى لا أرتدى سوى جلباب صيفى و إصرارى أنّنا لن نحتاج لملابس ثقيله !! شعور بالذهول يعترينى خلال العوده للمنزل .. أشعر أنّى غير قادره على الكلام كأنّى كنت فى حلم طويل لم أستيقظ منه بعد .. أشعر بصدمه عنيفه حين أعلم باغتيال "بينظير بوتو" فى أوّل إشاره لعودتنا لحياتنا السابقه .. مع عودة "بوتو" لباكستان قبل ما يقرب من شهرين و حصولها على وعد بالعفو عنها عن جرائم فساد مالى كنت أتساءل وقد تراجع كثيرا تقديرى لها هل يكفى الحصول على عفو سياسى كى يطهّر الإنسان من خطاياه !! رغم ذلك أشعر باكتئاب لحادث الاغتيال و أعود للصمت مرّه أخرى و أتساءل لماذا كنت أشعر بالفضول لمعرفة ما جرى فى العالم إذن ..
خلاص وصلنا البيت.
13 comments:
الأصدقاء الأعزاء
على وشك أن تكتمل أول خطوة في تجربة جديدة تحتاج للتواصل معها لكي تنجح
وهي محاولة البحث في منمنمات التراث المصري القديم وتقديمة بلا بسترة ولا اختزال وبلا تضخيم
فالوعي بهذا التراث والتعلم منه أحد الشروط الهامة لنهضة الأمة المصرية الذي ننشده
حمد لله على السلامه وحج مبرور و ذنب مغفور
حمد الله ع السلامة وحج مبرور وذنب مغفور بإذن الله..
تعمدت التأخير في الرد كي أقرأ كل ما كتبتِ عن الرحلة من أولها لآخرها ، وما كتبته في تدويناتك الست الأخيرة عن التفاصيل شديد الأهمية لي على مستويين ..
المستوى الأول شخصي صرف ، لأنه لم تسنح الفرصة لأحد من دوائري المقربة بأداء فريضة الحج ، باستثناء جدتي - رحمها الله - في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، وكان ما حكته لي قليل للغاية ..
والمستوى الثاني معرفي صرف ، ربما سمعت عن كثيرين حجوا لكن لم يحكِ أحد ما حدث طوال هذه الرحلة بهذه التفاصيل الدقيقة..
هناك أكثر من نقطة هامة في التدوينات الست..
أولها على سبيل المثال أن الكثيرين ممن حكيتِ عنهم نقلوا مفاهيمهم وسلوك بلدانهم إلى الأراضي المقدسة ، والكثير ممن يحجون لم يتحضروا نفسياً كما ينبغي لحدث بأهمية الحج الذي قد لا يتيسر للكثيرين في بلدانهم القيام به في حياتهم كلها..
وثانيها أن الصورة عن قرب تختلف عن الصورة من بعد ، ما يقال في الصحف ووسائل الإعلام عن الحج لا يعدو مجرد "سنتوفة" من الحقيقة!
وثالثها أن قدرتنا على تفهم الغير ضعيفة بشكل مُقلِق..
تحتفظ ذاكرتي المتواضعة بتحقيق نشرته مجلة أكتوبر في بداية ثمانينيات القرن الماضي عن مهرجان دمشق السينمائي على ما أذكر ، وكيف أن صحفياً مغاربياً "استهجن" ما أسماه "بالغزو الثقافي المصري" للعالم العربي.. لا أعرف ماذا سيكون رأيه في الوضع الراهن! :(
نحن عاجزون عن تفهم الخليجيين والأفارقة والآسيويين لأسباب عدة ، وفي المقابل فإن الآخرين عاجزون عن تفهمنا!
بي اس: بمناسبة القارئ .. إن كان هو اللي في بالي فهو القارئ ماهر شخاشيرو وهو سوري الجنسية حسب علمي..
عذراً للإطالة..
=================
عزيزى شريف الصيفى
=================
ألف مبروك على الموقع و دعئى لك بالتوفيق دائما إن شاء الله
==============
عزيزتى مش فاهمه
==============
الله يسلّمك يا عزيزتى و شكرا جزيلا لك
=============
عزيزى قلم جاف
=============
الله يسلّمك و عقبالك يا رب
خذ وقتك فى القراءه و التعليق -إن كان هناك تعليق طبعا- كما تشاء
الحقيقه لقد أصررت على إنهاء كتابة ما سجّلت من خواطر أملا فى أن أعود له بعد عام أو عامين و ربّما أكثر أو أقل لأتأمّل التجربه من جديد .. ليقينى أنّها أكثر تجربة سفر فريده فى حياتى و لاعتقادى أنّه مهما تكرّرت مرّات الحج -إن شاء الله لى تكرارها- ستظل هذه التجربه هى الأكثر تفرّدا .. بدليل عدم قدرتى حتّى الآن على الخروج من الحاله التى تركنى الحجّ عليها و أشعر بعجزى عن الاندماج الكامل فى الحياه و ربّما تكون عودتى للعمل معينه لى بعض الشئ فى هذا الصدد ..
أنا أعلم تماما أن هناك الكثير جدّا من التفاصيل الدقيقه و الأحداث اليوميه التى قد تكون غير ذات أهميّه فى ذاتها لكنّها كانت فى أحيان كثيره مقدّمه لتساؤلات و أفكار مرّت علىّ ..
مشكلة رحلة الحج أنّها ترتدى ثوبا روحانيا بحتا فى حديث الكثيرين عنها ممّا قد يشكّل صدمه للبعض حين يفاجئون بالتصرّفات الدنيويه التى تملأ تفاصيل الرحله !! وقد أحببت أن أنقل الصوره كامله حتى تكون معينه لمن قد يذهب لأداء الحج كى يستعد نفسيا لكل ما سيرى من تناقضات باعثه على التفكير و التساؤل ..
أنا أتّفق معك تماما أن الكثيرين لم يستعدّوا للرحله حتى بأبسط معانى الاستعداد وهو معرفة ما هو مقدمون على أدائه من مناسك و هذا كان شئ مذهل بالنسبة لى !! وعلى فكره هذا ليس قاصرا على المصريين فقط بل على من كنت أشاهدهم خلال أداء المناسك ممسكين بكتب يقرئون منها ما ينبغى ذكره من آيات قرآنيه أو أدعيه فى بعض المناسك .. وإن كنت أعطى بعض العذر لمن لا يتحدّثون العربيه و أحترم كفاحهم لتلاوة كل ما يقرئونه باللغة العربيه ..
بمناسبة القارئ هم اسمه "ماهر حمد" و ستجد فى الرّابطين التاليين بعض السور من تلاوته و أرجو أن يروق لك صوته :)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraaview&qid=617&tid=1
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=souraaview&qid=617&tid=7
حج مبرور وذنب مغفور
سعادتي كبيرة بالتفاصيل التي وردت في تدويناتك عن تلك الرحلة.. تملكين قدرة على الرصد والملاحظة، وفتح أبواب النقاش
أتمنى أن تواصلي الكتابة بقوة، لأنك وشريف "قلم جاف" من المدونين القلائل الذين يجيدون رصد حكايات الإعلام وربما الحياة بذكاء
تصوير الأحداث بالكلمات بيكون أحياناً أفضل وأعمق من تصويرها بكاميرا.. كأنك وضعتِ بعض الأفكار فى غربال الحج وهززتيه بشدة :)
لاأعتقد أن أى رحلة غير رحلة الحج ممكن توفر للإنسان كل هذا التنوع فى الشخصيات المحيطة والأحداث. أثناء القراءة كنت أتسآل ياترى لو كتبتِ ذكرياتك وإنطباعاتك عن الرحلة بعد فترة هل كانت ستأتى بصورة مختلفة بإعتبار أن ذكريات الحج هى من النوع الذى يحتاج بعض الوقت للهضم :) بسبب تراكم الأحداث فى حيز ضيق ولعدة أيام قد لا تكون كافية للخروج بحكم واضح فى كثير من المواقف والتساؤلات التى أثيرت خلالها لكنى وجدت الإجابة فى تعقيبك على تعليق قلم جاف
تقريباً لم أجد أحداً ، بما فى ذلك نفسى ، أدى هذه الفريضة ورضى وإطمئن داخلياً وبوعى عن أدائه لها. يمكن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو ما أشرتِ إليه من ذهاب الناس للحج بدون تأهيل نفسى ومعلوماتى وأيضاً الإشراف دائماً فيه شىء يسبب مشاكل بين الحجاج بعضهم بعضاً وبين المشرفين والذى يكون حاد أحياناً. وذلك يحدث أيضاً مع حجاج الداخل رغم إقامتهم بالبلد وسهولة الأمر بالنسبة لهم
===============
عزيز دكتور ياسر
===============
إطراؤك يسعدنى جدّا و أرجو أن أكون مستحقّة له و أرجو أكثر ألاّ تكون التفاصيل قد أثقلت على أحد فى القراءه إذ أكثر ما يزعجنى فعلا أن أثقل على أحد ولو من خلال كتابة شئ ما .. أحد أسباب إعجابى بالنشّالين هو هذه الخفّه الهائله التى يتميّز بها أداؤهم العملى "بجد مش هزار" :)
=======================
عزيزى مدحت "عدّى النهار"
=======================
حتى الآن أتحدّث بحرص شديد مع معارفى عن تجربة الحج لمعرفتى أن بعض ما خرجت به منها قد يبدو غير مألوف :) و إن كنت أشعر أن هذه النتيجه فى الحقيقه تزيد من قيمة التجربه ..
كتبت ذكرياتى عن التجربه خلال أيّام الرحله نفسها لمعرفتى أنّى لو لم أفعل ستضيع الكثير من الأفكار التى كنت أريد أن أطرحها من ذاكرتى و لو كنت أخّرت تدوينها على المدوّنه ربّما لم أفعل نهائيا و تركتها للأبد فى النوته "كل واحد عارف نفسه من سوابقه" :)
على فكره إحدى صديقاتى نصحتنى أيضا بالانتظار قبل إصدار حكم نهائى على التجربه و الحقيقه أنا لازلت أعيش أصداءها و أشعر أن البعض يعتقد أن تقييمى للتجربه سلبى -أشعر بحاجتى لقول أستغفر الله هنا- لكن الحقيقه إن إحساسى بها إيجابى جدّا حتى لو كان بصوره مختلفه شويه .. و مؤكّد أن التجارب الثريّه فقط هى التى يتغيّر إحساس الإنسان بها كلّما مرّ الوقت عليها مثلها مثل الحجر النفيس الذى يلقى انعكاسات مختلفه من الضوء كلّما تغيّرت زاوية النظر ..
هو من يقرأ سطر ويسيب سطر ممكن يعتقد أن تقييمك للتجربة سلبى خاصة أن معظم الناس تتصور أن الروحانيات بتكون غالبة على كل الناس والمكان أثناء الحج
كنت شاهدت فيلم تسجيلى عن الحج من إنتاج
national geographic
الفيلم إسمه داخل مكة وتتبع سيرة 3 سخصيات بداية من التجهيز للحج حتى إتمام أداءه. الشخصيات كانت سيدة أمريكية أسلمت ورجل من ماليزيا وآخر من جنوب أفريقيا. تذكرت الفيلم عندما قرأت تدوينتك عن الرحلة ورغم جمال الفيلم إلا إنى حسيت إن تدوينتك بتقدم سيناريو أفضل لفيلم تسجيلى آخر عن الحج.
جزء1/6
حمدا لله ع السلامة
حج مبرور وذنب مغفور
أشكرك جدا على زيارتي في تدوينة فترة الإستراحة
وإن شاء الله تكون مش آخر زيارة
مرة تانية حمدا لله على سلامتك
عظيمة يا زمان الوصل . سعيد جدا بعودتك وإن كان القلق انتابني مع مرور أيام العيد وعدم ظهورك علي المدونة. قضيت اليوم ما يقرب من ساعة وربع في قراءة كل ما يخص رحلتك.
لا أخفي عليك، تخيلت أنك بعد عودتك سالمة قد تهجرين المدونة لشهور طويلة، ربما لإحساسي بأنك من أولئك الذين يتخففون من الروابط الدنيوية بعد المرور بخبرة دينية طويلة نسبيا كالإعتكاف أو الحج.
حمدا لله علي سلامتك
==========
عزيزى مدحت
==========
أحد معارفى ممّن قاموا بالحج هذا العام قال جمله أظنّها معبّره بشكل جيد إذ قال كل واحد بيحس بالروحانيات فى مكان و زمان مختلف عن الآخرين و بشكل و بمستوى مختلف أيضا عنهم .. مش لازم كلّنا نبكى حين نرى الكعبه و يمكن نبكى لمواقف أقل تأثيرا و يمكن شعورنا بالقرب من الله يترجم بصور عديده جدّا لا حصر لها
أنا حتى دلوقت بدأت أسأل نفسى يا ترى لو حجّيت مرّه أخرى -بهذه السرعه بدأت مشاعرى تتغيّر و بافكّر فى حج تانى !!- هاحرص بنفس الشكل على الكتابه و تسجيل الملاحظات ولاّ هاكتفى المرّه دى بالعبادات و المناسك و أقاوم الرغبه فى التعليق
أنا باحمّل الفيلم دلوقت من على يوتيوب عشان اشوفه من غير تقطيع .. :)
===============
يوميّات عيّل مصرى
===============
ما تشوف لنا حاجه نقولها لك بدل عيّل دى أحسن أنا باحرج والله من كتابتها رغم إن العيال أحباب الله :) أكيد إن شاء الله سيكون لى زيارات أخرى بس أخرج من الحاله اللىّ أنا فيها دى
=======
مختار :)
=======
أنا باتخضّ من كلمة "عظيم" و "عظيمه" دول .. بجد شكرا جزيلا على مشاعرك بس أيّام العيد كان صعب جدّا الوصول لإنترنت كافيه فى "منى" .. الوصول لصيدليه كان صعب فما بالك بإنترنت كافيه !!
إحساسك صائب تماما عرفت منين إنّى بافكّر فى كده فعلا !! لم أكتب ذكرياتى عن رحلة الحج سوى لأنّها ستعيدنى لمعايشة أجواء التجربه مرّه أخرى ولخوفى أن أفقد الحماس لهذا مع مرور الوقت !! أنا الآن أجد صعوبه فى الخروج من المنزل وكان نفسى فعلا يكون هناك فرصه للبقاء بعيدا عن الناس بس إزّاى و زيارات التهنئه لا تنقطع :) طبعا ده من توابع الحج المعروفه فى مصر
لازلت غير راغبه بتاتا فى شراء ما اعتدت على متابعته من جرائد يوميه و أسبوعيه و انقطعت عن متابعة البرامج التى اعتدت متابعتها و حتى لو جلست لمتابعتها لا أتابع بحماس !! أبحث عن شئ ما لقراءته ليعزّز هذه الحاله و أملى أن أجده فى معرض الكتاب كل سنه و انت طيب :)
وتتخضي ليه؟ بجد التدوينات دي جميلة جدا يا زمان. يمكن عشان الوجبة كانت دسمة قوي وكأني أنا اللي مش باجي مدونتك. هو الواقع إني كنت باجي كتير وفي كل مرة أقول إيه ده هي لسة مارجعتش من السعودية؟ هي لقت عقد عمل هناك ومش راجعة ولاّ إيه؟
:)
هو أنا توقعت إنك ممكن تهجري المدونة لأني كنت متعود من كام سنة علي الاعتكاف في المساجد ، وبعيد عن البيت كمان يعني مثلا لمسافات تصل الي ستين كيلو وأحيانا تسعين كيلو فكان بيحصل نوع لذيذ من الانفصال عن الشغل والحياة الأسرية وبالتأكيد فترات التأمل بتزيد جدا أثناء الاعتكاف والفترة التي تعقبه مع ميل شديد للحفاظ علي هذه الحالة سواء بشكل طبيعي جدا أو بفعل يساعد علي ذلك.
الجميل إني لما كنت باعمل وصل بين فترات الاعتكاف بالاقي التأثير بيزيد ويصاحبه نوع من وضوح الرؤية في كل شئ.
فرحتيني برجوعك وكتابتك
Post a Comment